هند خليفات تكتب لـ هوا الأردن : عاطف .. فكاك "العقد" الصعبة

أقل من ٤٨ ساعة تفصلنا عن حدث وطني رفيع .. خطاب العرش وافتتاح الدورة الثانية لمجلس الأمة؛في المرحلة السياسية التي عبرت الأردن على خير وسلام على ما يبدو؛ حيث تركات الحروب المستعرة حولنا والتي خلفت على كتف الأردن حملٍ ثقيل تنوء بحمله إقتصاديات الدول الكبرى لكنه الدم الأردني العربي القومي بالفطرة ؛وحلم الهواشم؛ ولُحمة النسيج الأردني الذي يشابه قطعة الحرير الأصيل.
في السياسة مواقف وصولات تسجل وفي الإعلام أيضاً شهادات تذكر وتدون؛ والتدوين عن الرجل الذي ساهم في حل قضية نقابة المعلمين الأردنيين وإضرابهم الذي -وضع الأردن في موقف حرج - هو مسؤولية أخلاقية في هذا الوقت من الزمن؛ عاطف الطروانة "فكاك النشب " الذي بدأ مسيرته مهندسا مرموقا في محافظة معان قلب الأردن وحادي ركب السياسية الوطنية ؛ مديرا في هندسة معان التي كانت حينها أهم مؤسسة محلية عملت على تطوير معان وخدمة المدينة التي نسيها الكثير من المسؤولين حينها ؛ ومازلت كأبنة معان وأسمع شهادات رجال معان عن ذلك المهندس النظيف الذي كان بين المعانين أبنا بارا ورجلا نظيف القلب واليد ...
كانت مرحلة رئاسته للمجلس السابع عشر مرحلة العمل الديناميكي الجاد؛ فالعقلية الهندسية العملية للرجل ساهمت أن تكون الفترة أزخم فترة في إنجاز القوانين الناظمة للحياة الأردنية ؛ حتى القانون الداخلي للمجلس الذي على الرغم أنه تم طرحه كما سمعنا في مجالس نيابية سابقة تم في عهده دون غيره ..
وبفضل علاقاته الطيبة مع جميع أطياف المجلس تمكن المجلس الحالي من الوصول لمرحلة الكيمياء المتناغمة بعد موجات من الخلافات الفردية أو الحزبية؛ عاطف رجل الدولة كان لا يعجبه إفتعال الفتنة وتغذيتها بل كان الجميع يعود لطاولته الهادئة بفعل دبلوماسية الرجل الذي كان يعرف أن الخلافات والفرقة ستكون حجر عثرة في مسيرة العمل النيابي الذي للأسف تكالب عليه بعض الاعلام لتشويه صورته وسلب المنجزات من أجل الحصول على الإثارة ...
جاءت أزمة عمال الفوسفات عقدة جديدة تعكر صفو مشهد الحياة الأردنية وتصدرت قضيتهم كبرى الصحف وصارت القصة عقدة جديدة ؛ لكنه عاطف الذي دون إدعاء ولا مباهاة توسط في القضية وحلها مع فريقه البرلماني ..
وتحدث عن الوسطية والإعتدال ومحاربة الفقر والبطالة لا من خلال الخطب الرنانة فالبلاد تعبت من الخطاب الجاف وتحتاج حلول تنموية خلاقة؛فوجه عاطف الفريق البرلماني الحكومة على البدء بمشروعات تنموية تعود بالنفع والفائدة على الناس وتنشأ وظائف للشباب ؛ كان حث الحكومة والمتابعة الدقيقة وعدم الإيمان بإنهاء الملفات دون حلول عملية هو سمة الرجل الذي كان شعار حملته وبرنامجه "الحصان " الذي وثب من خلال عدة منجزات حقيقية الى منطقة آمنة بالمجلس الذي يحتاج أن نراه بعينين لا من عين واحدة ولا بعين بديلة مغرضة هدفها تقليل اي منجز أردني وتشويهه ..
جامعة الهاشمية وأزمتها والمناطق التنموية كان جراح قضيتها عاطف وتدخل لصالح جامعة مؤتة وتفهم قضية جامعة جدارا وعمل وسيطا لصالح الناس والوطن ..
موضوع الأرقام الوطنية ذاك الموضوع الحساس ؛ أثبت عاطف أنه مثل الكثير من الأردنيين (فلسطيني القضية والتوجه) وحارب أن لا يكون في الاسرة الواحدة من يحمل الرقم الوطني وآخر مسحوب منه؛ وحث الخطى من أجل المساواة بين الأردنيين وكل من يحمل الرقم الوطني ؛ فالأردن للأردنيين وفلسطين أمانة وقضية لكل عربي نزيه وان المساواة بين كل من يحمل الرقم الوطني هو الخطوة الصحيحة في تماسك النسيج الأردني .
برنامج عاطف الطراونة هو برنامج الوطن والوطنيين ؛ والذي يعرف الأسرة التي ينسل منها هذا الرجل يعرف أنه من أب مربي فاضل ؛ يوسف الطراونة رحمه الله الذي آمن بالعلم منهجا ومسلكا؛ وذلل كل الصعاب لإبنائه حينها من أجل أن لا يقبلوا بأقل من الجودة منهجا ؛وخدمة الوطن وناسه الطيبين مسلكا
عن نفسي كمواطنة أعطي مباركة الفرصة الثانية لعاطف الطراونة ليكمل مسيرته الديناميكية ؛ واتبرئ من كل من يتعمد أن ينزل الناس بغير منازلهم ويجحد أعمالهم ..
وكل وطني واسع الرؤية سيرى في المهندس عاطف رجل الدولة لا التداول .. ورجل المهمات الوطنية الصعبة .. وعلى بركة الله ليسير هذا الوطن وليسير رجالاته الأحرار