بالصور .. الأمير الحسن يرعى الحفل الختامي لبرنامج الإسلام والتنوع وبناء السلام

هوا الأردن - رعى سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، الحفل الختامي لبرنامج "الإسلام والتنوع وبناء السلام" الذي نظمه معهد أديان (لبنان)، بالشراكة مع المعهد الملكي، وبدعم من السفارة البريطانية في لبنان.
وقال سموه في كلمته خلال الحفل الذي اقيم بفندق الأردن انتركونتيننتال مساء أمس، إن "القاسم المشترك بين الإنسان وأخيه الإنسان هو الخلق الرفيع"، غير أن النزاعات الدائرة في منطقتنا خلقت واقعاً جديداً في العالم.
وأكد سموه أن التطرف لا يرتبط بدين معين، مشددا على أن التطرف ظاهرة غير أخلاقية. وقال "إنه وفي حال المفاضلة بين الدمار والمادية وبين الأخلاق الرفيعة في الجانب الآخر، فإنني أحيي من اختار الأخلاق الرفيعة"، مؤكدا انه لا بديل عن الخلق الرفيع في المدى القريب والبعيد.
وأعرب سموه عن مشاعر المواساة والتعاطف مع ضحايا التفجيرات الإرهابية الأخيرة في بروكسل، مستذكرا الأبطال المنسيين ممن ذهبوا ضحية الحربين العالميتين الأولى والثانية من أبناء المنطقة. ودعا سموه إلى ضرورة إيلاء اللاجئين وأوضاعهم الإنسانية المقلقة المزيد من الاهتمام والرعاية، دون أن نغفل عن دعم المجتمعات المضيفة لهم. وتحدث سموه عن الأوضاع التي تعيشها مدينة القدس وسكانها من المقدسيين حاليا،ً والحاجة إلى المزيد من الدعم والتواصل مع أهلنا في المدينة المقدسة؛ مذكراً بالدور التاريخي للهاشميين في رعاية مقدساتها الإسلامية والمسيحية.
وقال السفير البريطاني في عمان، إدوارد أوكدن، إن بلاده ملتزمة بدعم الاستقرار والرفاه لجميع الدول، لا سيما الاردن ولبنان، مؤكدا التزام بلاده بدعم قيم الاعتدال والوسطية من خلال دعم القادة الدينيين والمواطنين لتعزيز التصالح والاستقرار والاتفاق المجتمعي.
وقال انه ومن خلال حوار الاديان يمكن للشباب مناقشة جميع الحجج التي يسوقها المتطرفون وتطوير اعمالنا ضد العنف والتطرف الذي يهدد امننا وحريتنا، مشيرا الى ان الشباب هم الاقدر على تحقيق رسائل التعايش والسلام.
وتحدثت مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتورة ماجدة عمر عن بدايات اللقاءِ الأكاديمي والفكريّ بينَ المعهدِ الملكيّ للدراساتِ الدينيّةِ ومؤسسة أديان في لبنان عامِ 2006، مشيرة الى تنوع أشكال الجهودِ المشتركة، بما يسهم في تحقيق رسالة السلام والحوار الايجابي بين أتباع الديانات والثقافات.
من جهتها، قالت مديرة معهد أديان الدكتورة نايلا طبارة، إن هذا البرنامج يأتي ضمن مشروع "تحالف الأديان لمكافحة التطرف" جوابًا لحاجة في عالمنا لمقاربة موضوعية لمجالات تشابك الدين في الحياة العامّة، وبلورة وعي ثقافي جديد، وفهم ديني متنوّر وإنسانيّ في زمن انتشار الخطابات الدينية والطائفية التي تؤجج الصراعات وتدفع إلى التطرّف والعنف احيانا.
بدورها، قالت ممثلة الخريجين علياء وجدي من جمهورية مصر العربية، لقد تخرجنا اليوم بعد ان ازددنا يقيناً بأهمية التنوع كسُنّة كونية، وقيمة إنسانية، مقتنعين بالحوار كأداة لإدارة التنوع، وعملية واعية نخاطب من خلالها الآخر، استناداً إلى الوعى بذواتنا وفق أجندة يفرضها واقعنا، ولا تفرض من غيرنا.
يشار الى ان برنامج الإسلام والتنوع وبناء السلام" برنامج أكاديمي رائد في العالم العربي"، يأتي في سياق عالميّ يتشابك فيه الدين مع الحياة العامّة ويتأثر بصراعات مرتبطة بخطاب دينيّ وطائفي وبالتطرّف العنيف، ويهدف الى الإسهام في تطوير تفكّر نقديّ، مبنيّ على أسس راسخة، وبناء قدرات الشباب والتربويين والقيادات الاجتماعيّة والدينيّة لبناء السلام وتعزيز التفاهم بهدف إدارة التنوّع الدينيّ في الحيّز العام.