المرشحون المحتملون لانتخابات الرئاسة الأمريكية في 2024
مع بقاء أقل من سنتين على انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، باشرت وسائل الإعلام بنشر أسماء عدد من الشخصيات العامة الأمريكية التي قد تطمح لخوض ما يوصف بأحد أكثر السباقات الرئاسية سخونة في التاريخ الأمريكي.
وفيما لا يزال من المبكر معرفة من سيصل إلى نهاية السباق، شكل إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ترشحه بعد أسبوع من منتصف الانتخابات النصفية 2022 بدء اشتداد وطيس المعركة.
ووفقاً لمجلة «بوليتيكو» الأمريكية، من بين أفضل الفائزين بلا منازع في عام 2022، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، وحاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس.
ففي حين تعثر العديد من المرشحين الجمهوريين المدعومين من ترامب في الانتخابات النصفية، فاز ديسانتيس الذي أيده ترامب في الانتخابات التمهيدية لعام 2018، بولاية ثانية بفارق 19 نقطة على خصمه، في أوسع هامش حققه حاكم فلوريدا خلال 40 عاماً، وترجح التوقعات مواجهته الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 والتي تبدو أنها ستكون منافسة شرسة.
قبل 6 أشهر، كان يفترض على نطاق واسع بأن بايدن سيضعف حظوظ الديمقراطيين. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» قصة تحث بايدن على عدم الترشح لإعادة انتخابه. وبعدها بأيام، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» مقالاً مماثلاً، وظهرت هذه المقالات عندما انخفضت الموافقة على بايدن في استطلاعات معهد «رييل كلير بوليتكس» إلى أقل من 40 %.
ثم وقع بايدن مجموعة من القوانين في الصيف، ووبدأ حملة الخريف بخطابين حذر فيهما من أن الديمقراطية نفسها مهددة من قبل حركة «ماجا» التابعة لترامب، ويمكن القول إنه ساهم في هزيمة العديد ممن ينكرون عليه الفوز بالانتخابات. وحظي بأفضل أداء في انتخابات التجديد النصفي من قبل حزب الرئيس منذ عهد جورج بوش في أعقاب هجمات 22 سبتمبر.
استطلاعات
وفي ثلاثة استطلاعات رأي لـ«بوليتيكو/ مورنينغ كونسلت»، وجامعة «هارفارد هاريس»، ومعهد «يوغوف» لقياس مؤشرات الرأي، تضاعف متوسط مستوى دعم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس تقريباً من 16.3 % إلى 30.7 %.
وفي العديد من استطلاعات الرأي بعد الانتخابات النصفية التي اختبرت التنافس بين ترامب وديسانتس بين الناخبين الجمهوريين المسجلين، تمتع ديسانتس بالأفضلية حيث تراوح التقدم من نقطتين إلى 23 نقطة. وحقق ديسانتس تلك الإنجازات بأسلوب ترامب المشاكس، متخذاً مواقف أكثر صرامة تجاه القضايا الاجتماعية كالهوية والإجهاض، والأهم كان موقفه المناهض لإجراءات كورونا، قائلاً:
«علينا أن نختار الحرية على النزعة الفوتشية في ولاية فلوريدا». وعلى يمين ترامب، أدار الشهر الماضي طاولة مستديرة للمشككين في اللقاح دعا فيها إلى تحقيق هيئة محلفين كبرى في «مخالفات» مزعومة من قبل صانعي اللقاحات، وأعلن تشكيل مخطط لـ «لجنة نزاهة الصحة العامة» مصممة لتحدي التوجيهات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
في حين كان ترامب الخاسر في عام 2022. أمضى الرئيس الأمريكي السابق عام 2021 في زرع الشقاق وخوض المعارك مع الجمهوريين غير الخاضعين بشكل كاف، ربما كان القصد تشديد قبضته على الحزب الجمهوري وربما حتى وضع موالين في مناصب حاسمة للفوز بانتخابات 2024 لنفسه، لكن محاولاته لم تنجح بشكل جيد دائماً. ولم تنجح بشكل جيد في عام 2022. فقد مرشحوه لمجلس الشيوخ السيطرة على المجلس.
ومع ذلك، حتى مع ما بدا أنه عام مروع لترامب، لا يزال الرجل يتقدم في معظم الانتخابات التمهيدية الرئاسية للجمهوريين متعددة المرشحين، وفيما ظهر في بعض استطلاعات الرأي بأنه يتراجع أمام ديسانتس، لكن من أصل سبعة استطلاعات أولية للحزب الجمهوري في ديسمبر فاز ترامب بستة.
وكان في أغسطس قادراً على حشد تعاطف الجمهوريين بعد أن قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بتفتيش مقره في مار ايه لاغو، وعليه، في حين أن لائحة الاتهام الفيدرالية عام 2023 قد تكون القشة التي قصمت ظهر البعير لبعض الجمهوريين، إلا أنها قد تكون أيضاً صيحة لحشد آخرين. وعلى الرغم من سوء وضع ترامب عام 2022 لا يزال لديه مسار بوضوح للترشيح. ثم تأتي حظوظ عدد من المرشحين المحتملين بينهم، مايك بنس.
ترى مجلة «بوليتيكو» أنه في حال احتدام المعركة بين ترامب وديسانتس 2024، قد تمنح فرصة لبديل رصين، ونظراً لأن بنس يحتل المركز الثالث في الاقتراع الأولي، فهو في وضع لائق للاستفادة في خلافات الرجلين. البيان