آخر الأخبار
ticker البنك العربي الاسلامي الدولي يجري تجربة إخلاء لمبنى الإدارة العامة ticker البنك الأهلي الأردني يتوّج بجائزة "أفضل موقع إلكتروني مصرفي في الأردن لعام 2025" من مجلة Global Brands البريطانية ticker زين الأردن تزوّد "جو بترول" بخدمات الاستضافة المشتركة ticker أورنج الأردن ترعى هاكاثون "X META CTF" لتعزيز مهارات الشباب في الأمن السيبراني ticker Zain Great Idea يجمع نُخبة من الخُبراء الدوليين لتوجيه المُبادرين واستكشاف فرص النمو للشركات الناشئة ticker زين الأردن تجدّد دعمها للمشروع الوطني لمراقبة نوعية المياه عن بُعد ticker تقرير يتحدث عن مشاركة حماس في تشكيل الحكومة بغزة ticker بالاسماء .. أمانة عمّان تُنذر 19 موظفًا بالفصل ticker بالاسماء .. وزارة التنمية تحل 41 جمعية ticker النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الأردن للعام المقبل إلى 3% ticker الخزاعي: العنف الجامعي يهدد بحرمان الاقتصاد الأردني من 700 مليون دينار ticker الأردن .. الأهلي يرفض المشاركة في دوري السلة ticker انخفاض أسعار الذهب محليًا في تسعيرة ثالثة .. وغرام عيار 21 بـ 86.5 دينارًا ticker اتحاد المزارعين الأردنيين : لامبرر لاستيراد الزيت ticker أمير قطر يدين خرق إسرائيل المستمر وقف إطلاق النار في غزة ticker 986 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار ticker الجمارك تدعو الأردنيين لاغتنام الفرصة قبل تشرين الثاني ticker الأمن: القبض على سارق 5 ملايين درهم إماراتي من زوجته ticker "مياهنا": صيانة أي خط رئيسي تستوجب تفريغه أولا ticker الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة

عندما يلتقي التعصب القومي مع الديني

{title}
هوا الأردن - د. يعقوب ناصر الدين

ما أعنيه ليست نواقيس كنائس مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية التي ارتكبت فيها مجزرة بشعة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المسلمين المهاجرين فيها أثناء تأديتهم لصلاة يوم الجمعة الماضي ، وإنما نواقيس الخطر التي تدق لتنذرنا بأن الكراهية هي التي تهدد البشرية أكثر من أي شيء آخر !

اسم المدينة بالعربية يعني " كنيسة المسيح " وهي واحدة من أهم مدن نيوزيلندا التي يطلق عليها "بوابة القارة القطبية" ، ويبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون من أصل خمسة ملايين نسمة ، منهم خمسون ألفا من المسلمين الذين قدموا إليها من دول العالم الإسلامي ، بما فيها الأردن الذي يوجد له من بين الضحايا أربعة شهداء وعدد من الجرحى ، وما أصابه ليس محددا بضحاياه من الشهداء الأبرار وحسب ، بل من فداحة الاعتداء الذي استهدف الإسلام من ناحية ، واستهدف موقف الأردن من التطرف والإرهاب ، ودعوته التي جسدها الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة  بمبادرة من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين من ناحية ثانية .

قبل ذلك أطلق الأردن  "رسالة عمّان " التي دعت دول العالم الإسلامي إلى تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن صورة الدين الإسلامي الحنيف ، وذلك في مواجهة التشويه والضرر والإساءة التي يتعرض لها نتيجة أفعال الخوارج والمنظمات الإرهابية ، وخطاب التعصب والتطرف ، ثم ألحقها بمبادرة " كلمة سواء " التي جاءت على خلفية محاضرة البابا بندكت السادس عشر في جامعة ريغنسبورغ الألمانية عام 2006 ، اقتبس فيها أقوالا مسيئة للإسلام ، مما عرضه لانتقاد قوي من مسلمين ومسيحيين على حد سواء ، ودعت تلك المبادرة إلى تحديد أرضية مشتركة للاحترام وللحوار بين المسلمين والمسيحيين ، بما يحقق السلام العالمي والتعايش والوئام بين البشر .

وفي خطابه أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015 وصف جلالة الملك ما يشهده عالمنا المعاصر أنه بمثابة حرب عالمية ثالثة تفرض على المجتمع الدولي جهدا جماعيا على مختلف الجبهات ، وحدد سبع خطوات للعمل المشترك تتلخص في ضرورة العودة إلى الجوهر والروح المشتركة بين الأديان ، وتغيير لغة الخطاب السائد ، ونشر قيم التسامح والاعتدال ، وصناعة مستقبل أكثر أمنا وقوة ، يسوده التعايش والسلام والازدهار لجميع الشعوب.

خلف ذلك كله تظهر الحقيقة الصادمة للجميع ، حين نبحث في الأسباب التي لا يشكل فيها الدين العنصر الأوحد للتطرف وعدم قبول الآخر ، أي العوامل التي تفسر ظاهرة اليمين المتطرف والمتنامي في أوروبا والعالم الغربي عموما ، ولو بدرجات متفاوتة ، بأبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وهي ظاهرة متصاعدة منذ عشرين عاما ، تلفت انتباه الباحثين الذين يعتقدون بأن العناصر المشتركة بينها تقوم على العداء للأجانب ، ورفض التعددية الثقافية ، والدفاع عن الهوية القومية ، فكيف يكون الحال عندما يلتقي التعصب القومي مع التعصب الديني ، مع التناقض مع الديموقراطية والنظام الرأسمالي ؟

نيوزيلندا التي تتبع التاج البريطاني ، شأنها في ذلك شأن أستراليا وكندا ليست بعيدة عن اليمين المتطرف كحركة نخبوية أو شعبوية ، وأوروبا لم تعد بعيدة مثلما كنا نظن عن العودة إلى الجذور والأفكار الثقافية والأيديولوجية التي سادت أوروبا حين هيمنت الفاشية والنازية والقومية المتطرفة النصف الأول من القرن التاسع عشر ، نحن في الواقع أمام اختبار أخير لمدى قدرة العالم على إقامة منظومة أخلاقية جديدة تعيد للبشرية إنسانيتها ، وإلا فالحرب العالمية الثالثة بمعناها الإستراتيجي والعسكري على يد أولئك الذين تعمي الكراهية عقولهم وأعينهم ، وفي غفلة من أولئك الذين يظنون أن ما حدث في " كرايستشيرش" مجرد عمل إرهابي !

تابعوا هوا الأردن على