انخفضت المحروقات..لماذا لا تتراجع الأسعار ؟
خدمات وسلع كثيرة أرتفعت اسعارها على مدار أعوام طويلة بذريعة أرتفاع اسعار المحروقات، والذي يؤثر بكل شيء دون أستثناء، ولكن اليوم وبعد سلسلة تراجعات وانحدار باسعار النفط محليا وعالميا، فان الاسعار لم يطرأ عليها أي تأثير، فهل حقا أن ما يرتفع في الاردن لا يهبط ؟ وخاصة أن كان سعر الكلفة خدمات أو سلع استهلاكية ؟
خلال الاشهر الماضية، جرى تخفيض اسعار المحروقات أكثر من مرتين، أسطوانة الغاز انخفض سعرها ثلث ارباع الدينار وتنكة الديزل والبنزين 90 قارب انخفاض اسعارهما الدينار ونصف الدينار، المسيرة التراجعية لاسعار المحروقات، لها اسباب عديدة منها ما هو اقتصادي وسياسي وبيئي أيضا.
والسؤال الذي يثار بعد انخفاض اسعار المحروقات، فهل يستفيد المواطن الاردني من هذا التراجع بالاسعار ؟ أم سيكون كالعادة ضحية و»كبش فداء « لسياسات أقتصادية لا يعرف قلبها رحمة ؟ فانخفاض اسعار المحروقات ينعكس بطبيعة الحال ايجابا على أنخفاض ميزانية الطاقة الحكومية، وبالتالي يترتب عليه الكثير من التساؤلات حول ميزانية الدولة وتقلص العجز المالي وغيرها من تفاصيل أخرى.
اسعار المحروقات حتما تؤثر على الدورة الاقتصادية، وتؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين وتؤثر -أيضا- على اسعار الخدمات والسلع سواء بارتفاعها أو انخفاضها، وهي مسألة أقتصادية محسومة حكما وباختلاف الاراء والاجتهادات هناك اجماع بين المواطنين على التشاؤم من أماكن أن يكون لانخفاض اسعار المحروقات تأثيرات ايجابية على المواد الاستهلاكية لاسباب مرتبطة بمحسوبيات لقوى اقتصادية تتحكم بالسوق.
المؤشرات الاقتصادية العامة تقول، إن اسعار النفط ستواصل هبوطها، وثمة ما يدعو حقيقة الى مراجعة عامة للاسعار، فالنفط يدخل في غاليبة الصناعات، ولا بد أن يؤثر صعوده وهبوطه على أسعار أكثريتها، فتكاليف الطاقة وهي اكبر من فاتورة الانتاج، ومن المنطقي أن ينعكس تأثيرها على الاسعار.
ومن المفترض أن تلعب هذه الايجابية من تراجع اسعار المحروقات بتاثيرها على اجواء الاسعار في البلاد من سلع استهلاكية وخدمات وغيرها، ولكن يبقى السؤال الحرج والمستدير بكل الاتجاهات كيف يؤثر ذلك على الصعيد المعيشي للمواطن الغلبان؟.
ولكن يبدو أن بنية الاقتصاد الاردني قائمة على تشوهات عميقة تسيطر عليه الاحتكارات الكبرى بنسبة يقال، إنها تتجاوز 70 %، فالتسعيرة لا تحدد وفقا لمنطق السوق الموضوعي الطلب والعرض، انما استجابة لرغبات وشهوات التجار بالاحتكار والطمع الجنوني بتحقيق أرباح خيالية.