تضامن: 15% من الأسر في الأردن بدون أولاد
أظهر التقرير الإحصائي السنوي 2020 الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة بأن عمر 1.7% من الأزواج (1162 رجلاً) وعدد قليل من الزوجات (64 امرأة) كانت أعمارهم فوق 60 عاماً من مجمل عقود الزواج لعام 2020 والبالغة 67389 عقداً.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن زواج كبار وكبيرات السن حق من حقوقهم التي يجب عدم المساس بها، في ظل التغيرات الجذرية على الأسر في الأردن والتراجع الكبير في نسبة الأسر الممتدة. فقد أكد تقرير التقدم المحرز للنساء (2019-2020) والذي حمل عنوان "الأسر في عالم متغير" والصادر عن منظمة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (UNwomen)، على أن العالم يتغير بسرعة وتبعاً لذلك تتغير الأسر وادوار النساء والفتيات فيها، وفي الوقت الحالي لا توجد أسر نموذجية كما لم يكن كذلك في السابق. ولا بد للتشريعات والسياسات أن تتجاوب مع هذه التغيرات وتتطور وتتكيف وتدعم النساء في الحياة الأسرية.
وتختلف أنماط الأسر الأردنية عن أنماط الأسر على مستوى العالم، فقد أظهر التقرير وبعد مقارنته مع تقرير أحوال الأسرة الأردنية 2018 والصادر عن المجلس الوطني لشؤون الأسرة بأن الأسرة النووية في الأردن تشكل 76% من الأسر مقابل 38% على مستوى العالم، فيما لم تتجاوز نسبة الأسر الممتدة في الأردن 1.5% (32070 أسرة ممتدة من أصل 2.138 مليون أسرة) مقارنة مع 27% على مستوى العالم، وتقاربت نسبة الأسر النووية في الأردن المكونة من الزوج والزوجة دون أولاد مع النسبة العالمية (14.7% في الأردن و 13% في العالم). إلا أن هنالك فارق كبير ما بين الأسر في الأردن المكونة من زوج أو زوجة فقط (3%) مع تلك النسبة على مستوى العالم (13%).
تراجع كبير في نسبة الأسر الممتدة وإرتفاع في نسبة الأسر المكونة من الزوج والزوجه فقط
وبتحليل نتائج مسح الظروف المعيشية في الأردن عام 2003 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة ومقارنتها مع نتائج مسح أحوال الأسرة الأردنية 2017 والصادر عن المجلس الوطني لشؤون الأسرة، يتبين بأن الأسر الممتدة في الأردن (وهي الأسر التي يتسع إطارها لتشمل مثلاً الآباء والأمهات والأخوة والأخوات والأعمام والعمات) تراجعت بشكل كبير حيث كانت تشكل هذه الأسر 10.9% عام 2003 وأصبحت 1.5% عام 2017.
وتجد "تضامن" بأن لهذا التراجع أسباب عديدة من بينها الرغبة من الزوجين في إستقلالهما خاصة في السكن وفي النواحي الاقتصادية، إلا أن هذا التغير في نمط الأسر وتحولها من أسر ممتدة الى أسر نووية ينعكس سلباً على كبار وكبيرات السن خاصة من يحتاج منهم الى رعاية صحية، كما أنه حماية لهم من العزلة الاجتماعية. كما تعكس تحولاً كبيراً في العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة الواحدة، وعلى الرغم من أن المجتمع الأردني يتصف بالتماسك الاجتماعي ويرفض فكرة إقامة كبار وكبيرات السن في دور الرعاية أو ممارسة العنف ضدهم.
وتضيف "تضامن" بأن الأرقام تعكس أيضاً تراجعاً في معدل الخصوبة، حيث إرتفعت نسبة الأسر المكونة من الزوج والزوجة فقط دون وجود أولاد من 5.7% عام 2003 لتصل الى 14.7% عام 2017 ، مما يجعل عملية التوفيق بين عدد من الأهداف التي قد تتضارب في بعض الأحيان صعبة.