نتنياهو يطلب من عباس تهدئة الضفة خشية انتفاضة ثالثة
هوا الأردن - طلب مبعوث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس امس تهدئة موجة التظاهرات في الضفة الغربية خشية اندلاع انتفاضة ثالثة، فيما قرر ثلاثة آلاف معتقل فلسطيني في اسرائيل تنفيذ يوم اضراب عن الطعام احتجاجا على وفاة معتقل فلسطيني شاب ادت الى صدامات في الضفة الغربية.
وقال مسؤولون اسرائيليون في بيان ان «اسرائيل قدمت طلبا واضحا الى السلطة الفلسطينية بتهدئة اراضيها» عبر مبعوث نتانياهو الخاص اسحق مولخو.
واشار البيان الى ان نتانياهو ايضا امر بتحويل الرسوم الضريبية لشهر كانون الثاني التي تجمعها اسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية بعد ان احتجزتها.
وتابع «وحتى لا يكون عدم دفع اموال الضرائب التي تجمعها اسرائيل للفلسطينيين حجة للسلطة الفلسطينية بعدم تهدئة الوضع في مناطقها فان نتانياهو امر بتحويل اموال شهر كانون الثاني».
وكانت اسرائيل حولت الشهر الماضي اموال الضرائب لشهر كانون الاول للسلطة الفلسطينية لمساعدتها في ازمتها المالية.
وياتي ذلك تزامنا مع اضراب حوالى ثلاثة آلاف معتقل فلسطيني في اسرائيل عن الطعام امس احتجاجا على وفاة معتقل فلسطيني شاب ادت الى صدامات في الضفة الغربية.
ولم يكن عرفات جرادات (30 عاما) بين الاسرى الاربعة الذين يقومون باضراب طويل عن الطعام في اسرائيل، والذين ادى تحركهم الى تظاهرات تضامنية كبيرة في الايام الاخيرة. لكن وفاته يمكن ان تؤدي الى تفاقم الوضع المتوتر اصلا.
وذكر شهود عيان ان متظاهرين في قريته وقطاعات اخرى من مدينة الخليل رشقوا صباح امس قوات الامن الاسرائيلية بالحجارة. التي ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية، كما قال الشهود الذين لم يتحدثوا عن اصابات.
وقال الناطق باسم ادارة السجون الاسرائيلية سيفان وايزمن ان «حوالى ثلاثة آلاف معتقل اعلنوا انهم سيرفضون الوجبات الغذائية».
واعلن نادي الاسير الفلسطيني السبت ان عدد المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون اسرائيل ارتفع الى 11 مع انضمام سبعة معتقلين الى اربعة اخرين مضربين عن الطعام منذ مدة طويلة.
وتوفي جرادات السبت بسبب «وعكة صحية» في سجن مجدو شمال اسرائيل، حسبما ذكر جهاز الامن الداخلي (شين بت) الذي كان يستجوبه.
واعتقل هذا الاسير البالغ من العمر ثلاثين عاما والاب لولدين، في 18 شباط بعد صدامات قرب مستوطنة كريات اربع القريبة من الخليل حيث جرح اسرائيلي في 18 تشرين الثاني 2012.
وبعيد اعلان وفاته، جرت صدامات قصيرة بين الفلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية في الخليل في الضفة الغربية.
وعنونت صحيفة «اسرائيل هايوم» الاسرائيلية التي تعد قريبة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو «احذروا اعمال الشغب»، مشيرة الى «توتر داخل ادارة اجهزة الامن التي تخشى حدوث اضطرابات وصدامات» بعد وفاة المعتقل الفلسطيني.
من جهتها، اكدت صحيفة معاريف ان «الجهاز الامني باكمله وخصوصا ادارات السجون في حالة تأهب معززة «.
وكان الفلسطينيون حملوا السبت اسرائيل مسؤولية وفاة المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات (30 عاما) التي عزتها اجهزة الامن الاسرائيلية الى «وعكة صحية».
وقد اكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض انه «صدم» بوفاة جرادات مطالبا السلطات الاسرائيلية بكشف «الاسباب الحقيقية» التي ادت الى وفاته.
وفتحت الشرطة الاسرائيلية تحقيقا في ظروف وفاته التي نجمت عن ازمة قلبية على الارجح، كما ذكرت ادارة السجن.
وقال فياض في بيان مساء السبت انه «في كل الاحوال لا يمكن اعفاء الاحتلال من المسؤولية اذ لا يمكن فصل واقعة الوفاة عن كونها وقعت في ظروف اعتقال، وفي سجون الاحتلال داخل اسرائيل».
بدورها، حملت حكومة حماس المقالة في غزة اسرائيل مسؤولية «استشهاد الاسير عرفات جرادات». وقال المتحدث باسم حكومة حماس طاهر النونو ان «محاكمة اسرائيل على هذه الجريمة مطلب وطني واي تقصير فيه تقاعس خطير».
وقال الشين بت ان جرادات كان يعاني من آلام في الظهر واصيب في الماضي في قدمه اليسرى برصاص مطاطي وبقنبلة للغاز المسيل للدموع.
واضاف «خلال التحقيق تم فحصه مرارا وخصوصا الخميس الفائت من جانب طبيب لم يلاحظ اي مشكلة طبية. من هنا استمر التحقيق» معه.
لكن قراقع قال ان «الشاب عرفات جرادات معتقل لدى اسرائيل منذ ايام، وتم قتله اثناء التحقيق معه، ونحن نطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في سبب وفاته».
من جانبها طالبت منظمة بتسيلم الحقوقية الاسرائيلية بفتح «تحقيق مستقل، فعال وشفاف ويتم انجازه سريعا».
وقالت في بيان ان «التحقيق يجب ان يشمل كامل ملابسات (الوفاة) ويدرس المعاملة التي تلقاها المعتقل خلال استجوابه، الاجراءات المتبعة من جانب محققي الشين بيت والمسؤولية عن القيام بهذه الاجراءات».
يمكنكم التعليق عبر صفحتنا على الفيس بوك