الشهيد معاذ للاردنيين : حافظوا على الاردن بارواحكم !
استشهاد الطيار الاردني معاذ الكساسبة، وانضمامه الى رفاقه الشهداء الاردنيين الذين بذلوا ارواحهم في سبيل الله والوطن، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، ان الاردنيين جميعهم منذ ولادتهم، رهنوا انفسهم في سبيل الله والوطن، وان جنود الجيش العربي المصطفوي كابرا عن كابر طالما تمنوا الشهادة في سبيل ذرة من تراب الوطن.
سبعون حورية زفت شهيدنا البطل الى جنان الخلد، فيا نعم الموت، ويا نعم الشهادة، وهنيئا لك يا معاذنا بما اكرمك الله به، وانالنا الله درجاتك التي وصلت مع الصديقين والشهداء والابرار والانبياء في جنان الخلد فقر عينا ايها البطل .
يد الغدر الارهابية الجبانة التي استقوت عليك وانت نسر يحلق في السماء فما طالوا علاك، وترقبوك على الارض بكل خستهم وغدروك بنيران كفرهم وغيظهم وحقدهم، غاب عنهم ان خلف شهيدنا ثمانية ملايين من اخوته باتوا يترقبون لحظة الانتقام والاقتصاص له منكم !
معاذنا البطل الشهيد، ابى مع ارتقائه الى جنات العلى الا ان يكشف للعالم باسره، مدى ارهابية التنظيم الذي يرفع شعارا بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف، وأبى الا ان يكشف زيف ادعاءات تنظيم ارهابي اجرامي يدعي كذبا وزورا وبهتانا انهم 'دولة اسلامية' وبينهم وبين الاسلام الف جهنم وجهنم .. وابى الا ان يزيد من وحدة الاردنيين الذين كانت قلوبهم معه باسره خلفه .. وكان لسان حاله يقول لنا : قدمت روحي فداء للوطن فحافظوا على الاردن ووحدتكم بارواحكم !
فيا معاذ الذي صرت الان في جنان الخلد ونحن ها هنا قابعون تحتك .. يعاهدك الاردنيون كبيرهم وصغيرهم ان يمضوا على ما مضيت اليه انت وشهداؤنا الابرار، وان يحملوا امانتكم في اعناقهم، وهي اغلى من اعناقهم، بان يكون الاردن اغلى علينا منا، وان نكمل شرف الدرب الذي سلكته خطاك، ما حيينا، واضعين صوب اعيننا، وحدتنا اولا واخيرا، والاردن الاغلى من انفسنا.
ورسالة الاردنيين جميعهم الى عصابة ومرتزقة 'داعش' .. غاب عنكم شيئا، فالاردنيون في موروثهم وجيناتهم، اذا - لا قدر الله - قد تلقوا ضربة فانها طالما قوتهم !.. بل ويردون الضربة بضربات وضربات - ولو بعد حين - وتلك الايام نداولها بين الناس !
ظننتم انكم كسبتم بقتل شهيدنا غدرا.. ونؤمن بكل وجداننا اننا كسبنا شهيدا سيشفع لسبعين من اهله يوم العرض على رب العالمين، ويوم يلعنكم الله بغضبه ويقتص منكم لما اقترفته اياديكم.
محاولتكم الفاشلة ببث فتنتكم بيننا خابت.. وستبقى بعون الله ووعي الاردنيين وقيادتهم وجيشهم الرابض على تخوم العزة خائبة، وحاولتم ونسيتم ان الله في محكم تنزيله خاطب امثالكم :' يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون '!.. فاطفأ الله نار فتنتكم، وتمم نور رحمته على الاردن والاردنيين.
الاردن قلعة عصية على العدا، خاب ان ظن الاقزام انها تطال اسواره الشامخة، وكيف وهي مسيجة برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدولوا تبديلا .. وسننتصر !