كيف يتعامل "النشامى" مع الظروف المناخية الصعبة في مونديال 2026؟

يستعد المنتخب الوطني لكرة القدم لخوض تحد تاريخي يتمثل في المشاركة الأولى بكأس العالم، بنسختها الثالثة والعشرين، والمقرر إقامتها العام المقبل في ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك وكندا.
لكن هذه المشاركة المرتقبة تأتي في ظل ظروف استثنائية تعيشها الدول المستضيفة في مثل هذا التوقيت من العام، وهو ما يثير قلق الجهاز الفني واللاعبين على حد سواء، بشأن كيفية التأقلم مع الأجواء المناخية الصعبة التي تنتظر “النشامى”.
وخلال الفترة الحالية، تتواصل منافسات بطولة كأس العالم للأندية في الجهة الشرقية من الولايات المتحدة الأميركية، حيث تعاني الفرق واللاعبون من ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي، بالإضافة إلى رطوبة عالية تجعل الظروف خانقة وصعبة حتى على اللاعبين المحترفين المعتادين على مثل هذه التحديات.
ودفعت هذه الظروف بعض اللاعبين إلى الجلوس في غرف الغيار بدلا من دكة البدلاء لمتابعة المباريات، في محاولة لتجنب الإرهاق الحراري الذي قد يهدد الأداء البدني خلال اللقاءات.
أثارت هذه الأجواء موجة من الانتقادات من قبل النقاد الرياضيين والإعلاميين، الذين وجهوا ملاحظات حادة تجاه الجهة المنظمة للبطولة، متهمين إياها بعدم القدرة على جدولة المباريات بشكل يتناسب مع طبيعة الطقس، ما أثر على نسق المنافسة، وأدى إلى فقدان المباريات لقوتها وإثارتها المعتادة.
ولم يقتصر الأمر على الحرارة والرطوبة، بل شهدت البطولة تأجيلا متكررا للعديد من المباريات بسبب مرور سحب كثيفة أو عواصف رعدية مفاجئة، ليتم استئناف اللقاءات بعد ساعات من التوقف، ما جعل استمرارية اللعب صعبة وأفقد الأندية واللاعبين القدرة على الحفاظ على نفس الرتم الفني والبدني، إلى جانب تأثير ذلك على الحضور الجماهيري والشغف المرتبط بالمباريات.
يدرك الجهاز الفني للمنتخب الوطني، بقيادة المدرب المغربي جمال سلامي، حجم التحديات المقبلة، ويعمل على وضع خطة تحضيرية شاملة خلال التجمعات الدولية المقبلة في الأشهر المتبقية من العام الحالي، إلى جانب تجمع إضافي في شهر آذار (مارس) من العام المقبل، قبل إقامة معسكر أخير قبيل انطلاق المونديال بفترة قصيرة.
وتتضمن الخطة مواجهة منتخبات ذات تصنيف متقدم وخوض مباريات ودية ومعسكرات تدريبية في دول تشهد ظروفا مناخية مشابهة من حيث درجات الحرارة والرطوبة العالية، حتى يعتاد اللاعبون على الأجواء الجديدة التي تعتبر غير مألوفة بالنسبة للاعب الأردني، المعروف بخوضه مبارياته في أجواء معتدلة إلى حد كبير طوال الموسم.
ومن المتوقع أن يقدم سلامي خطته التحضيرية المفصلة لاتحاد الكرة في الأيام المقبلة، متضمنة مخاطبات لاتحادات دولية مختلفة لإقامة مباريات ودية ومعسكرات خارجية، بما يضمن إعدادا مثاليا لهذه المشاركة التاريخية.
وفي هذا السياق، أكد المدرب الوطني رائد الداود أن الظروف المناخية في الولايات المتحدة ستكون صعبة جدا على لاعبي “النشامى”، مشيرا إلى أن الأندية العالمية المشاركة في كأس العالم للأندية تواجه بالفعل معاناة كبيرة في ظل ارتفاع الحرارة والرطوبة.
وقال الداود : “الحل الأمثل يكمن في إعداد المنتخب بشكل مبكر من خلال إقامة معسكرات تدريبية في دول تتشابه أجواؤها مع الدول المستضيفة للمونديال، حتى يعتاد اللاعبون على هذه الظروف، إلى جانب تجهيز قائمة موسعة من اللاعبين الجاهزين بدنيا وفنيا لتعويض أي غيابات محتملة بسبب الإصابات أو الإرهاق”.
أما المحلل الرياضي عبد الله الدويري، فقد أشار إلى أن المنتخب الوطني سيواجه تحديات إضافية تتعلق بعوامل السفر الطويل والجهد البدني الكبير المطلوب، فضلا عن التأقلم مع تقلبات الطقس التي قد تشمل أمطارًا وعواصف رعدية مفاجئة.
وقال الدويري: “حتى الأندية الأوروبية والإفريقية والآسيوية تعاني حاليا من الظروف المناخية القاسية بأميركا، فيما تبدو الأندية اللاتينية أكثر قدرة على التأقلم، وهذا يستدعي من اتحاد الكرة أن يخطط بشكل استثنائي للمرحلة المقبلة، من خلال خوض مباريات ودية في مناطق ذات رطوبة مرتفعة مثل شمال إفريقيا ودول الخليج”.
وأضاف: “يجب توفير كل السبل المريحة للمنتخب، بما في ذلك الطائرات الخاصة خلال التجمعات، لضمان تقليل الإجهاد البدني للاعبين، إضافة إلى التركيز على اختيار أماكن المعسكرات بعناية، فالمعيار الأهم في هذه المرحلة ليس قوة المنافسين فقط، بل الظروف المناخية التي سيواجهها المنتخب”.