الإفراج عن الأسيرة الفلسطينية الحامل الديك بكفالة
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية إن محكمة "عوفر" الإسرائيلية العسكرية قررت الإفراج عن الأسيرة أنهار الديك بكفالة مالية قيمتها 40 ألف شيكل، مع الإقامة الجبرية بمنزل عائلتها في بلدة كفر نعمة غرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت الهيئة أن محكمة عوفر عقدت الأربعاء جلسة للنظر في طلب إخلاء السبيل المقدم من قبل محامي الهيئة للإفراج عن الأسيرة الديك، وأرجأ قاضي المحكمة القرار النهائي ليوم الأحد المقبل، وبجهود قانونية من قبل وكيل الدفاع تمكن من انتزاع قرار بإخلاء سبيلها، حيث سيتم الإفراج عنها الخميس من سجن "الدامون".
يشار إلى أن الأسيرة أنهار الديك (26 عامًا) من كفر نعمة غرب رام الله، اعتقلت في الثامن من مارس/آذار الماضي الذي يوافق يوم المرأة العالمي، وكانت حاملا في شهرها الثالث وقبعت في ظروف قاسية دون مراعاة حالتها الصحي.
ونظم عشرات الفلسطينيين الثلاثاء وقفة في مقر الصليب الأحمر الدولي في رام الله للمطالبة بالإفراج عن الأسيرة الديك، وهي حامل في شهرها التاسع ومحتجزة منذ أكثر من خمسة أشهر بتهمة تنفيذ محاولة طعن ضد جنود إسرائيليين عند نقطة عسكرية في الضفة الغربية المحتلة.
ورفع المشاركون في الوقفة صورا للمتعقلة أنهار الديك وهي أم لطفلة عمرها سنة ونصف وتنتظر مولودها الجديد في أي وقت بعد تجاوزها نصف الشهر التاسع من حملها.
وقالت عائشة الديك، والدة أنهار، لرويترز خلال مشاركتها في الوقفة مع ابنتها في مقر الصليب الأحمر وقد بدت عليها معالم القلق والخوف على ابنتها المعتقلة "إذا لم يريدوا الإفراج عنها ليسمحوا لي ان أكون بجانبها عندما تلد، هل هذا كثير ما أطلبه".
وأضافت "تعاني ابنتي من اكتئاب الحمل وهي توجهت إلى جبل الريسان (مجاور لقريتهم) واتهموها انها كانت تريد أن تطعن واعتدوا عليها بالضرب المبرح واعتقلوها".
ووصف ثائر حجة، زوج أنهار، حالة زوجته التي تمكن من زيارتها اليوم بأن معنوياتها عالية رغم خوفها أن تضع مولودها في السجن وخصوصا بعد أن أبلغتها إدارة السجن أنه تم تخصيص غرفة لها بعد الولادة لتكون فيها مع طفلها.
وقال لرويترز عبر الهاتف "إن هناك احتمالا أن تكون زوجتي بحاجة إلى عملية قيصرية لتضع المولود الذي اتفقنا أن نسميه علاء".
ونقل حجة رسالة من زوجته جاء فيها "السلام عليكم، أشكر كل من وقف بجانبي ودعمني وأتمنى من الله أن يتوج هذا الدعم بالإفراج عني وطفلي علاء من سجون الاحتلال".
وتضيف في رسالتها "ومن المحتمل أن يقرر لي عملية قيصرية في الأيام المقبلة، وضعي الجسدي منهك جدا، أما وضعي النفسي فأنا أستمد طاقتي من دعمكم، أتابع كل جهودكم، أتمنى أن يستمر هذا الضغط حتى أنال الحرية وأن أضع طفلي بينكم أيها الأحرار".
وتسلط قضية أنهار الضوء على أوضاع الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال نادي الأسير في بيان "إنّ الاحتلال يواصل اعتقال (11) أمّا في سجونه، وهن من بين (40) أسيرة يقبعنّ غالبيتهن في سجن الدامون، ويحرمهن من أطفالهن، عدا عن ظروف الاحتجاز القاسية التي تواجهها الأسيرات بما في السجن من تفاصيل كثيفة تتمثل كلها في إجراءات تنكيلية ممنهجة".
وأضاف في بيان له "إدارة سجون الاحتلال، تحرم أطفال وأبناء الأسيرات الأمهات من الزيارات المفتوحة، ومن تمكينهن من احتضان أطفالهن وأبنائهن، وتضاعف الحرمان منذ مطلع العام الماضي مع بداية انتشار الوباء (كورونا)، جرّاء عدم انتظام الزيارات".
وقال النادي إن "ثماني أسيرات أنجبن في سجون الاحتلال تاريخيا، وتعرضن لظروف قاهرة وغير إنسانية".
وأضاف أن فاطمة الزق من مواليد عام 1969م في الشجاعية هي آخر من أنجبت وهي في السجن عام 2008.