بالصور .. ندوة حوارية في "الشرق الاوسط" تعرض لأوضاع الطلبة الوافدين في الجامعات الأردنية
برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عادل الطويسي، وبحضور رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها الأستاذ الدكتور بشير الزعبي عقدت ندوة حوارية اليوم في جامعة الشرق الأوسط بعنوان "الطلبة الوافدون – نحو آفاق أرحب" حضرها رؤساء وممثلي الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة ، وعدد من الملحقين والمستشارين الثقافيين العرب.
و في هذا الصدد قال الأستاذ الدكتور عادل الطويسي خلال الندوة الحوارية إن وجود الطلبة الوافدين ودراستهم في أي جامعة في العالم له أهمية تتجلى في تعزيز البعد العالمي للجامعة على مقاييس التصنيفات العالمية المرموقة والتي تزداد بزيادة أعداد ونسبة الطلبة الوافدين فيها ، بالإضافة الى المساهمة في رفع الإيرادات المالية للجامعة، ورفع مجمل الدخل المحلي للدولة، وفتح المجال لطلبة العلم بالتلاقح الثقافي والإطلاع على الثقافة الأردنية والعربية، و تمثيل الطلبة الوافدين في الجامعات الأردنية سفراء لبلدانهم في الأردن و سفراء للأردن في بلدانهم بعد التخرج.
وبين الدكتور الطويسي أن الجامعات الخاصة تتفوق في مجال استقطاب الطلبة الوافدين عن الجامعات الرسمية إذ تبلغ النسبة العامة للطبة الوافدين في الجامعات الأردنية حوالي 14 % لكنها لا تزيد عن 8% من الجامعات الرسمية ، مشددا على أن أهم العوامل المستقطبة للطلبة تتمثل في جودة التعليم وتوفر التخصصات ذات الأهمية لاحتياجات البلد والأمن والأمان وحسن المعاملة وتسير الإجراءات، وكلما توافرت هذه العوامل زاد جذب استقطاب الطلبة الوافدين.
وأشار إلى أن عدد الطلبة الوافدين في الأردن يبلغ حوالي 41 ألف مما يسهم بحوالي 2.5 % من زيادة مجمل الناتج المحلي في المملكة ، مؤكدا أن الوزارة شرعت بإنشاء بنية تحتية من خلال تأسيس مديرية شؤون الطلبة الوافدين بقسمين متخصصين بالاستقطاب و نافذة الخدمات الموحدة لزيادة الاستقطاب بالطرق التقليدية والالكترونية، واستحداث قسم نافذة الخدمات الموحدة لخدمة الطلبة، وتطمح الوزارة الى زيادة أعداد الطلبة الوافدين الى 70 ألف طالب في نهاية عام 2020 لترتفع نسبة المساهمة في الناتج المحلي الى 5%.
وأضاف الدكتور الطويسي أن الجامعات الأردنية أمام مهام ومسؤوليات للمساهمة في تحقيق الخطة التي أقرها مجلس الوزراء قبل أكثر من عام لزيادة استقطاب الطلبة الوافدين في الجامعات الأردنية ، محفزا رؤساء الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة على أن الوزارة تنتهج إجراءات لتفعيل دور الجامعات الأردنية لعل أبرزها إقامة وتنظيم اول معرض مشترك للجامعات الأردنية والذي سيقام في دولة الكويت في نيسان المقبل.
من جهته أشار رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها الأستاذ الدكتور بشير الزعبي أن هيئة الاعتماد شريك أساسي مع مؤسسات التعليم العالي في عملية استقطاب الطلبة ، وأنها تنتهج عدة إجراءات لإستقطاب الطلبة أبرزها تقديم برامج ذات جوده عاليه إذ قامت الهيئه بالانتقال بمعاييرها من حالة التركيز على مدخلات التعليم الى حالة التركيز على المدخلات والعمليات، و المخرجات معا ، وذلك من خلال تطوير معايير الاعتماد الخاص للبرامج الى معايير اعتماد خاص اولي وبرامج ذات جوده عاليه.
وأكد الدكتور الزعبي بأن الهيئة قامت بتطوير معايير التعلم الالكتروني ،وتطوير معايير الاعتماد للبرامج المشتركه والمستضافه مما يسهل على الجامعات الاردنيه استضافة برامج من جامعات عالمية مرموقة مما ساهم في استقطاب طلبه من خارج الأردن على هذه البرامج ، كما بين أن الهيئه تعمل مع وزارة التعليم العالي لجذب الاستثمارات في مجال التعليم العالي وتشجيع الجامعات الاجنبيه على فتح فروع لها داخل الأردن وبالتعاون مع الجامعات الاردنيه.
وأضاف بأن الهيئة بصدد وضع إطار وطني للمؤهلات والذي يعمل على تسهيل انتقال الطلبة سواء بين الجامعات الأردنية أو من الجامعات الأردنية إلى الجامعات خارج المملكة عند تحقيق الخطط الدراسية لمتطلبات المعرفة والمهارات والكفايات، مما يسهل انتقال الطلبة الوافدين الى الجامعات الأردنية.
بدوره قال الدكتور يعقوب ناصر الدين إن التعليم مصان ومتابع بقرار سياسي من رأس الدولة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ورؤيته حول ضرورة الاهتمام بالتعليم وتطويره وتجويد مخرجاته حتى يتلاءم مع متطلبات التنمية الشاملة ، ويستجيب لحاجة السوق ، ويزيد من فرص الإبتكار والإبداع والتميز.
وأكد الدكتور ناصرالدين أن الجامعات الأردنية كافة مرخصة ومعتمدة اعتمادا عاما وخاصا وتخضع لمراجعة دورية من هيئة الاعتماد الأردنية وضمان جودتها.
وشدد الدكتور ناصرالدين بأنه يقع على عاتق السفارات والملحقيات الثقافية الأردنية في الخارج مسؤولية الترويج للجامعات الأردنية كافة ضمن الامكانيات والقنوات المتاحة ، من خلال تشجيع إقامة معارض للجامعات مبينا أهمية التشاركية بين القطاعين العام والخاص لتحقيق هذا الهدف الذي من شأنه النهوض بالإقتصاد الوطني.
وبين الدكتور ناصرالدين أن جسم التعليم العالي في الأردن هو جسم واحد يختلف باختلاف ميزاته التنافسية ما جعله يحظى بسمعة أكاديمية مرموقة إقليميا وعالميا.
وجرى خلال الندوة الحوارية نقاش موسع انصب على عدة قضايا تتعلق بالطلبة الوافدين وسبل زيادة عددهم من خلال اتخاذ اجراءات تصحيحية ، إذ طرح رؤساء الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة عدة قضايا تمثلت بضرورة إعادة النظر بالنسبة المتعلقة بجذب الطلبة الوافدين ونسبة أعضاء الهيئة التدريسية من الوافدين، وإعادة النظر في الخطط الدراسية لتتماشى مع طموحات الطلبة الوافدين.
وطرح رؤساء الجامعات أيضا ضرورة تمثيل الطلبة الوافدين في مجالس الطلبة في الجامعات ،وإنشاء وحدة في عمادة شؤون الطلبة لتقديم تسهيلات السكن والنقل و العلاج والترفيه و الموافقات الحكومية، وتنظيم يوم خاص بالجاليات لدمج الطلبة الوافدين بالجسم الطلابي في الجامعات .
كما تساءل رؤساء الجامعات عن مدى التنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والجامعات حول امتحان الثانوية العامة والذي سيعقد لمرة واحدة مما يبرز اشكالية في نظام الجامعات التي تعمل ضمن ساعات معتمدة وليس نظام سنوي.
ومن جهتهم عرض الملحقيين والمستشارين الثقافيين العرب لأبرز القضايا التي تهم طلبتهم المتعلقة بأسس القبول في التخصصات الاكاديمية وضرورة تفعيل دور عمادات شؤون الطلبة والقبول والتسجيل في الجامعات والانفتاح أكثر على الطلبة الوافدين والوقوف على قضاياهم ، وتفعيل دور الإرشاد الاكاديمي في الجامعات ،وعقد لقاءات دورية مع الطلبة الوافدين وملحقيات بلدانهم ،وضرورة تعيين ضباط ارتباط لتقديم تسهيلات للطلبة الوافدين ومتابعة شؤونهم من معاملات رسمية ، وتعزيز دور مكاتب الإرتباط .
و ناشد الحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس هيئة الاعتماد بضرورة إيجاد مصفوفة لاعتماد الجامعات الأردنية في دول الاقليم والعالم ، للاعتماد بالمثل ، وانتهاج سياسات وقرارات مرنة لتعزيز وزيادة استقطاب الطلبة العرب والوافدين.
من جهتهم أبدى الدكتور الطويسي ، والدكتور الزعبي اهتمامهم بالقضايا المطروحة وأوصوا بضرورة الخروج بتوصيات عملية قابلة للتطبيق ، فيما أثنى الحضور من رؤساء الجامعات الأردنية والملحقين الثقافيين والمستشارين العرب على تفاعل وتجاوب معالي الوزير الأستاذ الدكتور عادل الطويسي وعطوفة الأستاذ الدكتور بشير الزعبي .