بالصور .. "اقتصاديات النقل والسلامة المرورية" ندوة متخصصة تعرض لواقع وهموم قطاع النقل في الأردن

هوا الأردن – إسلام العياصرة

تحت رعاية رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز نظمت جماعة عمان لحوارات المستقبل وبالتعاون مع غرفتي صناعة الاردن وصناعة عمان ندوة حوارية بعنوان : "اقتصاديات النقل و السلامة المرورية" ، شارك فيها كلا من وزير النقل المهندس انمار خصاونة ورئيس الاتحاد العربي للنقل البري المهندس مالك حداد ورئيس جامعة الزيتونة الدكتور تركي عبيدات ووزيرة النقل الاسبق لينا شبيب.

وتحدث رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز خلال الندوة عن اهمية التركيز على تحديات قطاع النقل العام ، وتقديم الحلول اللازمة لها وعرضها على متخذي القرار والجهات المعنية .

واشار الفايز الى ان قطاع النقل العام من ابرز القطاعات الحيوية والاقتصادية، التي تؤثر بشكل كبير في تقدم أي دولة، لمـا لهـذا القطاع من دور في الحياة الاجتماعية و الاقتصادية، ويمتلك الاردن فرص حقيقية للاستثمار فيه، خاصة في مجال انشاء شبكات السكك الحديدية، والنقل السياحي، والنقل العام عموما، لكن للاسف ما زال الاردن، يواجه تحديات كبيرة في هذا القطاع، لعل ابرزها تدني مستوى خدمات النقل العام، وضعف التمويل والاستثمار فيه، رغم اهميته باعتباره حاجة وضرورة لكل مواطن، وعامل مهم لتطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى أنه عامل رئيس للمحافظة على البيئة والصحة العامة، والحد من التلوث والاختناقات المرورية، وحوادث السيارات، واطالة خدمة شبكات الطرق العامة، وتخفيض استهلاك الطاقة.

موضحا ان لقطاع النقل العام، تأثير مباشر على الاقتصاد الكلي للدولة، الامر الذي يستدعي العمل، على تحسين نوعية الخدمة المقدمة للمستخدمين، ودعم الاستثمار في هذا القطاع، وتوفير التسهيلات اللازمة للمستثمرين، وايجاد شراكة عملية بين القطاعين العام والخاص، بهدف اقامة استثمارات حقيقية، في مختلف مجالات النقل العام، ان ارتفاع ملكية السيارات الخاصة، يعود بالدرجة الاساسية، الى  ضعف هذا القطاع، وعدم وجود خطط استراتيجية فاعلة لمعالجة تحدياته.

واكد الفايز على اهمية اجراء مراجعة شاملة، لمختلف السياسات المتعلقة بالنقل العام، بهدف ايجاد منظومة نقل عام فعالة، توفر خدمات نقل نوعية وآمنة، تضمن كرامة المواطن، وتحافظ على سلامة الارواح والممتلكات والبيئة، وتشجع الاستثمار، ان تقديم خدمات نقل ذات كفاءة عالية، من شأنه ان يعزز الاستقرار البيئي، والتنمية الاقتصادية، ويساهم في زيادة العوائد المالية للدولة، ويعمل على توفير فرص عمل عديدة، لشريحة كبيرة من الناس، لهذا يجب معالجة كافة التشوهات، التي يعاني منها قطاع النقل، والتي يعود غالبية اسبابها، الى عدم وجود استراتيجية واضحة ومتكاملة لقطاع النقل، تمكن من مواجهة التحديات التي تعترضه، لهذا يجب ان يصبح النقل العام اولوية لدى صناع القرار، فلا يمكن ان يتحسن النقل العام، الا بالاهتمام الحقيقي والجاد به.

بدوره قال وزير النقل المهندس انمار الخصاونة ان الحكومة قامت باعادة النظر بعدد من الانظمة وتعمل جاهدة على تنففيذ عدد من المشاريع التي تسهم بالنهوض في قطاع النقل وفي مقدمتها مشروع الباص السريع الذي يربط بين محافظة الزرقاء والعاصمة عمان ، والذي سيتيح خدمات التردد السريع امام المواطنين والذي تم طرح عطاءه مؤخرا ، الى جانب العمل على دراسة النق لاحضاري في محافظة مادبا ، والمخطط الشمولي والسكك الحديدية في مختلف مناطق ومحافظات المملكة . 

وكشف الخصاونة عن نية الحكومة لطرح عطاء خدمة شبكة المواصلات في المملكة والتي ستتضمن مشروع النقل بالتردد السريع في محافظة جرش والدفع الإلكتروني خلال اسبوعين . 

مشيرا الى ان الحكومة نجحت في تأطير اتفاق مع الجانب العراقي بالسماح للشاحنات بين الطرفين بالعمل عبر المعبر وفق الية (Door 2 Door) ، لافتا الى ان الأردن سيشهد خلال الأسبوع المقبل زيارة لوزير النقل العراقي بهدف تعزيز التعاون بين البلدين.

من جانبه قال رئيس الاتحاد العربي للنقل ، مدير عام شركة النقليات السياحية الأردنية "جـت" مالك حداد ، ان صناعة النقل عي دعامة رئيسية ترتكز عليها البرامج التنموية للدولة نظرا لما لها من تأثير واضح في نمو الدولة وتطوير الشعوب من النواحي الإقتصادية والإجتماعية والثقافية ، حيث باتت يقاس تقدم الدول بمعيار تقدم وسائل النقل والذي يسهم في اختيار اماكن توطين الصناعات ، الأمير الذي يسيهم في تخفيض نفقات الانتاج والتوزيع ، الى جانب ان النقل هو عامل مساعد في تشغيل الايدي العاملة و توفير فرص العمل لعدد كبير من السكان ، وان هنالك اهمية لتحسين استراتيجات السلامة و الامن واستعراض فرص الاستثمار في قطاع النقل ، واجراء دراسات دائمة على قطاع نقل البضائع و نقل الركاب ، والاهتمام بالنقل الداخلي بين المدن و تطويره ، وتحديث منظومة النقل عن طريق السكك الحديدية و توسيع قاعدة النقل البحري ، و ايجاد حوار بين مختلف الوزارات و القطاع الخاص ، واهمية النظر لحل مشكلات هذا القطاع بعد ان اصبح مهملاً في المملكة ، مما ادى الى انتشار الحوادث المرورية و زيادة اعداد المركبات والتلوث البيئي.

وبين حداد ان اكبر المشاريع الإنتاجية في العالم هي مشاريع شق الطرق ورصفها نظرا لما تحققه من مدخولات اقتصادية وتقدير مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي وهذا بدوره سينكعس ايجابا على النمو الاقتصادي للدولة بالمجمل ، داعيا الى ضرورة اعادة النظر بالنسبة المخصصة لقطاع النقل والمواصلات في مزاينة الدولة الأردنية على اعتبار ان القطاع هو قطاع منتج ومصدر مهم من مصادر الدخل الحكومي ، اضافة الى تفعيل البحوث اللازمة لتطوير منظومة النقل الى جانب اشراك القطاع الخاص من خلال تعظيم مشاريعه واعادة تسعير الخدمات والاشراف اكثر على كفاءة خدمات النقل.

مشددا على اهمية الشراكة مع القطاع الخاص ومنح الحوافز لمختلف الخدمات الى جانب ايجاد افضل الوسائل والإساليب الحديثة والمتطورة في التشغيل بهدف خفض كلف الإنتاج وتوجيه الدعم لهذا القطاع بما يضمن توفير وسائل نقل فاعله بكلف معقولة .

وحول التحديات قال حداد ان هناك مشكلة بوجود نسب عالية بضريبة الدخل المفروضة على المستثمرين بهذا القطاع ، ويجب اعادة رسم المواقف داخل المدن الكبرى و التضارب في عمل هيئة النقل و اعادة هيكلة كافة خطوط النقل في المملكة وتعزيز الرقابة على الحافلات وتغليض العقوبات على المخالفين وتشجيع الاتسثمار في مجال النقل العام وايجاد الحافلات الصديقة للبيئة.

ولفت حداد الى اهمية الاتفاقيات التي وقعها الاردن مع العراق مؤخرا حول استيراد و تصدير البضائع و العوائد الجادة من وراء هذه الاتفاقيات على قطاع النقل والاقتصاد الاردني بشكل عام ، و ان هنالك حاجة ماسة لدى الاردن لتطوير قطاع النقل العام وتقديم خطط بديلة وتأمين السلامة على الطرق و طرح العديد من المشاريع ومنها مشروع ربط مدينة العقبة بالعراق ومشروع ربط النقل العام بالبيئة ، وايجاد شركات لشحن المواد المنتجة للمزارع في الاغوار الى الاسواق ، اضافة الى الاهتمام بدراسة الاثار الايجابية ومعالجة الختلالات بالتعاون مع الخبراء والمختصين بهدف الوصول الى مشاريع اقتصادية متناغمة ترتبط في مختلف محاورها ببعضها البعض نحو التكاملية.

بدورها قالت لينا شبيب وزيرة النقل الاسبق انه بات من الضروره اعادة النظر في بعض استراتيجيات النقل المتبعة التي يوجد فيها الكثير منها الاخطاء ، وينت ان هنالك تحديات في قطاع النقل منها عدم وجود كوادر غير كافية والضعف بالقدرة على تطبيق القانون وعدم وجود معايير لاستخدام المركبات ، وتحدثت عن ايجاد بيئة للنقل الامن للحافلات والسيارات ، مشددة على ان مسؤوولية الامن على الطرق هي مسؤولية جماعية لكافة الجهات.

وعرضت شبيب عددا من الدراسات العلمية التي تشير الى اهمي تطوير قطاع النقل ونسب العوائد الاقتصادية منه ، الى جانب الاشارة الى امكان الاختلالات وضرورة معالجتها بما ينعس على النهوض بقطاع النقل الأردني بشكل عام .

وقدم الدكتور تركي عبيدات رئيس جامعة الزيتونة عرضا عن دور شبكات المواصلات بزيادة النمو الاقتصادي الاردني وتشجيع الاستثمار ، وتسهيل الوصول الى مصادر الانتاج و الاسواق و الحد من الازدحامات المرورية.

موضحا أن الاردن لديه مشكلة في عدد من الجسور والعبارات وقياس الحمولات المحورية ، داعيا الة اهمية الخروج بتوصيات منها بناء بنك وطني يتضمن كافة البيانات المتعلقة بشبكات المواصلات واعادة النظر في عدد من الطرق .

وحذر عبيدات من عدم استقرار جوانب طريق اربد – عمان و طريق البحر الميت – عمان  ،لافتا الى ضرورة اعادة دراسة انشاء طريق بديل او البحث عن حلول تضمن استقرار ميلان اكتاف هذه الطرق ، حيث انها عرضة للانهيار بأي لحظة في حال كان هنالك هطول مطري كبير ، لما لتربتها من خصائص تتأثر بشكل عكس مع نسب الهطول .

من جانبه اشار العميد زياد باكير مساعد مدير الأمن العام لشؤون السير الى ان تفعيل منظومة الرقابة على الطرق وحملات التوعية المرورية التي تنظمها مديرية الامن العام باستمرار اسهمت في انخفاض اعداد وفيات حوادث السير مقارنة مع ذات الفترة من العام المنصرم .

لافتا الى ضرورة خلق الوعي المجتمعي وتكاتف الجميع مع رجال الامن لضمان سلامة مرتادي الطرق .

وفي ختام الندوة التي حضرها حشد من الخبراء والمختصين والمهتمين وممثلي وسائل الإعلام دار حوار مستفيض ، اجاب خلاله المختصين على اسئلة واستفسارات الحضور.

شاهدوا الصور بعدسة "هوا الأردن" :