هيرتسوغ يطرح 10 نقاط لحل الصراع ويبعد الدولة الفلسطينية لسنوات
طرح رئيس حزب "العمل" الإسرائيلي المعارض يتسحاق هيرتسوغ، أمس، ما اسماها "مبادرة من عشر نقاط"، نحو حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في صلبها يبعد قيام الدولة الفلسطينية لعشر سنوات على الأقل، بينما الدولة التي يطرحها على جزء من الضفة، لا تشمل القدس، كما لا يطرح كليا قضية المهجّرين الفلسطينيين من وطنهم.
وكان هيرتسوغ قد قاد قبل أكثر من عام، تغييرا في برنامجه حزبه السياسي، الذي كان يرتكز بشكل أو بآخر، على خطة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، الذي طرحه في خريف العام 2000. والبرنامج الجديد هو المشروع الذي طرحه اليمين المتطرف منذ نهاية سنوات التسعين، وقريب لما طرحه أمس.
ويقول هيرتسوغ في مقال مطول نشره أمس في صحيفة "هآرتس"، إن الشكل القائم للبناء في المستوطنات، يهدد استمرار إسرائيل كدولة يهودية، ويحولها الى دولة ثنائية القومية، وأن قانون نهب الأراضي الذي أقره الكنيست قبل ثلاثة اسابيع يصب في هذا الاتجاه. ودعا الى استمرار البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى، والتوقف عن البناء في المستوطنات الواقعة "خلف" جدار الاحتلال، الى جانب استكمال بناء الجدار من الناحية الشرقية.
ويقول هيرتسوغ، "إن السيطرة المستمرة على شعب آخر وصلت الى نقطة خطيرة تهدد طابع إسرائيل الاخلاقي وهويتها كدولة ديمقراطية". ويطرح عشر نقاط، عبارة عن خطوات، بموجبها، لن تقوم دولة فلسطينية قبل عشر سنوات على الأقل، وفي كل الأحوال ليس على حدود 1967، ولا تشمل القدس المحتلة منذ العام 1967، وبطبيعة الحال دون أي ذكر للمهجّرين الفلسطينيين، وحقهم الأساس في العودة الى وطنهم وأراضيهم وقراهم.
والنقطة الأولى التي يريدها هيرتسوغ، المصادقة من جديد على تعهدات الأطراف والمجتمع الدولي، حول أن "الهدف النهائي للدولتين اللتين تعيشان الى جانب بعضهما البعض بأمان وسلام". وثانيا، ضمان عشرات سنوات خالية مما يسميه هيرتسوغ "الإرهاب والعنف والتحريض". وثالثا، أن تواصل حكومة الاحتلال باجراءات الانفصال عن الفلسطينيين في الضفة المحتلة، من خلال استكمال بناء جدار الاحتلال، الذي يلتهب مساحات شاسعة من الضفة، بما فيها الكتل الاستيطانية، على أن يضمن الجدار للاحتلال فصل كلي لمدينة القدس عن سائر أنحاء الضفة. ورابعا، أن يجمد الاحتلال البناء في المستوطنات الواقعة خلف الجدار، واستمرار البناء في الكتل الاستيطانية.
والنقطة الخامسة التي يطرحها هيرتسوغ، تسريع النمو الاقتصادي في الضفة بوتيرة عالية، حسب تعبيره، و"إعمار مخيمات اللاجئين" في الضفة، بمعنى تثبيتهم حيث هم، وجميعهم مهجّرين منذ العام 1948. وفي النقطة السادسة، يكرر هيرتسوغ مطلبه من الجانب الفلسطيني، بوقف ما يسميه الاحتلال "إرهابا"، والعمل على انجاز توافق داخلي يشمل الضفة وقطاع غزة. وسابعا، أن يعمل الجانبان الفلسطيني والفلسطيني على اعادة اعمار القطاع وبناء ميناء واعادة الترتيبات الأمنية. بينما في النقطة الثامنة يستمر جيش الاحتلال في الانتشار في كافة أنحاء الضفة المحتلة.
ويقول هيرتسوغ في النقطة التاسعة، إنه "مع مرور الوقت المحدد، على فرض أن العنف سيتلاشى في هذه السنوات، يتم الشروع بمفاوضات المباشرة، بغطاء من دول المنطقة والمجتمع الدولي بدون شروط مسبقة وبجدية وتصميم، من اجل السير باتجاه اتفاق السلام الكامل والنهائي وحل المسائل المختلف فيها، ومن ضمن ذلك رسم الحدود الدائمة وانهاء المطالب وانهاء الصراع". وتتضمن النقطة العاشرة، مطلب الدعم من دول المنطقة، كجزء من خطوات اقليمية داعمة.