تربويون: فاجعة البحر الميت تتطلب نهجاً جديداً في تنظيم الرحلات المدرسية

أكدت فاعليات تربوية في لواء بصيرا على أنه آن الأوان لاتخاذ مزيد من الإجراءات والتعليمات فيما يخص الرحلات المدرسية.
وقالت ان الرحلات المدرسية يجب ان تكون ذات طابع علمي ومعرفي أكثر من كونها طابعا ترفيهيا ، ولوجهات محددة مسبقا من قبل وزارة التربية والتعليم، ويُتخذ لتنظيمها إجراءات احترازية تهدف إلى حماية المشاركين فيها من أي خطر قد يواجههم.
وجاءت هذه الدعوات بعد فاجعة البحر الميت التي راح ضحيتها طلبة مدرسة خلال مشاركتهم في رحلة مدرسية رغم تحذيرات دائرة الأرصاد الجوية طوال الأسبوع الماضي من منخفض جوي.
وقال وزير التربية السابق د.فايز السعودي» لقد تأثرت كثيرا على حادثة أبنائي الطلبة في منطقة البحر الميت وقض مضجعي خبر وفاتهم،وأعزي ذويهم ومدرستهم على هذا المصاب الجلل». وأعرب عن امله أن تكون هذه الحادثة سببا لاتخاذ مزيد من الاجراءات الاحترازية في المستقبل، لحماية الطلبة من أي مكروه قد يصيبهم -لا قدر الله- وتكون الرحلات المدرسية متنفسا حقيقيا للطلبة للترفيه والتعلم والتعرف على هذا الوطن الحبيب بعيدا عن الأخطار التي قد تلحق بهم».
من جانبه قال مدير التربية السابق صالح الحجاج أن الهدف الأسمى من تنظيم الرحلات المدرسية هو دمج الطلبة مع المكنون الأردني الطوبوغرافي والمعرفي وإعطاء الطلبة المشاركين في الرحلة المدرسية تصورا معرفيا بحتا عن المناطق التي يتم زيارتها.
وأضاف الحجاج،أن الرحلات المدرسية يجب أن تتسم بالتنظيم والعمل وفق برنامج زمني ومكاني محدد ويتم إخضاع البرنامج لإدارة المدرسة أو مدير تربية المنطقة إن لزم الأمر، وذلك لتحديد إيجابيات وسلبيات الرحلة التي يمكن أن تواجه الطلبة خلال السفر والأهداف المرجوة من هذه الرحلة التي يجب أن توثق بالنقاط لتكون ذات طابع منتظم ودقيق وفيه من السلامة العامة ما يكفي لحماية الطلبة والمعلمين والسائق معا من أي مكروه قد يحدث لهم.
هاشم السفاسفة،مدير مدرسة سابق، قال أنه لم يكن يوافق خلال إدارته لإحدى المدارس على الرحلات غير المنظمة والتي كان يشعر أن الهدف منها هو التسلية والترفيه فقط ولا تتضمن هدفا علميا ومعرفيا يستفيد منه الطلبة.
وأضاف السفاسفة أن الرحلة ذات مسؤولية خطرة وكبيرة على المعلمين المرافقين لها وذلك لأنهم مسؤولون عن حماية أرواح الطلبة المسافرين وحفظهم من أي مكروه قد يحدث ومعنيون بإيصالهم إلى منازلهم سالمين مما يعني أن من يريد تحمل هذه المسؤولية يجب أن يكون على قدر كبير من الجدية والانتباه والاهتمام والحرص والتنظيم.
من جانبه قال المشرف محمد المزايدة أن طغيان هدف الترفيه على بعض الرحلات المدرسية باتت ظاهرة مقلقة على هذا الملف وذلك لأن الطالب له الحق في الاطلاع على تاريخ المناطق الأردنية ومضمون إرثها وزيادة مخزونه المعرفي عن تفاصيل المناطق التي يزورها العلمية والأثرية والطبيعية بشكل أكبر من أن يترفه فيها.
وأوضح سائق باص عمومي علي الرفوع أنه شارك في العشرات من الرحلات المدرسية ويحاول دائما أن لا تزيد سرعة حافلته عن ٩٠كم/الساعة وذلك لأنه مدرك تماما أن معه ٢٠ طفلا بريئا ينتظر اولياء امورهم عودتهم بفارغ الصبر آخذا كافة التدابير والاحتياطات اللازمة لتجنب أي مكروه قد يحدث على الطريق.
وتقدمت فاعليات شعبية وشبابية ورسمية في لواء بصيرا بأصدق مشاعر المواساة لذوي الطلبة المتوفين سائلين المولى جلت قدرته أن تكون هذه الفاجعة هي بداية لنهج جديد في تنظيم الرحلات المدرسية والعمل على توفير كافة سبل السلامة للطلبة المشاركين فيها ليعودوا إلى منازلهم سالمين.