آخر الأخبار
ticker منصّة زين تكشف عن النسخة النهائية من تقرير "النظام البيئي للشركات الناشئة في الأردن" للأعوام (2018 - 2024) ticker السياحة :اتفاقية شراكة لتنفيذ مبادرة "التدريب والتوظيف في قطاع السياحة" ticker الفراية: الأردن لا يقبل الفتنة بأي شكل ticker توقعات بانتعاش القطاع العقاري خلال الأشهر المقبلة ticker سوريا: رفع العقوبات الأميركية يفتح الباب أمام إعادة الإعمار والتنمية ticker فنادق البترا في أسوأ أحوالها ومطالب بتوسيع نطاق "التدخل الحكومي" ticker بن غفير يوجه رسالة لنتنياهو ticker رئاسة الوزراء تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة ticker ترامب يوقع أمراً تنفيذياً لرفع العقوبات المفروضة على سوريا ticker حسان يشيد بجهود الهلال الأحمر الأردني في دعم غزة ticker الصحة: إصابات التسمم الكحولي تتجاوز الـ 40 حالة ticker ميسون الخصاونة .. أول سيدة برتبة متصرف لواء في وزارة الداخلية ticker الصحة: إجراء عمليات غسيل كلوي لمصابي تسمم الخمور الملوثة ticker الصبيحي: قضية الخمور المسممة تتدحرج ككرة الثلج .. وتصاعد مرتقب خلال 24 ساعة ticker ابوغزالة يشكر الملك ويصرف 100 دينار لموظفيه من حسابه الشخصي ticker حفل زفاف يتسبب بارتفاع إصابات تسمم المشروبات الكحولية ticker رفع اسعار البنزين والديزل ticker الغذاء والدواء: لسنا من يرخّص منشآت المشروبات الكحولية ticker بالأسماء .. المستحقون لقرض الاسكان العسكري ticker ارتفاع نمو النَّاتج المحلي الإجمالي إلى 2.7% بالربع الأول من 2025

إعلان سحب قوات من غزة يثير جدلا عاصفا في إسرائيل

{title}
هوا الأردن -

 انخرطت إسرائيل أمس، في جدل أخذ طابع الاصطفافات الحزبية حول قرار سحب بعض القوات من قطاع غزة، إذ انتقد اليمين المتشدد رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو ودعاه لتشديد العدوان، بينما انبرى وزراء ومحللون للدفاع عن القرار، الذي ووجه بسيل من التحليلات التي تمحورت حول كلمة "فشل".
فرئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، أعلن عزمه تشكيل لجنة تحقيق في أداء الجيش، موجها اتهامات واضحة لجهاز المخابرات العامة، ومن قبلها لجيش الاحتلال، لفشلهم في عرض تقدير صحيح لقوة حركة حماس وحجم الأنفاق التي حفرتها في قطاع غزة.
ووصفت عدة تقارير صحفية أمس اجتماع الطاقم الوزاري المقلص للشؤون الأمنية في نهاية الأسبوع، الذي اتخذ فيه قرار سحب القوات من القطاع، بأنه طغت عليه أجواء "خيبة الأمل"، وقال محللون، ومن بينهم ناحوم بارنيع، إن نتنياهو ووزير حربه موشيه يعلون بحثا عن صيغة ليعلنا فيها النصر، وقال المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" بن كسبيت، "لقد اضطر بنيامين نتنياهو للوقوف، كيفما اتفق، أمام الأمة والإعلان أننا انتصرنا. أو أننا سننتصر في موعد ما. أنا في شك كبير إذا كان هو نفسه يؤمن بما يقوله".
وسعى نتنياهو ويعلون إلى إظهار إنجاز لجيش الاحتلال، إذ اعتبرا أن جيشهم أزال ما أسمياه "التهديد الأكبر من غزة"، وهي شبكة الأنفاق، وقال محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان، إنه حسب تقارير جيش الاحتلال، فقد "دمّر" جيش الاحتلال تقريبا، في غضون أسبوعين، كل الأنفاق الـ31 التي يدعي وجودها الاحتلال، وكانت "في أعماق مختلفة وصلت حتى إلى 25 و30 مترا، وتضمنت مداخل كثيرة من عدة أماكن، وفي بعض الأنفاق كانت غرف حقيقية ومعدات قتالية متطورة للغاية"، ويزعم الجيش أن حركة حماس "تلقت ضربة قاسية في كل ما يتعلق بمخزونها من الصواريخ إذ أن نحو ثلثي الصواريخ إما تم تدميرها في الهجمات الجوية أو أنها استخدمت".
ولكن في المقابل لاقى نتنياهو انتقادات من وزراء اليمين المتطرف، ونواب من التيار الأكثر تشددا في حزب الليكود، فقد قال وزير البناء والإسكان من حزب المستوطنين "البيت اليهودي"، أوري أريئيل، "يجب التوغل في أجزاء مهمة من قطاع غزة براً، وبشكل أوسع، من أجل إحباط تهديد القذائف، وعلى الجيش أن يقوم بما يجب أن يقوم به، وعلى نتنياهو أن يهاجم، لا أن يلقي الخطابات".
وقال وزير السياحة اليميني المتطرف عوزي لنداو، من حزب "يسرائيل بيتينو"، إن الهدف الأساسي من العملية لم يتم إنجازه، "لم ننجز أهداف الحملة، لأننا عالجنا قضية ثانوية، وهي قضية الأنفاق، والتهديد الأساسي من حركة حماس هو شبكة القذائف"، وأضاف، أن قدرة الردع لدى الجيش الإسرائيلية انهارت بشكل كبير، 26 يوما من القتال، لم ينجح فيها الجيش الأقوى أن يعالج حماس، وآمل أن الانسحاب الحالي هو انسحاب تكتيكي".
كما واجه نتنياهو انتقادا من النائب السابق لوزير الحرب، داني دنون، من حزب الليكود، وأقاله نتنياهو مؤخرا، معتبرا أن الانسحاب يجب أن لا يعني وقف القتال في غزة. ويحاول دنون في الآونة الأخيرة، الظهور كالرجل الأبرز في التيار اليميني الأكثر تشددا في حزب الليكود، لمقارعة نتنياهو. وفي المقابل، فقد دافعت وزيرة القضاء تسيبي ليفني عن قرار الانسحاب، ملمحة إلى أن إسرائيل قد تقف أمام مطالب دولية أخرى في حال استمر العدوان، فقد قالت لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، على موقعها في الإنترنت ردا على من يطالبون باستمرار العدوان، "هل تريدون أن نبدأ بالحديث عن إزالة الحصار عن قطاع غزة؟ لا نريد ولا في هذا الوقت"، ودعت ليفني التوصل لتفاهمات مع الحلبة الدولية تقود إلى تغيير جذري في قطاع غزة، وفي صلبه نزع السلاح من القطاع، وإعادة السلطة الفلسطينية للسيطرة على القطاع".
وساند غالبية المحللين العسكريين والسياسيين البارزين في إسرائيل قرار جيش الاحتلال بالانسحاب من قطاع غزة، ويقول المحلل العسكري في "هآرتس"، "ما يزال نتنياهو تحت ضغط ثقيل من وزراء ومحللين سياسيين لتعميق العملية وإرسال قوات أكبر إلى داخل القطاع. وهذا تحدٍ يقادر عليه الجيش لكن السؤال: بأي ثمن.. ويمكن أن نُخمن أنه حينما قال نتنياهو في المؤتمر الصحفي "تهمني حياة كل جندي" أنه كان يفكر في ذلك بالضبط".
ويقول المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، "يجب أن تخرج قوات الجيش الإسرائيلي لأنه ليست لها مهام تسوّغ بقاءها هناك. فلو أن كتيبة هيئة القيادة العامة استطاعت أن تهجم على الأنفاق تحت الأرض في قلب غزة وتستل من هناك كبار قادة حماس لكان هناك داعٍ للبقاء، لكن يبدو أن هذا الامكان ليس مطروحا. وليس مطروحا أيضا احتلال غزة. إن القرار الأشجع احيانا هو إنهاء الأمر والعودة إلى الوطن".
تحقيق في الفشل
وفي الوقت ذاته، فقد أعلن رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية زئيف إلكين، وهو أيضا من التيار الأكثر تشددا في الليكود، عن  أنه سيبادر إلى اقامة لجنة فحص وتحقيق، من خلال اللجنة التي يرأسها، بمواطن الفشل في العدوان على غزة، وقال إنه مع الانسحاب الحالي من القطاع، يُطرح السؤال حول موعد الحملة التالية، بقصد أن الجيش "لم ينجز المهمة التي دخل لأجلها"، وأضاف أنه دعا منذ الأيام الأولى للعدوان، بأن العمليات كانت يجب ان تكون أكبر.
ويأتي هذا التصريح أمس، في إطار سلسلة تقارير تحدثت في الأيام الأخيرة، عن احتمال قيام لجنة تحقيق داخلية في الجيش والحكومة، حول فشل الجيش في تقدير حجم الأنفاق التي حفرتها المقاومة الفلسطينية بين القطاع ومناطق 48، وصولا إلى مستوطنات إسرائيلية محاذية للقطاع، خاصة أن حركة حماس استخدمت بعض هذه الأنفاق في أوج العدوان الجاري، رغم إعلان إسرائيل عن تدمير عدد كبير منها.
وقالت صحيفة "هآرتس"، إن قيادة جيش الاحتلال تدرك منذ الآن ما سيكون، ولهذا فإنها شرعت في الأيام الأخيرة، في صياغة وثيقة تقييم لمسألة الأنفاق، وستشير فيها إلى أن الجيش عرض على رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الحرب موشيه يعلون تقريرا عن هذه الأنفاق، إلا أن الحكومة لم تكترث، بل أعطت وزنا زائدا للمشروع النووي الإيراني.
ويرى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" أمير أورن، أن جهاز المخابرات العامة "الشاباك" فشل في مهمته في قطاع غزة، بما يتعلق بكشف حجم الأنفاق، وقال في مقال له أمس، "لقد أضاع جهاز "الشاباك" المعنى الحقيقي للتطورات في غزة منذ العام 2005 إلى 2007 وهي الفترة المشكلة للواقع الجديد، وكان فيها جلاء الجيش الإسرائيلي عن تلك المنطقة، وفوز حماس في الانتخابات وسيطرتها بالقوة. فلم تعد حماس منظمة إرهابية تنفذ عمليات، بل أصبحت جيشا صغيرا في دولة صغيرة". 
ويضيف أورن، أن من يحقق في أسباب خلل أداء الجهاز الرسمي على اختلاف أذرعه، لن يستطيع هذه المرة أن يغض الطرف عن اسهام "الشاباك" في الفشل... إذ لم تعد الانفاق التي تفضي عشرات منها إلى إسرائيل، مجرد شق في الجدار تحت الارض، وهذا بُعدٌ جديد في القتال يشبه غواصات برية لكونها وسيلة لنقل قوة مقاتلة للهجوم على خط تماس الجيش الإسرائيلي من الخلف، فهذا تسلل وحدات لا أفراد؛ وهذه قوة صاعقة لا عصابة مسلحة".

تابعوا هوا الأردن على