جامعة الشرق الأوسط : خبراء يدعون لمواجهة آفة المخدرات ونبذ العنف والتنمر
شدد خبراء في التعليم المدرسي والجامعي على أهمية عملية الارشاد التربوي في تحصين الطلبة من مخاطر وأضرار المخدرات والعنف والتنمر، مبينين ان عملية الارشاد لا تقتصر على المدرسة بل تتعداها إلى خارج الاسوار.
وقال الخبراء خلال افتتاح مؤتمر الارشاد الاول اليوم الاربعاء، بتنظيم من مديرية التربية والتعليم للواء الجيزة في جامعة الشرق الاوسط ، إن التربية والتعليم "مسؤولية مجتمعية، ما يعزز اهمية الشراكة بين الجامعات ووزارة التربية والتعليم في توجيه الطلبة نحو السلوك الصحيح تربويا".
وقال رئيس جامعة الشرق الاوسط الأستاذ الدكتور محمد الحيله إن " الجامعة تقوم بوظائف ثلاثة مهمة وهي: التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، ومن منطلق المهمة الاخيرة تقوم بتحمل مسؤوليتها المجتمعية في تناول قضايا المجتمع من خلال مؤتمرات علمية، وتنظيم الندوات، وإقامة ورش العمل والحلقات البحثية، في إطار سعيها لإيجاد الحلول للمشكلات بطريقة علمية منهجية يمكن رصد وقياس أثرها على السلوك والاتجاهات لدى الافراد والمجتمع ككل".
وأضاف أن الجامعة " مستعدة دوما لتقديم كل ما يخدم المجالات التربوية، ومنها استراتيجياتها في التدريس الحديث وإدارة الوقت، واستخدام التكنولوجيا في التعليم، واساليب التقييم الحديثة، وإعداد البرمجيات والحقائب التعليمية"، مبينا اهمية الاسرة في العملية التربوية والارشاد التربوي بما يخدم العملية التربوية وأطرافها جميعا حتى تقوم بادوارها التكاملية.
من جهتها كشفت مديرة إدارة التعليم في وزارة التربية والتعليم الدكتورة زينب فهيد الشوابكه عن تحد يتمثل في الحاجة لأعداد كافية من المرشدين التربويين المؤهلين لمواجهة الاعداد الكبيرة من الطلبة في المدارس، مبينة وجود 3806 مدرسة حكومية يعمل على الارشاد فيها 2000 مرشد تربوي فقط .
وقالت إن التربية والتعليم ترى أهمية إشراك المعلم في عملية الارشاد لذلك تنادي بـ " المعلم المرشد" لمواجهة تحدي النقص في المرشدين ولأن الوزارة تعتقد بأن عملية الارشاد لا تقتصر على داخل أسوار المدرسة بل خارجها، "فالتربية والتعليم مسؤولية مجتمعية، داعية لتفعيل الشراكة مع الجامعات في إطار مواجهة العنف وأضرار آفة المخدرات.
وأشارت في هذا الصدد لعدد من المبادرات والبرامج للحماية من المخدرات كـ "تحصين" و " تواصل" لمواجهة المظاهر السلبية، داعية الجميع للمشاركة فيها لنقل اثارها الايجابية إلى المجتمع وإحداث التغيير المنشود فيه.
بدورها دعت مدير التربية والتعليم للواء الجيزة الدكتورة نجوى قبيلات لضرورة تحقيق " السلام لطلبتنا مع انفسهم عبر مواجهة المشاكل الدخيلة على مجتمعنا وثقافتنا"، مبينة أهمية الشراكة مع الجامعات باعتبارها بيوت خبرة لتصحيح وتصويب في العملية التربوية.
وفي هذا الصدد بينت رئيس قسم الارشاد والصحة النفسية في مديرية تربية لواء الجيزة جميلة كساب أن العلم لم يعد يقتصر على القراءة والكتابة فقط بل أصبح منوطا بأهداف اسمى وارقى في ظل التكنولوجيا القائمة على المعرفة ولكل مرحلة تعليمية أهدافها الخاصة التي تراعي التوازن بين المهارات والمعارف والمرحلة العمرية للطالب لضمان تعليم نوعي ضمن منظومة متكاملة ولدمج الطالب في بوتقة الحضارة بكل يسر وسهولة.
وتضمن المؤتمر ثلاث جلسات بأربعة محاور في الوقاية من المخدرات، حاضر فيها النقيب نبيل الرواشدة من إدارة مكافحة المخدرات الذي عرض لأضرار المخدرات وانواعها وطرق الوقاية منها وكيفية استخدام وتوظيف العلاج المعرفي والسلوكي لآفة المخدرات قدمها رئيس المركز الوطني لتأهيل المدمنين الدكتور جمال العناني، وفي المحور الثالث جرى تسليط الضوء على مفاهيم العنف واشكاله وطرق الوقاية منه ومن اضراره، عرضها النقيب حسام بكار من مركز السلم المجتمعي في مديرية الامن العام. وفي المحور الرابع جرى تناول مفهوم التنمر بين الطلبة وآثاره السلبية وكيفية تأثيره على الطالب وكيفية علاجه، قدمها عميد شؤون الطلبة في جامعة الشرق الاوسط الدكتور سليم شريف.
وقدم طلبة مدارس لواء الجيزة عرضين مسرحيين صامتين تناولا أهمية الارشاد التروبوي في مواجهة والتقليل من أثار ظاهرتي العنف الطلابي والتنمر.
ويأتي احتضان جامعة الشرق الأوسط لهذا المؤتمر انطلاقا من حرص الجامعة على النهوض بالعملية التربوية واستنادا لرؤية جلالة الملك بأن تطوير العملية التعليمية والنهوض بها هو جوهر الأمة حيث نظمت الجامعة بالتعاون مع مجلس حوكمة الجامعات العربية ايار الماضي مؤتمر حوكمة المناهج المدرسية : الأردن انموذجا (الواقع والمأمول) بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز والعديد من أصحاب المصالح والخبراء والمتخصصين وذلك تجسيداً لرؤية وطنية في المناهج في ظل جهود الإصلاح الشامل المبذول في كافة مكونات المنظومة ؛ ولمناقشة التحديات المختلفة التي تواجه العملية التربويّة، والآفاق المستقبليّة للنهوض والارتقاء بها.