في الذكرى الخالدة .. على العهد باقون

هوا الأردن - كتب الصحفي الدكتور أحمد العياصرة *
إلى الوالد .. والأخ .. والحبيب .. والرفيق .. والصديق .. عنوان حياتي .. ورمز رجولتي .. يا من كنت جزءاً من يومي ورفيق دربي إليك أشكو همي على فراقك الصعب في ذكرى رحيلك الثالثة ، عندما لبيت نداء رب العزة لتختار جواره أمناً مطمئناً بعد أن أديت فرائضه تاركاً لي المعاناة وألام الفراق ولوعة الحزن بالتعامل مع الذكريات الخالدة التي رسمتها لي في كل زاوية ومكان ومجلس وموقف ونخوة ، ذهبت وتركتني أصارع الحاقدين والمبغضين الذين يكيدون لنا العداء ، لأنك صنعت فينا النجاح والتمييز ، تركتني يا والدي أجابه بقول الحق الذي عودتني عليه في وجه أولئك المنافقين والكارهين للحق المحبين للباطل وزبانيته حتى حصدوا الخذلان الذي نشوا فيه .
والدي زمان ليس ببعيد كانت البسمة ترتسم على محياك تلك البسمة التي ادخلت في قلوبنا البهجة والمحبة والتالف والتراحم لتطرز عنوانا نبيلاً لمعاني الرجولة والشهامة .
اليوم ليس كأي يوم مر فهي الذكرى الثالثة لرحيل فخر الرجال ، والدي الشيخ سليم العياصرة أبا سلطان الذي كان عظيماً في خلقه ودينه وزهده في هذه الحياة ، اليوم ليس يوماً كباقي الأيام فهو يوم شاء الله أن يفجعنا فيه بمن نحب وأن يمتحن صبرنا بقضاء مكتوب على كل شخص فينا ولكنني لم أكن أتصور أن هذا الامتحان سيكون بفقدان والدي الذي رحل ورحلت معه تلك البسمة التي أصرت أن ترافقه في موته حتى قبره.
إنني أخاطب روحك الطاهرة في هذا اليوم ونحن على العهد ماضون لا تلين لنا قناة ولا تنحني لنا جباه كالصقور شامخين وللنجاح محققين وللتميز ساعين وهم في جحورهم جاثمين ، وأنني على يقين انك أنت الفخور بما أنجبت حافظين النهج الذي رسمته والطريق الذي سلكته مقسمين برب العزة أننا لن نحيد ، قلوبنا عامرة بالإيمان ساعين لرضا العلي الرحمن .
في ذكرى رحيلك الثالثة ، نم قرير العين سيدي ونحن على العهد في كل يوم نصلك أما بكتاب الله الذي كان جليسك أو في وصل الأيتام الذين بريتهم أو بالإحسان للفقراء والمحتاجين .
سائلين العلي القدير أن يتقبل هذه الصدقات لتكون في ميزان حسناتك ووالدتي الحنونة التي ربتنا على معاني البر بالوالدين ، اللهم انزل على قبورهم شابيب رحمتك ورضوانك ومغفرتك وانقلهم من ضيق اللحود إلى جنات الخلود وأسقهم شربة من حوض نبيك الشريف لا يظمئون بعدها وأجمعنا بهم مع زمرة النبي المصطفى على الحوض الشريف مع الأنبياء والرسل والصحابة والشهداء والصالحين .
أبي العزيز إلى روحك وروح أمي الغالية في هذه الذكرى الخالدة رسالة المحبة والإخلاص واللسان يلهج بالدعاء أن يتغمدكما بواسع رحمته ولكما ثواب واجر فاتحة الكتاب أنه سميع مجيب .
* رئيس تحرير وكالة هوا الأردن الإخبارية