صدور "المتاهة " عن الآن ناشرون وموزعون
صدرت رواية "المتاهة" للكاتب أيمن توفيق عن دار "الآن ناشرون وموزعون" وتقع في أربعة وستون صفحة من القطع المتوسط
كتب في تقديمها سليم النجار:" أعادتني رواية "المتاهة" للكاتب المصري أيمن توفيق، إلى نصوص أخرى ماثلة في الذاكرة تتشابه معه في السياقات والثيمات. فثمة الروائي/ التجربة، وثمة النص/ الحدث.. وثمة وحدة الحال التي تجعل من نصٍّ مضت على صدوره عقودٌ يُحْدِث ما يُحْدثه من جدلٍ وتقبُّل وتأويل في ظلّ العراك مع المنفى.
لقد تفاعلتُ مع هذا النص الذي ذكّرني بكلمات صديقي الشاعر سميح مسعود الذي كان يستفزني بحديثه عن "حيفا" وقد عاد لتوه من زيارة إليها، وهي كلمات عن الغربة والاغتراب والحنين عمّقت لدي مجموعة من الأفكار التي رأيتُني أقرأها في تجربة الروائي أيمن توفيق، خصوصاً أن الروائي هنا يؤمن أن الرواية الجيدة هي التي تحمل رسالتها بثقة".
تضمن الغلاف الأخير شهادة القاصة مجدولين أبو الرب حيث قالت:"هذا العمل يُدْنينا من عالم آخر تخيّم عليه غربة غير عادية، حيث نلمس غربة مركّبة، فبالإضافة إلى غربة المكان ثمة غربة أخرى، غربة أولئك الذين يكبرون فجأة، حيث يُجبَر الطفل أن يصير رجلاً وهو لم يغادر الطفولة بعد، فتحيل عالمهم إلى متاهة، وتنهشهم رغبةٌ دائمة بالانعتاق منها والطيران بعيداً حيث الحرية والأحلام الجميلة".
كما رأى القاص والشاعر جعفر العقيلي عوالم الكاتب أيمن توفيق التي تصارعت بها الأحداث الداخلية أولاً وقال:" تعاين هذه الرواية، عبر الأنشطارات المتعددة للذات -زمانياً ومكانياً- وعبر صراعاتها الداخلية، مستوىً آخرَ من مستويات الوعي الإنساني الذي لم ينفكّ يبحث عن المدلولات الوجودية للعالم.
تتأرجح عوالم الرواية بين مشاعر القهر واليأس من جهة، ومشاعر الأمل بالتغيير القادم من جهة أخرى، وبين الحب المنشود تارة، والحقد على الواقع المؤلم الذي يملي اشتراطاته الصعبة دون أن يترك للإنسان خياراً من أمره تارة أخرى.. لكن الإحساس المستمر الذي يلازم البطل في جميع محطات حياته هو الظلم الذي يتعرض له لا لشيء سوى أنه في لحظة معينة يقرر أن ينتصر لمبادئه ويعبّر عمّا يؤمن به من أفكار لا تروق للطرف الآخر؛ الطرف الأقوى والأكثر نفوذاً وسلطةً، وبالتالي تحكُّماً.
وقالت مجدولين أبو الرب أيضاً في ما يخص الكاتب في هذا العمل موهبة تبشّر بإمكانات كاتب ينتظره الكثير. ففي أكثر من موضعٍ ثمة قدرة فنية على التقاط تفاصيل من الحياة اليومية ومشاهد من المُعاش في لوحات تتراوح في نسيجها بين الروائي والقصصي، تتجاذبها أوجاعٌ وأملٌ لا يذوي.