شفيع يزور قويدر.. رسالة قوية لجماهير الكرة الأردنية
لم يصدق أنصار فريق برشلونة لكرة القدم أن نجمهم البرازيلي نيمار قد رحل إلى باريس سان جرمان، فنعتوه بـ"الخائن" ومزقوا صوره والقمصان التي تحمل اسمه، كما فعلوا من قبل مع البرتغالي لويس فيغو حين إنتقل الى الغريم التقليدي ريال مدريد.
مثل هذا المشهد مألوف حتى في الدول التي تطبق الاحتراف منذ عدة عقود وليس بضع سنوات، فالجمهور لا يتصور بأن نجمه المفضل قد يرحل عنه، مع أن تلك الجماهير تدرك بأن كثيرا من لاعبي فريقها جاءوا من فرق اخرى، وهي بذلك "تحلل" لنفسها ما "تحرمه" على غيرها، وليس ببعيد ما جرى مع النجم الارجنتيني هيغوايين، الذي ناله من الشتم والذم الكثير، حين ترك قميص نابولي وارتدى بدلا منه قميص يوفنتوس.
هذه المقدمة لا بد من ذكرها، حين يبرز الحديث عن بعض ما يجري في الملاعب الأردنية من "سجال كلامي" بعد انتقال لاعبين من اندية لاخرى، مع أن الاحتراف هو في حد ذاته حرفة او مهنة، من حق اللاعب أن يتجه حيثما يريد طبقا للانظمة المعمول بها محليا ودوليا، طالما أن ثمة "سوق انتقالات" او "بورصة نجوم" تعرض من خلالها الاندية رغبتها في "شراء" هذا اللاعب او ذاك.
وكما هو الحال في الملاعب الأوروبية، والتي لم يستوعب فيها الجمهور انتقال اللاعب خارج اسوار انديتها، فإن الجماهير الأردنية تكاد لا تصدق أن اللاعب يمكن أن يترك ناديه ويذهب لاخر، فتكيل له الشتائم تارة والاتهامات بعدم الولاء والانتماء تارة اخرى.
قبل بضعة ايام صدرت ردود افعال عبر صفحات التواصل الاجتماعي من بعض المتفرجين، وهي اولا واخيرا لا تعكس اصالة الشعب الأردني وطيبته، ولكنها مجرد لحظات انفعالية، حين تعرض لاعب الفيصلي بلال قويدر للاصابة، وكانت بعض التعليقات الصادرة من بعض مشجعي الوحدات صادمة بحق لاعبهم السابق، الذي اختار اللعب للفيصلي كما تبعه زميله احمد سريوة.
والمفارقة العجيبة تكمن في أن تلك الجماهير ترحب بإنضمام لاعبي الرمثا حمزة الدردور واحسان حداد وسعيد مرجان لفريق الوحدات، لكنها ترفض رحيل قويدر وسريوة للفيصلي، مع أنه من حق اللاعب أن يختار اللعب للفريق الذي يريد طالما أنه غير مرتبط بعقد مع ناد آخر، او لا يحصل على فرصة كاملة للعب مع فريقه.
الحالة الطبيعية أن يبتعد الجميع عن "العنصرية" وأن يفرح لهذا المزيج من اللاعبين من شتى الاصول والمنابت في جميع الاندية، فلا يعقل او يجوز أن يضم الفريق اصلا او منبتا واحدا، لأن ذلك مخالف حتى للدستور وليس للاعراف وروح الرياضة وكرة القدم فقط.
حين يذهب رأفت علي لتدريب فريق المنشية فهذا مر طبيعي للغاية، وحين ينتقل اللاعب من ناد الى آخر فهذا امر طبيعي، وليس فيه خرقا لعرف او اتفاق او انتهاك للتعليمات.
في الصورة المرفقة مع التقرير، ما يبعث برسالة واضحة للجميع، بأن ما يربط بين اللاعبين من علاقات ومشاعر انسانية يفوق اي اعتبار آخر.. حين يذهب عامر شفيع للاطمئنان على زميله بلال قويدر بعد اجارء الاخير عملية جراحية، فإنه يقول لكل الجمهور من مختلف الأندية نحن اخوة أولا واخيرا، يجمعنا حب الأردن ولا تفرقنا الوان قمصان الأندية.