النشميات يملؤهن الأمل والحماس والثقة لتمثيل الأردن بكأس العالم -فيديو
21 لاعبة تحت سن 17 عاما، يملؤهن الأمل والحماس والحيوية والقوة، ولديهن شغف برياضة كرة القدم وهو ما أوصل كل واحدة منهن لتكون ضمن المنتخب الوطني للشابات اللواتي يمثلن الأردن في بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 عاما.
البطولة التي تنطلق يوم الجمعة المقبل، وتستمر حتى 20 تشرين الأول (اكتوبر)، يشارك فيها 21 لاعبة هن: رند البستنجي، وفرح الزبن، ولونا سحلول، والعنود غازي، ونور زوقش، وجيدا النبر، وتسنيم أبو الرب، وروزبان فريج، وياسمين ظبيان، ونور أبو كشك، وجنى أبو غوش، وجويل سروجي، وسارة ابو صباح، ولين البطوش، وتالا العواد، وراما حامد، وتسنيم اسليم، وجود الشنطي، ورحمة ابراخ، وزينا الفاخوري، وسوزان أبو رزق.
وفي معسكر مغلق، تتلقى هؤلاء اللاعبات تدريبات مكثفة رصدتها “الغد”، على مدى ساعات طويلة، شملت النصائح والتمرينات التي قدمها كل من الجهاز الفني للمنتخب الذي يقوده الإنجليزي روبي جونسون، والمشرف العام على المنتخبات النسوية ماهر أبو هنطش، ومساعدا المدرب خضر عيد وسوسن الحساسين، ومدرب الحراس أنيس شفيق، والمدرب الانجليزي الخبير نيل ماكدونالد.
وشملت التمرينات، تدريبات شاقة مكثفة لتعزز لياقتهن البدنية والحركة على أرض الملعب خاصة في المراوغة والدفاع والهجوم.
واللاعبات المشاركات في البطولة يدركن حجم المسؤولية التي يحملنها وطبيعة الفرق التي سيواجهونها، خاصة أن أول مباراة لهن هي مع المنتخب الإسباني في المباراة الافتتاحية على ستاد عمان الدولي بمدينة الحسين للشباب.
اللاعبات يترقبن الحدث بنشاط وهمة ومعنويات عالية، وفق لاعبة جناح شمال المنتخب الوطني جنى ابو غوش، وتقول : “الفريق متحمس على المواجهة المقبلة، ونأمل جميعا ان نحظى بدعم الجمهور وتمثيل الأردن بطريقة مشرفة”، مضيفة ان هذه التدريبات وإن كانت قاسية لكنها “تضعنا على اهبة الاستعدادات والتأقلم مع ما ينتظرنا وهي تجربة ليست سهلة”.
اللاعبة جود الشنطي تعشق لعب كره القدم، ولديها تحد واصرار، يمنحنها الشعور بالسعادة والثقة بالنفس، وذلك يمدها بروح قيادية حتى تبلغ هدفها”، مبينة أن التواجد على أرض الملعب هو أكثر ما يسعدها ويشعرها بالقوة.
ولأن اللعب يتطلب تدريبا مكثفا، تقر اللاعبة تسنيم سليم بجدية التمرينات وان كانت متعبة احيانا لكنها ترى فيها فائدة كبيرة للمواجهات المقبلة، مشيرة إلى أن الساعات الطويلة والمعسكرات قوت الروابط بين الفريق ككل.
وعلى ارض ملعب “البولو” انقسم فريق الفتيات لمجموعات تتدرب كل مجموعة بجهة لكن بروح واحدة، تناغم واضح وعزيمة واصرار، فحارسة المرمى جود الشنطي وبكل ثقة، تقول” نحن متحمسون للبطولة، وعلى اتم الاستعداد بإذن الله، والمدربون في الفريق بذلوا قصارى جهدهم طيلة العام في فترات التحضيرات.
وتتفق معها ايضا حارسة المرمى الاخرى رند البستنجي، مبينة ان اللاعبات بذلن جهدا مضاعفا لبلوغ هذه المرحلة خصوصا أن التدريبات شملت معسكرات خارجية دولية، وفوزهن في مباراة في بريطانيا منحتهن دافعا أكبر للمضي قدما بكل ثقة لمواجهة فرق أكثر خبرة.
وتشعر الكثير من عضوات الفريق للامر بالإمتنان لاهتمام ودعم جلالة الملكة رانيا العبدالله التي وضعت توقيعها على كرة القدم التي ستستخدم في بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 عاما. وجهود سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الهيئة التنفيذية في اتحاد كرة القدم.
الاستعداد النفسي جزء مهم وأساسي
وفي الوقت الذي تشعر فيه اللاعبات بضغط نفسي وجسدي للمواجهة الأولى من نوعها لهن، حيث سيلعبن وينافسن فرقا بخبرات كبيرة، فإن العامل النفسي مهم جدا بحسب المدرب روبي جونسون، وذلك للنهوض ورفع درجات الجاهزية الفنية والبدنية قبل المشاركة التاريخية بنهائيات كأس العالم للسيدات.
وبين جونسون أن هذا العامل مفيد لتهيئة الفتيات نفسيا لطبيعة ما سيخضعن له من خلال تشجيعهن ووضعهن في ظروف مشابهة تجمع بين اللعب تحت الضغط والتنافس العالي والقوة على ارض الملعب الى جانب تسليحهن وصقل مهاراتهن في الاحتكاك بالاخريات من لاعبات وجنسيات مختلفة وتلك كانت فاعلة في المعسكرات الخارجية التي شاركن فيها والمباريات التي لعبنها مع فرق من دول اخرى.
ويعتبر جونسون أن للعامل النفسي أثرا على اللاعبات بشكل كبير نظرا لحساسية عمرهن، والخبرة التي ما تزال في بدايتها، لكن قوتهن تكمن في طاقتهن وحماستهن وادراكهن لحجم المسؤولية التي يحملنها.
ويلفت الى انه تم اخضاعهن لجلسات تحفيزية وفهم وشرح واف لكل ما سيواجهنه في يوم الاستحقاق العالمي أي يوم انطلاق البطولة، ومن الطبيعي الشعور بالخوف، لكن يمكن له ان يغدو محفزا لهن ليبذلن قصارى جهدهن.
ولا يتوقف العامل النفسي عند هذا الحد، إذ من المهم جدا ان لا يتم تحميل اللاعبات توقعات عالية، كي لا ينصدمن بالنتيجة سيما وانهن سيواجهن فرقا قوية جدا على الصعيد العالمي، وقد تلقين تدريبات مكثفة اهلتهن للمواجهة والاحتكاك بما هو آت.
ويحمل المدرب روبي شهادة الاتحاد الأوروبي UEFA فئة A في التدريب، وفاز بجائزة المدرب الشاب في الاتحاد الانجليزي في 2001، ولديه شهادات في علم معالجة الإصابات والعناية وحماية الاطفال في كرة القدم وشهادة دبلوم التعليم العالي في علم كرة القدم، وكان مدربا ومديرا فنيا للفريق النسوي الأول في نادي ليفربول بعد ان عمل على تطوير وتحسين مستوى آداء الفريق، وعمل لنحو 12 عاما كمدرب لعدة فرق بنادي ليفربول وغيره من الأندية الانجليزية.
انجاز وتغيير
عضو الهيئة التنفيذية لبرنامج اعداد المنتخب الوطني للشابات المشاركات رنا الحسيني، توضح أن كرة القدم النسوية لها تاريخ كبير، وجاء تكوين هذا الفريق متأخرا لكنه اثبت نفسه وهو الآن على طريق المواجهة واختبار تجربة تدخله العالمية، خاصة وأن هنالك اهتماما كبيرا من الأمير علي بن الحسين، من اجل الارتقاء بمستوى الأندية والمنتخبات النسوية.
وتضيف الحسيني أن الفتيات يلعبن بحماس وهن مدركات أن مستواهن يختلف عن الفرق الاخرى، لكن هذا لن يقف عائقا ام اصرارهن على ان يبذلن قصارى جهدهن، في وقت تتجه الأنظار نحو الأردن الذي يستضيف أول حدث عالمي.
واشارت الحسيني إلى أن هذه البطولة تعد فرصة مثالية لكرة القدم الأردنية ككل والنسوية بشكل خاص، وذلك سواء لاستمرار عملية التطوير والبناء في الملاعب والبنى التحتية أو في التقدم خطوات جديدة في سبيل الارتقاء باللعبة من النواحي الفنية، أو لتوسيع القاعدة وجذب المزيد من الاهتمام نحو كرة القدم النسوية في الأردن. وستنعكس على المنتخبات أو الأندية، خاصة أن لدينا 4 ملاعب رئيسة و17 ملعبا تدريبيا موزعة في كافة انحاء المملكة.
وكان أول ظهور للمنتخب الوطني بشكل رسمي في بطولة غرب آسيا للسيدات 2005، حيث شارك في تصفيات آسيا تحت 19 سنة ونجح في إنتزاع بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس آسيا تحت 19 سنة 2006 ليسجل ظهوره القاري الأول، وجاءت المشاركة الكبيرة في دورة الألعاب الآسيوية قطر 2006، وتواصلت مسيرة التطوير لهذا المنتخب اليافع فحافظ على لقبه بطلا لكأس غرب آسيا للمرة الثانية على التوالي في العام 2007.
وتبين الحسيني أن الجهود التي يبذلها اتحاد كرة القدم لدعم كرة القدم النسوية وتطويرها كبيرة، حيث تم انشاء بقية المنتخبات تحت 19 سنة وتحت 17 سنة وتحت 14 سنة وأُنشئت مراكز اكتشاف اللاعبات الموهوبات، وهو ما يؤسس لمرحلة جديدة تبشر بمستقبل واعد يجعل من هذه الرياضة أكثر شعبية ويوسع رقعتها.
وكانت أول مشاركة في التصفيات الأولمبية المؤهلة العاب لندن 2012 وبلغ المنتخب النسوي الأردني الدور الثاني من التصفيات، وتأهل لنهائيات كأس آسيا للسيدات 2014. واستعاد المنتخب النسوي سيادته لبطولة غرب آسيا الخامسة، ثم شارك للمرة الثالثة في دورة الألعاب الآسيوية أنشيون 2014، وفي العام 2015 نجح المنتخب النسوي في التأهل للدور الثاني من التصفيات الأولمبية المؤهلة إلى ريو دي جانيرو 2016 .
ولكن مع كل هذه التحديات فإن هؤلاء اللاعبات هن أمل المستقبل ويحملن على عاتقهن مسؤولية كبيرة، لكنهن على قدر التحدي وكلهن عزم لبذل افضل ما عندهن لتمثيل الأردن وسط دعم رسمي ومحلي كبير لشجاعتهن.