مخيم الرمانة في "ضانا" .. للباحثين عن جمال الطبيعة وسكونها
يتوسط مخيم الرمانة الذي يعد احد مرافق محمية ضانا للمحيط الحيوي بقعة خضراء، ضمن أرجاء منظومة طبيعية من أشجار السرو المعمر، والتشكيلات الصخرية الوردية، التي تشعر الزائر بروعة وهدوء المكان المعطرة بنسمات العرعر والبلوط والشيح والقيصوم، وتغريدة الطائر الوردي "الوطني".
ويضم موقع الرمانة البيئي، أماكن لمراقبة الطيور والحيوانات البرية، الى جانب اماكن لمراقبة النجوم ليلا بفضل سكون المكان والهدوء حيث لا ضجيج من أي مصدر كان، ولا حضور للتلفاز أو الراديو ورنات الهواتف في هذا الموقع الذي يهيئ لزواره 20 خيمة للمبيت، وجدت لإطالة إقامة الزوار المحليين والأجانب بأسعار معقولة، وفق مدير محمية ضانا للمحيط الحيوي المهندس عامر الرفوع.
ويعتبر الرفوع إقامة هذا المخيم تجسيدا للسياحة البيئية في المحمية ومرتكزا لمشروعاتها، للاستفادة من المصادر البيئية المتوفرة والحفاظ عليها من التعدي، في وقت يشهد فيه هذا المخيم الذي يحوي مقدرات طبيعية مميزة، إقبالا متزايدا من السياح الاجانب والمحليين بحثا عن السكون والهدوء، وهروبا من ضجيج المدن.
وأشار إلى أن المخيم يقع ضمن حدود المحمية، التي تمتد على مساحة تزيد على 300 كيلو متر مربع وتعتبر كإحدى أهم المحميات الأردنية ذات التداخل العجيب والكبير في الأقاليم الجغرافية النباتية، وتميزها بتنوع حيوي نباتي هائل ضمن جبالها وسهولها وصحرائها وأوديتها، حيث تم تسجيل عدد من الأنواع النباتية يبلغ 833 نوعاً، منها ثلاثة انواع تسجل لأول مرة في العلم الحديث، فيما يعد العصفور الوردي الوطني السينائي من طيور هذا المخيم.
ويشير المهندس الرفوع الى ان السياحة البيئية بمنطقة ضانا ومخيمها تتم وفق قواعد ثلاث تضمن ديمومة وجمالية المكان ومحاكاته للطبيعة والتخفيف من الاثار السلبية على الموقع، بحيث لا يتجاوز عدد الزوار الستين زائرا نهارا وخمسة وسبعين زائرا مقيما لأكثر من يوم، في حين يتم ضبط موسم الزيارة من الأول من آذار لغاية الأول من شهر تشرين الأول من كل عام.
ويستقبل مخيم الرمانة الزوار بالحفاوة والتكريم العربي الأصيل على الطريقة العربية من خلال موظفيه، بتقديم القهوة العربية والشاي في بيت الشعر، ومن ثم يصار الى تعريفهم بمرافق المخيم عبر برنامج معد للدلالة السياحية حول هذا الموقع.