المرحوم المهندس رأفت دليوان المجالي ..هامه يخضع لها الذل ويهون

أفجعنا صباح هذا اليوم الخبر المشؤوم رحيل الشيخ المهندس رأفت دليوان المجالي( ابو شريف )،وتكاد الكلمات في رثائه تعجز وانا احاول ترتتبها لرجل كل ماكان يملكه في حياته نفسه العفيفه وشموخه وانفته واعتزازه بنفسه ونظافة يده وطهر سريرته رجلٍ بسيطٍ لم تبخل عليه الحياة،فأهدتْهُ بسخاءٍ ولكنه همش تهميشاً متعمداً، وشعر شعوراً فائضاً بالظلم والإقصاء،و هامه وطنيةٍ ، وزعامه استطاعتْ أنْ تزرع الأملَ وبعضاً من التفاؤل في وجدان الناس التّواقون لرؤية وطن مكتمل الوجود وكأني به يقول قبل رحيله قول الشاعر: راسي ولو شح الزمن ما حنيته ما بقى الا انت توطي راسي انا الشموخ وما رضيت التنازيل كسرت خشم الوقت من قو ذاتي ماني من اللي ينحني بسهوله لي هامة يخضع لها الذل ويهون عرفه كل من خدم بمعيته في المركز الجغرافي الملكي حيث كان احد مؤسسيه والمتربع على إدارته ولسنوات بكل مهنية وحرفيه وإقتدار دون الالتفات الى مصلحه شخصيه او منفعة ماديه خرج اقرانه بالكثير من المال والثراء وخرج هو نظيف اليد والفؤاد شامخ الراس يمتلك شخصيه تسقط امامها شخوص العابثين والغني غني النفس و شخصيتة قد تبدو اسطوريه في زمن مأدي عفن طغت في الماده على القيم والاخلاق تشبه شخصية جلجامش. الباحثه عن عشبة الخلود - كما جاء الاسطوره القديمه- وخاض الكثير من المعارك ليصل في نهاية معاركه إلى تلك العشبة، ليفقدها أثناء استحمامه في البحيرة ،فان كان جلجامش ادرك متأخراً ان الخلود حكرٌ على الآلهة فقط ادرك فقيدنا ابو شريف رحمه الله. ما يمكن الحديث عنه، وثمة ما يدفعنا لإدراك معنى الخلود الحقيقي،والخلود الذي امتلكه وحاز دون معاركٍ وحروب، عبر تمثله من قيَمِ النزاهة والنقاء في حياته المهنية والعمليه . ربما أعجز عن الحديث- بما يشبه الرثاء لقامة مثلتْ فيما مضى من العمر وطناً للنزاهة ونظافة الضمير وأجدني جافاً وأنا أحاول اقتفاء أثرَ الظلال الممتلئة بسفر التضحية الذي مثله شخصيةالراحل الكبير المرحوم الشيخ المهندس رأفت دليوان المجالي والمبادي التي كانت عنوانه الدائم لا أدري مرثيه نظيفه تليق بالراحل وبحياة إنسان ،لم يكن ثمة ما يميّزُه عن البسطاء شيء،ناهيك عن شخصيته القياديه والمثيره للجدل رحل الفقيد لا يملك إلّا تأريخ ممتلئٍ بالشرف الشرف الذي ظلّ - وحتى اللحظة الاخيره- رأس ماله ، وذخيرته الحقيقيةوزاده اليومي رحل ابو شريف تاركاً إرثاً ضخماً ، وتأريخاً حافلاً بالعطاء والانتماء والاخلاص غير مدفوع باجر ، قيم ومُثلٍ عظيمةحملها وهي العزاء الوحيد به فلم يكن يوماً في رحلة الحياه من سدنة العبوديه ومحبي الانحناء المهين. اختار لرحيله وداعاً هادئاً، منح الوطن زهرة شبابه وحكمة عطائه وعنفوان قوته ودون بالفعل وبالقول سيره معطره بسيطه عاشها كما يريد لا كما يريد الناس ،مبللة بعرق التضحية و دروسٍ الحياه ، فالى جنات الخلد ايها الشيخ الجليل والفقيد الكبير وكما قال شاعر العرب المتنبي: اذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الاجسام تغمدك الله تعالى برحمته وغفرانه والهمنا من بعدك الصبر وحسن العزاء وانا لله وانا اليه راجعون