الزيود: دعشنة علمانية
قال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي محمد عواد الزيود إن "التطرف صناعة، وصناعة قذرة مرفوضة".
وأضاف "العجيب أنه لما قامت ثورات الربيع العربي، غابت خطابات العنف والتطرف، ورجعت القهقرى، ولمّا قامت الثورات المضادة لثورات الشعوب العربية والمدعومة من دول تدعي احترام حقوق الإنسان وخياراته الديموقراطية، عاد معها التطرف والغلو والعنف".
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الزيود أمام مؤتمر "نحو إستراتيجية شاملة لمحاربة التطرف: فرص التوافق الوطني وتحدياته" والذي أقامه مركز القدس للدراسات السبت.
وخلال وصفه وتحليله للواقع الآن قال الزيود "أقول وبكل أسف أننا اليوم أمام (دعشنة علمانية) أو أحادية سياسية بدل التعددية السياسية، تستغل الحرب على الإرهاب بإعلان حرب على الإسلام ذاته وعلى مبادئه السامية وثوابته"، وأضاف "إن التحديات التي تواجهنا لا يمكن حلها بمقالة صحفية، أو ندوة تلفزيونية، أو مؤتمر كهذا، أو ورشة عمل، ولكن من خلال إستراتيجية واضحة الأهداف والمعالم، معلومة الخطوات، تقوم على مبدأ الشراكة بين مكونات المجتمع بعيداً عن ظواهر الاستقطاب للبعض، واستبعاد الآخرين".
وتعليقا على العملية السياسية رأى الزيود "غياباً للدولة ومؤسساتها ومؤسسات المجتمع المدني الذي نتج عنه غياب عملية سياسية حقيقية تنتج النخب بطريقة موثوقة للشعب الأردني، بحيث تجدد دماء وأجهزة الدولة بطريقة صحيحة، مما عزز منظومة الفساد الإداري والمالي، وجعل الثقة بمؤسسات الدولة في مهب الريح مما يجعلها هشة أمام أي أزمة حتى ولو كانت تتعلق بظروف جوية، أو أزمة لمواجهة التطرف والإرهاب".
كما دعا الحكومة إلى الوقوف على مسافة واحدة مع كل مكونات الوطن والتخلّص من الهواجس والمخاوف، كما يرى الزيود: " إن البلد اليوم يحتاج الى التوحد وبناء جبهة داخلية قادرة على تجاوز الأزمات والتهديدات الداخلي منها والخارجي، وهذا يحتاج الى عملية سياسية يشترك فيها كل مكونات هذا الوطن".
وفي يتعلق بالمدعوّ مباشرة لهذه الإجراءات قال الزيود: " إننا نعتقد أن النظام السياسي هو الجهة الوحيدة القادرة والأقوى على تقديم مبادرة حقيقية تأخذ البلاد الى منحنى جديد وصورة وضاءة يشترك فيها جميع أبنائه ومن خلال قانون انتخاب جديد قادر على إفراز مجلس نيابي قوي، يمكن للأحزاب أن تمارس دوراً حقيقياً لا شكلياً على ساحة العمل السياسي، وتشارك في تحمل مسؤولياتها الوطنية، إذ لا تنمية بدون ديموقراطية، ولا ديموقراطية بدون أحزاب، ولا أحزاب بدون تداول للسلطة".
وأكّد الزيود على انتماء الأردن لعقيدة الأمّة وتراثها الحضاري الذي أرسى دعائمه رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلّم، وحذّر الزيود من محاولات سلخ الأردن عن دينه وحضارته وتراثه.
وعرض في نهاية كلمته مقترحات وحلول تمثّلت بعقلنة السياسات التي تمارسها الدول اتجاه شعوبها والتيارات السياسية فيها لا سيما الإسلامية منها، وإعادة سكّر الإصلاح لمسارها الصحيح في الدول العربية مما يمكن الشعوب بأن تكون شريكة في القرار السياسي، ومحاربة الفساد، وعدم الانجرار إلى مستنقع الحرب في سوريا أو في العراق وتعزيز روح الوطنية حقيقاً لا شعارات فقط، بالإضافة لإعادة التوازن للمؤسسات الدينية والثقافية وتعزيز دورها بعدم إقصاء العلماء والدعاة المؤثّرين.