مشروع علمي مقترح من أساتذة اليرموك لبناء مدينة عمان الذكية
تهدف تكنولوجيا المدن الذكية إلى اعتماد حلولا ذكية لتحقيق نوعية عالية من جودة الحياة للمواطنين، فضلاً عن ضمان إستدامة البيئة، وتوفير إستهلاك الطاقة، وزيادة تفاعلية المواطنين مع مؤسسات الحكومة على مختلف مستويات الخدمات المقدمة وذلك من خلال الاستفادة من استخدام تكنولوجيا إنترنت الاشياء.
وقدم الباحثون الدكتور موفق العتوم والدكتور عبدالكريم التميمي من قسم هندسة الحاسوب في في كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية بجامعة اليرموك والدكتور سمير الرواشدة من قسم الهندسة الكهربائية والحاسوب في جامعة ميتشغن الأمريكية مقترحاً علميا يهدف إلى إنشاء شبكة ذكية رائدة يمكنها ربط المناطق الرئيسة في مدينة عمان.
وذكر الباحث الرئيسي في المشروع الدكتور العتوم أن من أهداف المدن الذكية جمع المعلومات المتعلقة بإزدحام حركة المرور، والأحوال الجوية، ونوعية الهواء ودرجات التلوث، ودرجات الإزعاج، والعديد من البيانات القائمة على جغرافية البيئة المحيطة.
وأضاف أن المشروع سوف يقوم على تصميم وتشغيل وتحليل شبكة استشعار ذكية تستخدم تقنية الاتصالات (ZigBee) لإرسال معلومات دورية لمراكز جمع وتحليل البيانات، ويقدم التصميم المقترح للوحدات الاستشعارية الذكية مواصفات تضمن ديمومة عمل الشبكة من خلال تصميم مقاوم للعوامل الطبيعية المختلفة و يعمل على الطاقة الشمسية مما يجعل عملية تركيب ونشر وصيانة مثل هذه الشبكات أمراً ميسراً من النواحي الفنية واللوجستية.
وأوضح أن فريق العمل سيقوم بتشغيل الشبكة المطورة في حرم جامعة اليرموك أولاً للتحقق من تصميم الشبكة وجاهزيتها للتطبيق في سيناريوهات العالم الحقيقي، وستكون الشبكة أيضا بمثابة العمود الفقري للعديد من التطبيقات والخدمات التي يمكن تطويرها من قبل الباحثين والمؤسسات المعنية في أي وقت.
وأكد الدكتور العتوم إن تصميم وتشغيل هذه الشبكة الذكية المبتكرة يثبت ان القدرات والخبرات العلمية في الأردن قادرة على منافسة الدول المتقدمة، كما ويثبت دورها كلاعب أساسي في التقدم التكنولوجي في المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن هذا المشروع الوطني سيحقق هدفا في الاستفادة من خبرات الباحثين الأردنيين في الجامعات داخل الأردن وخارجه مما ينعكس إيجابا في تطوير البنية التحتية للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، بالإضافة إلى مساعدة مؤسسات القطاعات التنموية في تطوير أعمالها، وخطوط إنتاجها ومنتجاتها، وتشجيع إنشاء الشركات الناشئة المبنية على الإبداع مما يؤدي الى خلق العديد من الوظائف التقنية الصديقة للبيئة.
ويذكر أن تبني فكرة بنية المدن الذكية يعتبر أمراً حتمياً لا سيما مع تزايد أعداد السكان فمن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان العالم بحلول عام 2050، حيث بدأت العديد من الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وإسبانيا وغيرها بتطوير وتحديث مدن موجودة لتصبح مدناً ذكية أو بإنشاء مدن ذكية جديدة، ويرى الخبراء الاقتصاديون أنه من المتوقع أن يصل حجم الإستثمار في الخدمات التي تقدمها المدن الذكية إلى أكثر من 400 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2020.