اصدار كتاب جديد مميز في ادارة الموارد البشرية

تتسارع في الألفية الثالثة ثورة معرفية وتكنولوجية لا ترأف بالمتخلفين عنها أو الغافلين عن أهميتها حاضراً أو مستقبلاً، وملامح نظام عالمي جديد بدأت تتشكل أبعاده في ظل عالم تلاشت الحدود بين دوله؛ بفعل التغيرات المتسارعة في عناصر البيئة الداخلية والخارجية، والنمو الكبير في تقنيات وأدوات وأساليب الاتصال، وانتشار المعرفة؛ الأمر الذي جعل المنظمات على اختلافها أمام تحديات كبيرة في البقاء والنمو وتحقيق الميزة التنافسية من خلال المزج الصحيح بين مواردها المختلفة والتي يعتبر الإنسان أهمها، حيث تعتمد كفاءة الانجاز لعناصر الإنتاج مجتمعة على كفاءة العنصر البشري المستخدم باعتباره خياراً استراتيجياً لإنجاح المنظمة والعمل.
هذه التغيرات التي عظمت من الدور الفاعل الذي يلعبه الانسان على مستوى المنظمة؛ ضاعفت الاهتمام بالعنصر البشري كمورد هام من موارد المنظمة سواءً من خلال الاختيار أو التأهيل والتنمية والتطوير ليتواءم مع المتغيرات المتسارعة في البيئتين الداخلية والخارجية التي تنعكس على الأعمال والوظائف القائمة في المنظمة.
وعليه، فقد دأب رواد الفكر الاداري المعاصر على الاهتمام بالموارد البشرية من خلال البحث والدراسة والتنقيب عن كل ما من شأنه أن يعظم الدور الإنساني ويزيد من كفاءة وفاعلية العنصر البشري سواءً كان ذلك على المستوى الأكاديمي (التعليمي) من ناحية أو على مستوى إدارة المنظمات (التطبيقي) من ناحية أخرى، وقد استطاعت المنظمات التي تبنت عملية الاهتمام بالعنصر البشري وتفعيله من تحقيق نجاحات كبيرة على مختلف مستويات المنظمة والدولة؛ الأمر الذي عزز من مبدأ الاستثمار بالإنسان على المستوى المجتمعي وبالعاملين على المستوى التنظيمي، وذلك من خلال تبني أساليب إدارية توفر للأفراد فرص النمو والتنمية وتعزز قدراته وتوجهاته نحو العمل وتضمن له الحقوق الوظيفية المختلفة التي توفر له حياة كريمة تحسن وتعظم من إنجازه كماً ونوعاً؛ نظراً لما تحققه هذه النظم من تجذير لعوامل الرضا تجاه العمل والتميز في الأداء.
ولقد جاء هذا الكتاب الذي تميز بمضامينه النظرية والتطبقية في نفس الوقت ليسلط الضوء على أهمية العنصر البشري ودوره كعنصر مهم من عناصر العملية الإنتاجية وينسجم مع التوجهات العالمية في التركيز على الإنسان لتحسين مستوى معيشته أولاً ومستوى أدائه ومخرجاته ثانياً، حيث يقع هذا الكتاب في أحد عشرفصلاً تراوحت بين مكانة الموارد البشرية في الأديان السماوية والتخطيط للموارد البشرية والاعلان عن الوظائف والاختبار والاختيار وعمليات الاستقطاب والتعيين والتدريب والتقييم والحماية وأنظمة الأجور والرواتب والعلاقات الصناعية، آملين أن يشكل هذا النتاج الفكري إضافة نوعية إلى المكتبىة العربية، يتيح للزملاء، والمدرسين، والطلبة، والمهتمين بموضوع الموارد البشرية المادة المناسبة التي نأمل أن تثري دراساتهم وأبحاثهم وبرامجهم التعليمية والتدريبية.
المؤلفون
د. عاكف لطفي الخصاونه، واخرون 2017/ جامعة البلقاء التطبيقية