رئيس مجلس الاعيان الأردني دولة الروابدة : أخطر دور على الإعلام تحمل المسؤولية
خاص - بسام العريان
قال رئيس مجلس الاعيان الدكتور عبد الرؤوف الروابدة أن "لنا ديناً في رقبة داعش"، مشدداً على أهمية أن لا يمر اعدام الطيار الشهيد دون محاسبة التنظيم الارهابي. وقال الروابدة "لا يجوز ان يمر مثل هذا الحدث كهذا ، لن يكفينا العزاء والالم "، منوهاً الى أن تبادل العزاء والمواساة من الدول الخارجي واجبات تؤديها الدول لبعضها.
وتابع في حديث مساء الاربعاء عبر التلفزيون الاردني في الاستديو المفتوح لاستشهاد معاذ الكساسبة ، موجها حديثه لوالد الشهيد الطيار : الشيخ صافي الكساسبة كسب الدنيا والآخرة ومعاذ ثروة الوطن وهو ابن لنا جميعاً هذا الابن استثمر به ابوه واستثمرت به عائلته واستثمر به الوطن ليكون أحد نسوره وأحد أبطاله وبالتالي الخسارة على الأهل لأنهم فقدوا زينة الحياة الدنيا ونحن فقدنا ثروة الوطن معاذ إبن لكل بيت لكل أسرة أردنية ولذلك نقول للحج صافي يا صافي النية كلنا لك أبناء.
كما أوضح الروابدة أنه منذ أن أنشئ هذا الوطن وأنشئ الجيش ليحمل يافطة الجيش العربي وهو منذور لأمته وفي اليوم الذي نزف فيه الى الجيش ضابطا كان أم جنديا نحن نعرف المصير نعرف أنه مشروع شهيد ومشروع جريح أو مشروع أسير وفي الوقت نفسه نرجو الله ونأمل أن يعود إلينا سالماً ليسهم في بناء هذا الوطن وهذا الذي يطمئننا على مستقبل وطننا أن له حراس نذروا النفس من أجل بقاءه.
مضيفاً : كيف جاء الأمن والاستقرار هل جاء بعملية مطلقة أم أنه بناء بدأناه في الـ21 يحميه جنود في الجيش وفي قواتنا المسلحة ويقودهم هاشمي ربي على الشهادة والاستشهاد وهم أول من دفعوا ثمن الشهادة في كل المواقع وعملوا مع الاردنيين حتى بنينا هذه الوطن وحبينا أمنه وحبينا استقراره الذي نتمتع به فأصبح يفد إليه كل عربي هجر وطنه أو هجّره وطنه فيجد لدينا المحضن الدافئ .
كما أوضح أن العالم يعيش زلزالاً ومنطقتنا العربية تعتبر أكثر من زلزال تسونامي بدأ في تونس ثم انتقل من بلد الى بلد ، وأضاف : ونحن في الاردن مستهدفون لأننا أصحاب أمن واستقرار ولأننا أصحاب رسالة وقد لا يعرف الكثيرون أن داعش لم تكن تستهدف سوريا والعراق في كل دراساتها السابقة ولكن ماحدث في سوريا أدى بهم أن يبدأوا من هناك وكان المستهدف الأول هو الأردن .
هذا وقد نوّه الروابدة أن الجهات المسؤولة استطاعت القبض على ارهابيين حاولوا تنفيذ مخططات لهم على ارض الأردن، مبيّناً أن أجهزتنا الأمنية تكتشف كل يوم وكل اسبوع وكل شهر محاولات من هؤلاء للانتقاص من هذا البلد وأمنه، وليست عملية تفجير الفنادق الا يافطة من اليافطات التي استطاعوا الوصول اليها ، مؤكداً أن الأردن ان شاء الله لن يسمح لهم أن يمروا أو يدخلوا .
وبينما المح الى "محاولات اختراقنا"، حث على أن نكون اسرة واحدة وننتظر من دولتنا اجراءات تعيد لنا حقنا وهيبة الوطن التي ما سقطت يوما وقال "نحن وطن لا ننحني الا لله كما استعرض الروابده أحد الكتب التي أصدرتها هذه الجماعات المتطرفة تحت اسم "إدارة التوحش" وهو أحد دساتيرهم وأوضح في حديثه أنهم يقولون فيها أن الدول المستهدفة في المرحلة الأولى هي الأردن وبلاد المغرب واليمن وباكستان ونيجيريا وبلاد الحرمين ولا يريدوا أن يقولوا المملكة العربية السعودية فقط وذلك ليشملوا دول الخليج .
واستكمل قائلاً : ثم يقولون أن خطواتهم على ثلاث درجات ، تبدأ الأولى منها في الاردن وهي مرحلة النكاية والانهاك ومرحلة تشويش الوطن والدس والنفاق والاختراق ، وفي نفس الوقت مرحلة انهاك القوى الأمنية بالعديد من الحوادث المتكررة الصغيرة والكبيرة والتي تحدث في أماكن متعددة وهذا ما رأيناه في الربيع العربي في كل البلاد العربية .
هذا ودعا الروابدة في حديثه للزميل حازم الرحاحلة أن نكون وراء الجيش وندعمه في مواقفه، ونترك الخلافات التافهة للوصول الى مرادنا. .
وعن اجراءات الدولة التي اتخذتها منذ سقوط طائرة الطيار الشهيد معاذ الكساسبة قال الروابدة " كان هنالك خلية من كل الاجهزة المسؤولة تتابع الامر دقيقة بدقيقة، لكن الدول لا تفاوض في الاعلام ومع كل ناطق "، متسائلاً لماذا يريدون أن تكون الدولة مكشوفة وتصبح رهينة عند خصومها"، مُذكّراً أن "الاستعانة على الحوائج تكون بالسر والكتمان".
واكد على اهمية عدم الضغط على الدولة في القيام بدورها، لكنه عاد ليؤكد " ديننا قائما نريده كاملا غير منقوض"، معتبراً أن الاعدامين الذين نفذا بحق ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي غير محسوب ضمن الدين اذ انهما أحكام نتيجة جرائم اخرى بحق الاردن ".
وقال "الشكل والصيغة والمكان والاسلوب في اخذ الثأر مسؤولية الدولة ونحن نقف وراءها ، رافضاً " ان يصبح كل منا حاملاً للحق لكي يسترده برأيه".
وحول من كان يضمر شراً للبلد بإثارة الفتن داخليا علق الروابدة "الاصوات التي خرجت كثيرة، وهناك بحسن نية وهو الذي لا يعرف حجم ونوع الخطر ولا يدرك ان الخطر يطرق على ابوابنا، وقد تبين من هو حسن النية بعد استشهاد البطل حيث عاد الى الصحيح واعترف ان الهدف كان الاردن وان الحرب حربنا".
وتابع الروابدة : وهنالك قوى تحمل اجندات وايدولوجيات خاصة تريد ان تخترقنا، لا يريدون ان يبقى الاردن الوحيد الذي يتمتع بالأمن. وقال : حينما يريد البعض ان يتاجر بمصالح الوطن تبرز الاقزام وهي تعتلي في مثل هذه الظروف، وهذا لا يهمه البلد اما انا او لا احد، وناس اخرى يعتقدون بافكارهم الايدولوجية ان ما يجري يمهد الساحة لهم للوصول".
واضاف "لم يعد بامكاننا الاحتمال والاسلوب تجاوز قدرتنا على الاحتمال وفجر مكنونات الصبر علينا، والالم في صبر كل اردني".
واكد انه ليس من حق احد ان لا ينظر الى الجوانب الاخرى، وقال "ليست مرحلة الحديث عن الفقر والبطالة رغم انها موجودة لكن الاهم الوطن، ودعوتنا الى كل الاجهزة والسلطة التنفيذية ان نقف لنخط طريقا جديدا وان لا نقبل بيننا فاسدا وليس سارق المال فحسب بل من يفسد امننا ويفسد فكرنا وديننا، هؤلاء يجب ان يرفضهم المجتمع والمدارة معهم لم تعد مجدية".
وقال ان امن الاوطان لا يحمى بالبندقية فقط فهي اخر الدواء ، مطالباً "ان يذهب كل ما يسيء في مستقبل الوطن الى القضاء العادل ليأخذ قصاصه".
وبين انه حينما يتحدث هنا يظن البعض اننا نقصد المعارضة، وقال "المعارضة حق وعلى الدولة تصبح واجبا والمعارضة هي المعارضة الوطنية هدفها الاصلاح "، مؤكدا ان المعارضة تكون من اجل الوطن لذا نرى في بريطانيا حكومة الملك والمعارضة معارضة الملك. وقال "هنالك من يرضعون من ثدي الوطن ومن ثم يقطعون الثدي(..) ، بعض الناس يحاولون ان يكبروا على حساب الوطن وبعضهم ركب ظهر الوطن ردحا من الزمن "، قبل ان يرى كل الامور غير صحيحة من بعده .
واكد الروابدة "الوطن سيرفض كل الراقصين في العتمة المغنين في البئر .