كيف تربي الدولة ابنائها !!

يحكى ان رجلا لديه عنزة بيضاء والاخرى سمراء اما البيضاء فكانت ملتزمة وغير مؤذية بعكس الاخرى والتي كانت كثيرة المشاكل وتتعدى على حقول الجيران وذات يوم قام صاحب العنز بجلد البيضاء وعندما شاهد الجيران قسوة الجلد بدون مبرر طلبوا منه ان يتوقف عن ذلك واذا كان ولا بد من الجلد فليكن للعنزه السمراء فاجابهم اجل انني اعلم ان البيضاء مربية ولكنني اريد بذلك تربية السمراء.
ان من واجب الدوله ان تقوم على تربية ابنائها شريطة ان يكون ذلك وفقا للقوانين الناظمة وتطبيقها تطبيقا صحيحا بعيدا عن المحاباة وتسجيل المواقف والمزايدات لان العدالة هي من تكفل استمرار المجتمعات والشعوب وليس الظلم والمحسوبية ومزاجية التطبيق ومن المعروف انه يوجد في كل مجتمع اشخاص خارجون عن القانون وهؤلاء بحاجه لاصلاح وعقاب وفق القانون ولكن اسس التصنيف مؤخرا بدات تاخذ اشكالا خاطئة لان الشخصيات الوطنية المطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد لم تكن في يوم من الايام فئات خارجة عن القانون لذلك يتوجب على الدولة التي ترغب بتربية ابنائها ان تضع اسس وقواعد وتصنيفات صحيحة لطرق التربيه والاولى بها ان تبدأ بكبار الفاسدين الذين ينعمون بالحياة الكريمة وما زالوا مستمرون في افساد الشعب والمجتمع من خلال تلك السلوكيات القبيحة التي بدأت تتداول هنا وهناك.
وان لا تسير على نهج مالك العنزين لان ذلك قد يحدث ظلما وبالتالي حالة من الفوضى اعتقد ان الخطوات الخاطئة المتخذة مؤخرا من قبل بعض المسؤلين لا تخدم استمرارية الدولة وتتعارض مع توجهات جلالة الملك الاصلاحية لان السجون لا يمكن لها ان تستوعب المخلصين من ابناء الشعب نظرا لكبر حجمهم والاجدر ان تفرغ تلك المراكز لمن افسد الوطن وارتكب الجرائم بحق الشعب والوطن ، سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن من عبث العابثين ويجنبنا نهج صاحب العنزين في التربيه لما فيه خير الشعب والملك انه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد بسام روبين