الإيكونوميست البريطانية : أزمة بين الأردن وإسرائيل

هوا الأردن -
نشرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، تقريرا تحدثت فيه عن أزمة المياه في الأردن، التي تزداد سوءا بسبب خلافه مع إسرائيل.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته صحيفة "عربي21"، إن البحر الميت في طريقه إلى الجفاف فقبل نصف قرن من الآن، كان الماء المالح اللاذع جدا المميز للبحر الميت يمتد على طول 80 كيلومترا من الشمال إلى الجنوب، إلا أنه تراجع اليوم ليمتد على مسافة 48 كيلومترا فقط.
وأوضحت المجلة أن مستوى المياه في البحر الميت في تراجع مستمر، بمعدل متر واحد كل سنة. ويعود سبب ذلك إلى أن نهر الأردن، المصدر الأول لمياه هذا البحر، يقع استنفاذ مياهه قبل أن تصب في البحر.
وفي هذا السياق، قال المهندس منقذ مهيار، الناشط في منظمة الإيكوبيس، "لن يختفي البحر الميت أبدا بسبب إمداداته من المياه الجوفية، ولكنه سيكون أشبه ببحيرة صغيرة في حفرة كبيرة".
وذكرت المجلة أن الأردن وإسرائيل، البلدين الواقعين على ضفاف البحر الميت، حاولتا وضع حلول لهذا الخطر الداهم حتى الصيف الماضي، من خلال العمل على مشروع "الأحمر - الميت".
ويتمثل المشروع في تحلية مياه البحر في ميناء العقبة الأردني، وضخ 200 متر مكعب من المياه المالحة المتبقية في البحر الميت كل سنة، على الرغم من أن هذه الكمية لن تكون كافية لضمان بقاء البحر الميت، الذي يحتاج إلى 800 متر مكعب ليحافظ على مستواه الحالي.
ونقلت المجلة عن البنك الدولي تصريحا بين فيه أن حاجة الشخص من المياه تعادل ألف متر مكعب في السنة، في حين لا يوفر الأردن إلا 15 بالمائة من حاجات شعبه أو أقل من ذلك.
وأفادت المجلة بأن المشروع علق الآن، بسبب حادثة السفارة الإسرائيلية، التي أدت إلى مقتل أردنيين.
وذكرت المجلة أنه في ظل الوضع الراهن سيحاول الأردن مواصلة مسيرة مشروع "الأحمر - الميت" لوحده، ولكن سيكون الثمن باهظا ، فخطوط الأنابيب الموصولة بالبحر الميت ستحتاج إلى صيانة دورية، بسبب المياه المالحة التي تتسبب في تآكلها.
كما أفادت المجلة، نقلا عن مهيار، قوله، إن تكلفة هذا المشروع ستبلغ مليار دولار، تنقسم بين تكاليف بنائه وصيانته خلال عقد واحد ، ولكن، لن تساهم الإجراءات الأحادية في تلبية حاجات عمان من الماء، لأن تكلفة نقل المياه الصالحة للشراب من العقبة ستكون مكلفة جدا.
وأوردت المجلة أن الأردن يعتبر أكثر دول العالم جفافا وقحطا، وستزيد التغييرات المناخية من تعمق أزمته.