الأردن: خطط عمل تهدف لتعزيز استدامة وذكاء وشمولية مدنه

بعد انضمامه لأكاديمية قادة المدن العربية، سعى الأردن لوضع خطط عمل تعزز من استدامة وذكاء وشمولية مدنه، وصولا لتحقيق أثر ملموس على حياة الناس اليومية.
وفي هذا الإطار، فإن الأكاديمية التي انطلقت في نسختها الثانية، بشراكة بين لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية (الإسكوا) وموئل الأمم المتحدة الشهر الحالي، تسهم في النهوض بقدرات القيادات المحلية في التنمية الحضرية المستدامة، وصياغة السياسات الحضرية القائمة على الأدلة.
وتتحقق الاستفادة القصوى منها، عبر تطبيق مهارات ومعارف اكتسبها القادة المحليون في مشاريع حضرية فعلية، تركز على الاستدامة البيئية والاجتماعية، والاقتصادية، ودمجها في السياسات والخطط المحلية، لضمان أثر طويل الأمد على جودة الحياة في المدن، وتوفير فرص تعاون مع (الإسكوا) وموئل الأمم المتحدة، والاستفادة من التوجيه والدعم المؤسسي، لترسيخ الاستدامة والكفاءة في إدارة المدن.
كما تتيح متابعة التجارب المطروحة، والتواصل مع المدن المشاركة في المنطقة، لتبادل أفضل الممارسات المستدامة، وتطبيق الحلول المبتكرة التي أثبتت نجاحها، وفق مسؤولة ملف التنمية الحضرية المستدامة في (الإسكوا) د. سكينة النصراوي.
وفي الأردن والعالم العربي، نهضت الأكاديمية بقدرات مجموعة مختارة من قادة المدن في مجالات تنموية حضرية، بينها توطين أهداف التنمية المستدامة، والخطة الحضرية الجديدة، للارتقاء بجودة الحياة وتطوير القدرة على الصمود في المدن، بالإضافة لمجالات القيادة، والحوكمة، والإدارة الفعّالة، وغيرها من المفاهيم التنموية الأساسية، وفق الأطر العالمية والإقليمية للتنمية المستدامة، وفقها.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، بحسب النصراوي، إذ مكّنت القادة المشاركين من التفاعل مع تحديات الحوكمة الحضرية المعقدة، واستكشاف الحلول المبتكرة، وتبادل أفضل الممارسات.
وبينت أن الفائدة لم تقتصر على المشاركين فقط، بل جرى تعميمها بإتاحة الندوات العلمية عبر الإنترنت للجميع، حرصًا على توسيع نطاق الاستفادة، وضمان عدم إهمال أحد. مشيرة إلى أن الأكاديمية أنشأت شبكة فاعلة من القادة المحليين في العالم العربي لتبادل الخبرات، وتعميم الممارسات الفضلى، وبناء الشراكات، وفتح آفاق التمويل، بما يسهم بتحقيق التنمية الحضرية المستدامة.
وبالنسبة للأردن، فبالإضافة لما سبق، أسهمت بربط خبرات القيادات المحلية بتجارب مدن عربية وعالمية، ما أثرى التفكير الإستراتيجي، ووفّر أدوات عملية قابلة للتطبيق محليًة، كما أفادت.
وبرأيها أبرزت مشاركة الأردن، ريادته الإقليمية في عدة مجالات، من بينها: توطين أهداف التنمية المستدامة محليا، والاستعراض المحلي الطوعي، والتحول الرقمي، والتحول نحو مدن ذكية ومستدامة، وغيرها.
يذكر أن الأردن لم يشارك فقط في النسختين الأولى والثانية، بل ساهم أيضا بإثراء المحتوى التدريبي للأكاديمية، وعلى سبيل المثال، عبر عرض تجربة مدينة عمّان كأول مدينة عربية أعدت استعراضاً طوعياً محلياً بقيادة أمانة عمان الكبرى، ومرصدها الحضري، وبدعم من (الإسكوا) وموئل الأمم المتحدة ومنظمة المدن المتحدة والإدارات المحلية – فرع الشرق الأوسط وغربي آسيا.
كما شهد إطلاق نسخة هذا العام، نقاشًا مثمرًا أدى لإمكانية إقامة تعاون بين مدينتي عمّان والكرك، ما يكشف عن أن الأكاديمية لا تعزز النمو والتبادل المعرفي بين الدول والمدن عبر الدول حسب، بل تمتد أيضا لتشجيع التعاون والتعلم بين المدن في الدولة نفسها وطنيا ومحليا، وفق قول النصراوي.
والأكاديمية، هي مبادرة إقليمية رائدة تقودها (الإسكوا) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، تهدف لتمكين القيادات المحلية عربيا، وترسيخ دورها المحوري في قيادة التحول الحضري وتحقيق التنمية المستدامة.
وأثبتت النسخة الأولى من الأكاديمية، التي نُفذت في النصف الثاني العام الماضي، أنها ليست مجرد برنامج تدريبي، بل تجربة متكاملة أحدثت أثرًا ملموسًا، بحد قولها. فقد جمعت 11 قائدًا وقائدة من العالم العربي، ودعمت قدراتهم عبر نقاشات معمقة حول التحديات والفرص الحضرية، وبناء شبكة قائمة على التعاون وتبادل المعرفة، تبعا لها.
كما سلطت الضوء على القادة المشاركين في محافل إقليمية ودولية بارزة، كالمنتدى العربي للتنمية المستدامة، وحوار المدن العربية الأوروبية، ومنتدى الأمم المتحدة لقادة المدن، وجمعية موئل الأمم المتحدة، والمنتدى الحضري العالمي، وغيرها، بحسبها.
وأضافت "استنادا للنجاح الذي حققته النسخة الأولى، أُطلقت النسخة الثانية من الأكاديمية، تأكيدًا لقناعتنا بأن تمكين القيادة المحلية ليس مجرد استثمار في مستقبل المدن، بل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة في المنطقة العربية".
وشددت على أن مهام القادة المحليين، لم تعد تقتصر على تقديم الخدمات، بل باتوا يتحملون مسؤولية قيادة تحولات شاملة نحو مدن قادرة على الصمود، قائمة على الابتكار، وتحترم كرامة الإنسان.
لذا فإن الأكاديمية في هذا النطاق، منصة استراتيجية للنهوض بالقدرات في مجالات القيادة، والإدارة الفعّالة، وفق الأطر العالمية والإقليمية للتنمية المستدامة، مع التفاعل مع تحديات الحوكمة الحضرية المعقدة، واستكشاف الحلول المبتكرة، وتبادل أفضل الممارسات، تطمح لإنشاء شبكة فاعلة من القادة المحليين العرب لتبادل الخبرات، وتعميم الممارسات الفضلى، وبناء الشراكات، وفتح آفاق التمويل لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة.
وحول الفرق بين عمل هذه النسخة وسابقتها، أشارت إلى أن النسخة الأولى كانت الانطلاقة التي وضع فيها الأساس، ونجحت بقادة عرب لبناء شبكة قوية وتبادل خبرات قيّمة. أما الثانية، فجاءت لتبني على هذا الزخم، مستفيدة من الدروس المستخلصة من تجربة النسخة الأولى، سواء من حيث استقطاب مدن جديدة والمحتوى وآلية التنفيذ، واختيار المتحدثين والمدربين ومحاور التركيز.