النعامنة : التطرف افة اجتماعية لا بد من استئصالها
قال رئيس مركز السلم المجتمعي التابع لمديرية الامن العام المقدم محمود النعامنة، ان التطرف والارهاب آفة اجتماعية يتطلب القضاء عليها مشاركة وتكاتف جميع الاطراف، واستخدام الاساليب الوقائية، ووضع الخطط والبرامج النوعية والمتطورة لمنع انتشارها.
وقال النعامنة في مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية (بترا) اليوم الثلاثاء، ان الاردن عانى كثيرا عبر السنوات الماضية من هذه الافة الخطيرة، ولكن بفضل حكمة وتوجيهات القيادة الهاشمية، والمسؤولية الواعية التي يتحلى بها ابناء الشعب الاردني، استطاع ان يحافظ على مقدراته وانجازاته، وان ينعم بنعمتي الامن والامان، واصبح نموذجا يحتذى به، ومرجعية للعديد من بلدان العالم المعنية بكافحة التطرف والارهاب، ولاسيما بظل الظروف الاقليمية الملتهبة التي تشهدها المنطقة، حيث اصبحت الحرب على الارهاب حربا عالمية تتطلب توحيد جميع الجهود.
واضاف ان فكرة إنشاء المركز انبثقت كأحد مشروعات الخطة الإستراتيجية لمديرية الأمن العام في مكافحة الفكر المتطرف، وايجاد وحدة مركزية توحد الجهود الموجهة لمكافحته، وتكرس مفهوم المؤسسية في التوعية والوقاية والعلاج من أخطار هذا الفكر، وتركز على التشاركية وفتح قنوات الاتصال والتواصل مع المجتمع المحلي في بناء فكر سليم على المستوى الوطني .
وقال ان رؤية المركز تتمحور حول بناء مجتمع ذو فكر سليم خال من الفكر المتطرف، بالاضافة الى رسالته الانسانية بتحقيق السلم الاجتماعي من خلال التسامح والتعايش والإسهام في جهود الوقاية من الأفكار المتطرفة، وإعادة تأهيل الفئات التي وقعت بها من خلال برامج متخصصة معدة لهذه الغاية، مؤكدا ان الهدف الإستراتيجي لمركز السلم المجتمعي مكافحة التطرف بجميع صوره وأشكاله وتحصين المجتمع من أخطاره وتأثيراته.
واوضح ان الأهداف التشغيلية للمركز تشمل البقاء بصورة تطورات وانتشار الفكر المتطرف على الساحة الأردنية والدولية ووضع الخطط الكفيلة بالقضاء عليه، ونشر الفكر السليم الذي يتوافق مع المفاهيم الشرعية الصحيحة، المستندة على غرس القيم الدينية والأخلاقية والتربوية، والحوار المستمر مع معتنقي الفكر المتطرف وإعادة تأهيلهم بما يضمن عودة السلوك السليم لهم.
واضاف ان الاهداف تشمل كذلك تحصين الفئات المستهدفة الكترونياً (التحصين ضد التجنيد الإلكتروني)، وبناء قاعدة مجتمعية تنبذ التطرف من خلال بناء شبكات تعاون مع مؤسسات المجتمع المدني الرسمية وغير الرسمية، وتحصين مرتبات الأمن العام من التعرض لتهديدات الفكر المتطرف والمحافظة عليها من التأثر بهذا الفكر الضلالي المنحرف.
وذكر النعامنة ان واجبات المركز هي : تعميق مفهوم المواطنة كمصدر للحقوق والواجبات في مواجهة الفكر الارهابي، ومحاربة ظواهر الغلو والتطرف والاستقطاب، لما تشكله من تهديد للأمن والسلم الاجتماعي، ورصد التطورات الحاصلة في مجال هذا الفكر ودراسة وتحليل المعلومات المتعلقة به وبمن يحملونه، ودراسة المخاطر والتحديات التي تحول دون تحقيق مبادئ السلم المجتمعي، وعقد جلسات الحوار الخاصة والمفتوحة في مجال محاربته من قبل المعنيين في المركز، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لعقد الندوات وورش العمل واللقاءات.
وكذلك إعداد برامج متخصصة موجهة لفئة الشباب والفئات المحتمل تبينها للفكر المتطرف، والتنسيق مع كافة الجهات والعمل المشترك لتهيئة الأرضية المشتركة للحوار بين المؤسسات الوطنية والخاصة، من أجل ترسيخ القيم الفاضلة ومحاربة التطرف، والتعاون والتنسيق مع إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل في مجال تطبيق برامج مواجهة الارهاب والمساهمة في نشر ثقافة الحوار والتسامح بدلاً من الإقصاء والإلغاء والتطرف الفكري.
وبين ان الفئات المستهدفة ببرامج المركز هي المجتمع المحلي بمختلف فئاته ومستوياته، اضافة الى الشباب من مختلف الفئات (طلاب الجامعات، والكليات، والمدارس، وأعضاء الأندية الثقافية والاجتماعية) كشريحة خاصة، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والهيئات الدولية، ومرتبات الأمن العام، ونزلاء مراكز الإصلاح بشكل عام .
واشار النعامنة الى ان المركز ينفذ واجباته من خلال أربعة محاور هي: المحور الوقائي، ويشمل الاستمرار برصد التطورات الحاصلة في مجال مكافحة الفكر المتطرف ودراستها وتحليلها المعلومات المتعلقة بها، ودراسة المخاطر والتحديات التي تحول دون تحقيق مبادئ السلم المجتمعي، والعمل المشترك لتهيئة الارصية المشتركة للحوار بين مؤسسات المجتمع المدني الرسمية وغير الرسمية، من اجل ترسيخ القيم الفاضلة ومكافحة التطرف.
ولفت الى ان المحور الإعلامي، يشمل الإستعانة بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والالكترونية في نشر الفكر السليم وفي مكافحة التطرف، وتعزيز علاقات التعاون مع المواقع الالكترونية،ووسائل التواصل الاجتماعي، في نشر الرسائل الالكترونية لمواجهة هذه الافكار الظلامية ، وإصدار نشرات دورية متخصصة توضح سلبيات التطرف وتوزيع البوسترات الخاصة بمكافحته.
واضاف ان المحور التأهيلي والرعاية اللاحقة يحوي، إعادة تأهيل الفئات التي وقعت باوثان هذا الفكر، من خلال التشاركية والتشبيك مع لجان متخصصة، وضمان إعادة اندماجهم في المجتمع المحلي، موضحا ان المحور التدريبي تحدث عن إعداد مواد علمية تدريبية، تتناسب والفئات المستهدفة، وبناء قدرات تدريبية متخصصة في مجال مكافحة الفكر المنحرف، والاستمرار بعقد الدورات وورش العمل واللقاءات التثقيفية والتوعوية في هذا المجال.