مسؤولو البنوك المركزية يرفضون إعلان الفوز في «معركة التضخم»
هوا الأردن -
رفض مسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والمركزي الأوروبي وبنوك عالمية إعلان الفوز في «معركة التضخم»، بعدما أبقى صانعو السياسة الأمريكية على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الثالثة على التوالي في 13 ديسمبر الجاري، مع الإشارة إلى توقعات خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات في العام المقبل.
وقال أوستان غولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، إنه من السابق لأوانه إعلان الانتصار في معركة مكافحة التضخم التي يشنها البنك المركزي، وستعتمد القرارات بشأن تخفيضات أسعار الفائدة على البيانات الاقتصادية.
وصرح غولسبي عبر برنامج «فيس ذا نيشن» على شبكة «سي بي إس»: «أحرزنا الكثير من التقدم في عام 2023، لكنني ما زلتُ أحذر الجميع من أن الأمر لم يُستكمل بعد. وبالتالي فإن البيانات ستحدد ما سيُتخذ بشأن أسعار الفائدة».
وأبدى غولسبي المزيد من التفاؤل مقارنة بمعظم صانعي السياسة بشأن احتمالات الهبوط السلس للاقتصاد الأمريكي، حيث أشاد بمقدار زيادة التضخم هذا العام، بينما أشار إلى أنه لا يزال بعيداً عن هدف «الاحتياطي الفيدرالي» البالغ 2 %.
وأضاف في المقابلة: «علينا أن نخفض التضخم إلى المستوى المستهدف، وإلى أن نقتنع بأننا نسير على الطريق نحو الهدف، فإننا نبالغ إذا استبقنا النتائج استناداً إلى فرضيات خاطئة».
من جانبه، قال جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، لقناة «سي إن بي سي»: «نحن لا نتحدث حقاً عن تخفيضات أسعار الفائدة»، مضيفاً أن الحديث عن الخفض في مارس «سابق لأوانه».
وقالت رئيس مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية (FDIC) السابقة، شيلا بير، إن تفاؤل السوق بشأن احتمال تخفيض أسعار الفائدة في العام المقبل مبالغ فيه بشكل خطير.
وأشارت بير، التي أدارت مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية (FDIC) خلال الأزمة المالية في العام 2008، إلى أنه «لا يزال التركيز على التضخم»، مشددة على أن «هناك طريقاً طويلاً لنقطعه في هذه المعركة».
وتابعت في تصريحات لشبكة «سي إن بي سي»: «أشعر بالقلق من أن الاحتياطي الفيدرالي يتراجع قليلاً ويحاول الآن التركيز والقلق بشأن الركود، في حين أنني لا أرى أياً من هذا الخطر في البيانات حتى الآن».التيسير الأمريكي والأوروبي
وقالت سبعة مصادر لرويترز، إن البنك المركزي الأوروبي سيحتاج إلى معرفة مدى تطور التضخم والبيانات الأخرى من الآن وحتى اجتماعه في السابع من مارس على أقرب تقدير قبل النظر في نوع المحور «التيسيري» الذي سيؤديه بنك الاحتياطي الفيدرالي.
الاقتراب من الهدف
وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، في 14 ديسمبر الجاري، إنه من المرجح أن يعاود التضخم الارتفاع في ديسمبر الجاري، بعد قراءة منخفضة بشكل غير متوقع، بلغت 2.4% نوفمبر الماضي.
وقال نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، لويس دي جيندوس، إن معدل التضخم في منطقة اليورو يجب أن يقترب من 2 % ، قبل أن يتمكن البنك المركزي الأوروبي من خفض أسعار الفائدة.وأقر جيندوس، في مقابلة مع صحيفة «20 مينوتوس» الإسبانية، بوجود «تراجع واضح» في نمو أسعار المستهلكين، محذراً أيضاً من الضغوط الناجمة عن تكاليف الأجور وهوامش الربح، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء.
وقال جيندوس، بحسب نص المقابلة الذي نشره البنك المركزي الأوروبي «بمجرد أن نرى أن التضخم يقترب بشكل واضح ومستقر من هدفنا البالغ 2 % ، فقد تبدأ السياسة النقدية حينئذ في التيسير».
توقعات
وقال الرئيس التنفيذي لبنك «يو بي إس» السويسري، سيرجيو إرموتي، إنه غير مقتنع بأن البنوك المركزية تمكنت من السيطرة على التضخم.
وأفاد المسؤول المصرفي، في حواره مع صحيفة «لوماتان» السويسرية بأنه «لا يجب على المرء أن يحاول وضع توقعات بشأن الأشهر المقبلة - إنه أمر مستحيل تقريباً- ومع ذلك، في هذه المرحلة ما زلت غير مقتنع بأن التضخم تحت السيطرة حقاً».
وأضاف إرموتي: «يبدو الاتجاه مواتياً ولكن يجب أن نرى ما إذا كان سيستمر.. إذا اقترب التضخم من أهداف 2 % في جميع الاقتصادات الكبرى، فقد تخفف سياسات البنوك المركزية قليلاً».
وكالات