إطلاق برنامج أردني الأول من نوعه لدراسة الحركة الإسرائيلية
هوا الأردن -
في خطوة لافتة ومختلفة، أعلن معهد السياسة والمجتمع، عن فتح الباب أمام الباحثين الشباب لطلب الانضمام إلى برنامج "عدنان أبو عودة لدراسات الحركة الاحتلالية وإسرائيل – عين". ويسلط البرنامج الضوء على السياقات التاريخية، الأيديولوجيات، الشخصيات الرئيسية، والآثار السياسية والاجتماعية للحركة ونشوء إسرائيل، وتداعيات ذلك على واقع إسرائيل اليوم سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا ودورها في المنطقة وتأثير اللوبيات في توجيه السياسات العالمية لصالحها، كما يتطرق البرنامج بشكل مكثف إلى تأثير ذلك على القضية الفلسطينية والأردن والمنطقة العربية.
وبحسب المديرة التنفيذية للمعهد، رشا سليم، فإن هذا البرنامج الذي يجمع ما بين العلمي والعملي يقدمه المعهد بهدف إعداد مجموعة من الخبراء والمختصين من الشباب الباحثين الأردنيين ليكونوا على درجة عالية من الفهم المعمق لجذور وأهداف وتطور الاسرائيلية كحركة وأيديولوجية منذ نشأتها وحتى العصر الحديث، كما يهدف البرنامج إلى بناء قدرات الباحثين المعرفية بطريقة علمية ومنهجية في الشأن الإسرائيلي من زوايا متعددة، وأن البرنامج يستهدف الباحثين الراغبين بتوجيه مسارهم البحثي نحو حقل الدراسات الإسرائيلية.
وأضافت سليم، إن البرنامج وضع خطة مكونة من مجموعة من الوحدات الدراسية ليتم تدريسها على شكل ورشات تدريبية ومحاضرات وجلسات حوارية، أشرف عليها لجنة توجيهية مكونة من مجموعة من الباحثين والخبراء، وأضافت أن البرنامج سيوفر للباحثين المشاركين تدريس اللغة العبرية لعدة مستويات، كما عمل المعهد على توفير مكتبة خاصة لمجموعة من المراجع العلمية المتعلقة بدراسة الحركة الدينية وإسرائيل.
يرتبط توقيت إطلاق البرنامج، وفق المستشار الاكاديمي لمعهد السياسة والمجتمع، د. محمد أبو رمان، باللحظة التاريخية الراهنة، وبضرورة وجود رؤية أردنية أكثر عمقاً ودقة للتحولات الخطيرة التي تجري في إسرائيل، بخاصة مع التحولات الديمغرافية- الثقافية وصعود اليمين الإسرائيلي المتطرف ، وتراجع إن لم يكن تبخر مشروع التسوية السلمية، وهذا وذاك يرتبط ايضاً بحالة إقليمية تتسم بالفوضى والترويج لمشروعات تطبيع إقليمي وإدماج إسرائيل في المنطقة، وهو ما يستدعي أيضاً تحليل وقراءة خارطة اللوبي الاسرائيلي العالمي والإقليمي.
وحول اختيار معهد السياسة والمجتمع اسم عدنان أبو عودة للبرنامج و "عين" كشعار له، يجيب مدير قسم الأبحاث في المعهد، عبدالله الطائي، إن السبب وراء إطلاق هذا الاسم يكمن في شخصية الراحل أبو عودة السياسي ورجل الدولة المفكر، والذي لطالما كان يرى بأن دراسة الحركة الاسرائيلية بتعمق هو المسار الصحيح نحو فهم السياسات الإسرائيلية على المستوى الداخلي والخارجي.
ويضيف "أما في تسمية "عين" فهو يعبر عن الإنسان الذي يملك الرؤية الفاحصة والبصيرة والمدرك بعمق والمتبصر لما يجري من حوله، في ظل المخاطر والتحديات التي يتعرض لها الأردن والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالشأن الإسرائيلي، على حد وصفه.
وعن طبيعة البرنامج قال الطائي، إن البرنامج سيركز على مجموعة مختارة بعناية من الباحثين والباحثات تحت سنة الأربعين عامًا، يتراوح عددهم بين 8 – 10 باحثًا وباحثة لكل فوج، ويتطلب من الراغبين بالانضمام الالتزام العالي لتحقيق أهداف البرنامج، وينقسم البرنامج إلى المرحلتين؛ الأولى، هي بناء القدرات المعرفية وتطوير المهارات البحثية، أما الثانية، فسيركز على أن يطبق الباحثون مخرجات المرحلة الأولى ويكونوا قادرين على إنتاج المعرفة بطرق تراعي تطور الأدوات والأساليب.
يُذكر أن معهد السياسة والمجتمع، هو معهد تفكير أردني مستقل، يسعى إلى تحقيق الأمن والازدهار في الأردن والمنطقة، وينطلق من مبدأ المصالح الوطنية الأردنية العليا، ويعمل بشكل مستمر على تطوير قدرات الباحثين وتمكينهم.