الفوسفات : شريك إستراتيجي بدلاً من مالي والإدارة للأردنيين
هوا الأردن -
صفقة إستحواذ شركتين هنديتين لحصة شركتي كاميل هولدنج المملوكة لوكالة استثمار بروناي وحجمها 37% من أسهم الشركة , ناجحة بمقاييس إحلال شريك إستراتيجي في محل شريك مالي وهو مطلب إتفقت الأوساط الشعبية والإقتصادية عليه , لكن النجاح الأكيد في إحداث نقلة نوعية في الشركة من حيث الإنتاج والأداء المالي مرتبط بمدى تقدم الخطط والبرامج التي توصلت اليها تفاهمات بين الشركة والحكومة من جهة والشركاء الجدد من جهة أخرى .
الحكومة وإدارة الشركة تابعت مراحل الصفقة من أولها وحتى تنفيذها , والمفصل الأهم فيها هو قرار لمجلس الوزراء بإلغاء كافة الامتيازات التي كانت تتمتع بها وكالة بروناي للاستثمار وعدم نقل هذه الامتيازات الى الشريك الجديد أكان حق التعدين أو الإدارة أو أي امتياز آخر كان قد منح لوكالة بروناي للاستثمار,وهو ما قوبل بتفهم الشركاء الجدد الذين يبدو أنهم سيتخلون عن مهمة الإدارة التنفيذية للجانب الأردني في الشركة.
إلغاء حق الأولية الممنوح لوكالة بروناي لا يعني أن الحكومة تفكر أو تعتزم منح رخص جديدة للتعدين الفوسفات لغير الشركة بل على العكس فإن منح الشركة مناطق إمتياز جديدة مرتبط بتحسن أداءها المالي ، والصفقة أيضا لم تضف أية شروط كما أن الشركاء الجدد سيحتكمون للقوانين الأردنية سارية المفعول في حال نشوب أية خلافات .
أما عدالة السعر فهو ما يحدده البائع والمشتر , لكن معادلة التسعير قامت على أساس متوسط سعر السهم منذ بدء المفاوضات وحتى تنفيذ الصفقة وليس على أساس القيمة الدفترية للسهم والذي تحدده عوامل عديدة ليست بالضرورة أن تكون في مجملها واقعية من حيث القيمة التاريخية للاصول والخصوم التي على الشركة والفرق بين أصول الشركة بما في ذلك الأصول الثابتة والمتحركة والنقدية وبين ديونها بما ذلك قروضها والرواتب والالتزامات للممولين وللبنوك , لكن فارق سعر البيع عن سعر الشراء بلغ 180 فلسا للسهم الواحد وهو فارق بسيط حققته وكالة بروناي التي دامت شراكتها مع الفوسفات 12 عاما في صفقة شكلت مكاسب جديدة للأردن من ناحية دخول مستثمر جديد من جهة والبدء بتطوير الشركة فنيا وتسويقيا لتطوير صناعة الأسمدة في الأردن وتحسين كفاءة الإنتاج وتعزيز خطط الشركة وتوسعها في الإنتاج والتصدير وتشكيل كتلة اقتصادية وشراكة استثمارية استراتيجية تضع الأردن في المرتبة الثالثة من حيث التنافسية في قطاع الفوسفات والأسمدة من جهة أخرى .
الصفقة حولت طبيعة شركاء الشركة من ممولين الى استراتيجيين اصحاب مصلحة في تطوير صناعة الفوسفات ومنتجاتها من الأسمدة الخاصةعلى قاعدة من المعرفة والتكنولوجيا والخبرة الفنية التي يمتلكها في الهند والتي يقدر انتاجها بحوالي (4.2) مليون طن سنوياً من الأسمدة بالإضافة الى استثماراته وشراكته مع دول أخرى في هذا المجال كعٌمان والسنغال .
التوقعات بالنسبة لنتائج الشراكة في النصف الأول أفضل بكثير مما كانت عليه في العام الماضي ما سيؤهل الشركة الى الإنتقال من الخسارة الى الربحية مع نهاية العام وبالتالي تعزيز خيار إمكانية عودتها الى توزيع أرباح على المساهمين بعد إنقطاع نحو خمس سنوات . الراي