الجرعة المعززة تعطى لمرة واحدة
هوا الأردن -
أكد عضو اللجنة الوطنية لليقظة الوطنية ولقاحات كورونا مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي ان الجرعة المعززة «المدعمة» للقاح كورونا هي بالعادة جرعة واحدة فقط وتعطى لمرة واحدة.
وأضاف في تصريح: انه لا يوجد ما يمنع من إعطاء الجرعة المعززة بعد 3 أشهر من تلقي الجرعة الثانية، فهناك دول أقرتها بعد مرور 6 أشهر كالولايات المتحدة، وأخرى بعد 3 اشهر كبعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا، وكلا المدتين لا ضير بهما، وجميعهم اعتمدوا على دراسات تعتبر ليست بالكثيرة، إلا ان هناك حاجة حاليا للجرعة المعززة لمن فوق 16 عاما وخصوصا لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأوضح بلعاوي ان الدراسات أظهرت ان المناعة تبدأ بالانخفاض بعد مرور 6 أشهر على تلقي الجرعة الثانية من لقاح كورونا، وبما اننا في ظل جائحة وظهور متحورات جديدة كأوميكرون، والتي تتسم بسرعة الانتشار، يجب إعطاء جرعة معززة، والحد من وصول المتحور الجديد للفئات ذات الاختطار العالي.
وأشار الى ان الجرعة المعززة هي بالعادة تعطى لمرة واحدة فقط، فلا يوجد هناك ما يسمى جرعة معززة ثالثة او رابعة او غيرها، مبينا ان لقاح كورونا سيصبح موسميا ويعطى كل عام جرعة واحدة منه كالأنفلونزا، لتكون كافية لحماية الأشخاص من الفيروس من 9-12 شهرا.
وعن الفرق ما بين الجرعة الثانية والجرعة المعززة، قال بلعاوي ان الجرعة الثالثة الزائدة مقرونة بالجرعتين الأولى والثانية، تعطى للأشخاص الذين نعلم بأن الجرعتين لن توصلهم لمستويات كافية من الأجسام المضادة او الخلايا التائية، مثل المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة بشكل مرضي، او الذين يتعالجون من السرطانات، يجب اعطاؤها لهم بعد شهر او شهرين من الجرعة الثانية.
أما الجرعة المعززة «المدعمة»، فإنها وفق بلعاوي «تعطى في ظل الجائحة وظهور المتحورات المختلفة، والتي تقلل من فعالية اللقاحات، سيما ان فعاليتها لدى الأشخاص تبدأ بالانخفاض بعد مرور 6 أشهر او 9، وبالتالي تظهر أهمية الجرعة المعززة في هذه الحالة وتحصين عدد أكبر ممكن من الناس».
وفي ما يتعلق بالمتحور «أوميكرون» بين انه اخر المتحورات التي خرجت حاليا، ولديه من 3-6 أضعاف قدرة على الانتشار مقارنة بمتحور دلتا، وأرقام الإصابات اليومية التي يشهدها العالم مؤخرا ليست مستغربة، لفيروس سريع الانتشار، كما ان لديه 5 أضعاف القدرة مقارنة مع دلتا بإعادة الإصابة، إما للمصابين سابقا او الذين تلقوا اللقاحات.
واعتبر بلعاوي ان «الطفرات والتحورات ليست لصالح فيروس كورونا، فكلما تحور الفيروس يضعف، فأوميكرون لديه 50 طفرة بشكل إجمالي والتي زادت من انتشاره، الا انه ثبت بأنه أقل من متحور دلتا بنسبة 70% بإدخال المستشفيات او الوفيات، وهذا دليل على ضعفه، وكثيرا من الأعراض التي كنا نراها في متحورات أخرى اختفت في أوميكرون، كفقدان حاستي الشم والتذوق وصعوبة التنفس، فأعراضه خفيفة جدا تشابه الزكام».
كما ان الدراسات أثبتت أن أوميكرون غير قادر على الوصول الى الجهاز التنفسي السفلي (خلايا الرئة تحديدا)، حيث لا يسبب التهاب الرئة مثل المتحورات الأخرى، فيبقى بالجهاز التنفسي العلوي، وعلى الرغم من أهمية اللقاحات والتقيد بإجراءات الوقاية، إلا ان المراهنة تبقى مرتبطة بضعف الفيروس.
واعتبر ان عدد الإصابات الكثيرة لأوميكرون ينبئ بخروج متحورات أخرى، فليس مستغربا ظهور نسخ أخرى من أوميكرون او متحورات أخرى، وهي تصل للذين ليس لديهم مناعة لا بالإصابة او عدم تلقي اللقاح، فأجسادهم مصانع المتحورات، لافتا الى أهمية عمل فحوصات السلسلة الجينية لـ 5-10 من الفحوصات لرصد المتحورات الجديدة بالمملكة.
وفيما يخص الأعراض الجانبية للجرعة المعززة، أكد بلعاوي انه لم يتم الإبلاغ عن مضاعفات او أعراض مختلفة عن الجرعتين السابقتين، وهي لا تختلف عنهما، والحالات التي لا يستطيع فيها الشخص تلقي اللقاح هي ان يكون لديه فرط حساسية من أحد مكونات اللقاح نفسه، او ان يكون قد عانى من مضاعفات خطيرة اثر تلقيه جرعة سابقة كالتهاب عضلة القلب وحدوث تجلطات، فهؤلاء يحتاجون لمتابعة طبية.
أما الفئات التي يجب تأخير اعطائهم اللقاح، فهم الذين يتعالجون من السرطان ويتلقون علاجا كيماويا، ويحتاجون للانتظار اسبوعين من بعد العلاج، إذ لا يجوز ان يتزامن أخذ اللقاح مع العلاج الكيماوي، بالإضافة للأشخاص الذين يتناولون علاج الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، فلا يجب ان يتلقوا اللقاح الا بعد 90 يوما من العلاج.