آخر الأخبار
ticker عاطف الطراونة "ابو الليث" .. سلامات ticker العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشيرة الغنيمات ticker شهيد في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان ticker الإمارات: وزارة الدفاع تعزي بوفاة الفريق الركن الأردني عواد الخالدي ticker الرئيس الفرنسي يرحب بالتصويت الأممي على إعلان يدعم حل الدولتين ticker مخلفات المواشي تهدد بيئة العالوك وريف عمان ticker بيان برلماني عربي أفريقي يثمّن موقف الأردن ومصر الرافض تهجير الفلسطينيين ticker البيئة تنفذ حملة نظافة شاملة على امتداد طريق البحر الميت الزارة ticker الصبيحي: الحكومات تخطط لمواجهة البطالة دون قاعدة بيانات صحيحة لسوق العمل ticker مليون دينار لتأهيل مجمع السفريات وتفعيل المسلخ القديم في السلط ticker حركة سياحية نشطة تتجاوز 20 ألف زائر في عجلون ticker البيوت البُرجية في غدران الوِساد .. شاهدة على تاريخ الأردن ticker سوريا تشكر الأردن وقطر بعد إرسال قافلة مساعدات ticker الوحدات يفوز على الجزيرة بدوري المحترفين ticker أمانة عمان تطلق حملة "عمان حلوة" ticker بداية ضعيفة للاقتصاد البريطاني في النصف الثاني من العام الجاري ticker أسهم آسيا تصعد وتقترب من مستوى قياسي ticker روسيا: تخفيض سعر الفائدة الرئيسي إلى 17% على أساس سنوي ticker تباين أداء الأسهم الأوروبية في ختام التعاملات ticker روسيا: توقعات بتسجيل الاقتصاد نمو بنسبة 1% العام الجاري

البيوت البُرجية في غدران الوِساد .. شاهدة على تاريخ الأردن

{title}
هوا الأردن -

على بُعد 220 كيلو مترًا من العاصمة عمَّان وفي البادية الأردنية الشَّرقية وصلت دائرة الآثار العامة ونقَّبت وكشفت عن البيوت البُرجية في منطقة غدران الوِساد والتي كشفت عن تاريخ ممتد للإنسان على الأرض الأردنية ومن مروا عليها وسكنوا واستقروا بها منذ 8 آلاف عام، رحلة تشير إلى أنَّ الأردن مُتحف مفتوح منذ أول أن وطأ البشر أرضه قبل آلاف السنين.

قطعت بترا الحَّرة الأردنية السوداء عبر طريق مرصوف بالحجارة البازلتية السوداء يتجاوز عمره التسعين عامًا وبمسافة 90 كيلو مترًا برفقة مدير آثار منطقة الأزرق وسام اسعيد ووصلت إلى منطقة غدران الوِساد، حيث تمَّ الكشف عن بيوت كان يقيم بها الإنسان الأول قبل آلاف السِّنين وبقيت آثارهم خالدة يحافظ عليها الأردن ويحميها ويمنع عنها العبث والخراب.

في الطريق إلى هذا المكان الأردني في البادية الشرقية مررنا بمركز أمن بادية الوساد القديم ووجدنا سكان البادية ببيوت الشَّعر والذين تحدثوا إلينا عن أحوالهم، حيث أنَّ لا اتصالات في هذه المنطقة أبدًا والهواتف تتحول إلى لعبة لا فائدة منها مطلقًا، وعكفت الأردن على إقامة الحفائر المائية للمواشي في هذه البادية والهدوء يسود المنطقة بعيدًا عن ضجيج التكنولوجيا.

وصلنا إلى غدران الوساد الموقع الأثري الذي يحمل معالم أردنية قديمة تعود إلى نحو 8000 عام، حيث توقع عالم آثار أجنبي بأن تكون لهذه المنطقة أهمية تاريخية كبيرة وفعلاً بعد سنوات عاد عدد آخر من العلماء برفقة آثاريي دائرة الآثار العامة واكتشفوا ما جرى في هذه المنطقة قبل آلاف السنين، فكانت بيوت بُرجية ما زالت ماثلة حتى اليوم كانت سكنًا تارة وقبورًا تارة أخرى، والمياه المتجمعة في المنطقة شاهدة على كل هذا التاريخ.

يقول اسعيد، منطقه غدران الوساد تبعد عن منطقة الأزرق نحو 120 كيلو متر إلى الشرق وتقع ما بين منطقة الرويشد والأزرق وتبعد عن منطقة الرويشد تقريبًا 80 إلى 85 كيلو متر، وبمسافة تصل إلى 220 كيلو مترًا عن العاصمة عمَّان، وعند انتهاء المنطقة المعبدَّة بالأسفلت عليك أن تقطع مسافة تصل إلى نحو 90 كيلو مترًا في التراب، ومنها ما يسمى بطريق البترول القديم والمرصوف بالحجارة لمسافة نحو 90 كيلو متر، وبين كل محطة ومحطة نحو 20 كيلو مترًا وهي دليل لمن يزور البادية والمنطقة.

وبين، أنَّ قصة هذا المكان تعود إلى عام 2002، حيث كان احد الباحثين والمهتمين في دراسة الحيوانات المفترسة وخاصة "الضباع" في هذه المنطقة قد لاحظ وجود مجموعة من الهياكل المعمارية المنتشرة في هذه المنطقة بالإضافة إلى وجود بعض المخلفات الأثرية على السطح كأدوات الصوان وبعض القطع الفخارية القديمة، ووجد أن هناك أشياء ذات قيمة تستحق الدراسة التي قد تسهم في إضافة شيئ جديد لحياة الإنسان على هذه الأرض والعالم.

وأضاف، أنَّ هذا الباحث أخبر الدكتور جاري رولفس وهو دكتور أميركي في الآثار ويعمل في الأردن منذ سبعينيات القرن الماضي والذي قام بزياره هذا الموقع في عام 2009 ونظرًا لما يحتويه هذا المكان من مواقع أثرية متعددة ومن مخلفات أثرية هامة لاقت اهتمامه منذ العام 2009 تقوم بعثة أثرية سنوية من كلية ويتمن ومعهد شيكاغو للاثار باجراء عمليات البحث والتنقيب الأثري في هذه المنطقة، حيث بينت التنقيبات أنَّها ذات قيمة عالية وبها كثير من الأدلة على كيف كان الإنسان الأول يعيش هنا بين هذه الحجارة وفي هذه الصحراء المفتوحة والملونة بالأسود في جزء كبير منها.

ولفت إلى أنَّه ومن خلال الأعمال الأثرية التي اجريت في هذا الموقع منذ العام 2009 ولغاية اليوم فقد أثبتت الدراسات الأثرية أنَّ هذا الموقع يعود إلى العصر الحجري الحديث من خلال التنقيبات الأثرية وتحليل ما تم العثور عليه باستخدام تقنية السي 14 الكربون المشع وبعض الاستخدامات العلمية الأخرى لتحديد تاريخ هذا الموقع فقد تم تاريخ هذا الموقع إلى 6500 قبل الميلاد إلى العصر الحجري الحديث.

وقال، إنَّ هذا الموقع ينتشر به العديد من المساكن الحجرية التي تتخذ شكلاً بيضويًا شبه دائري تتراوح قطره تقريبا من 5 متر إلى 7 أمتار ويمكن أن يتبين من الاكتشافات الأثرية المستقبلية مساكن أكبر مساحة من التي تم الكشف عليها حتى الآن.

وأضاف، أنَّ الموقع يحتوي على مصائد الحيوانات وهي مصائد استخدمت في العصر الحجري الحديث وهي الفترة التي استقر فيها الانسان وأقام فيها ببيوت إقامة دائمة أو شبه دائمة ولجأ إلى العمل بالزراعة.

وأشار إلى أنَّ المعثورات الأثرية في هذه المنطقة تمثلت بأدوات الصوان كبعض رؤوس السهام التي استخدمت لقنص أو اصطياد الحيوانات البرية التي كانت تعيش في هذه المنطقة، إضافة إلى بعض النِصال والسكاكين التي تعود الى هذه الفترة، وبعض الحلي كالحلق أو الأساور أو الخلخال والعثور على العديد من النقوش الصفوية وهي النقوش العربية المنتشرة في الحرَّة الأردنية وتحديدا في المنطقة الممتدة من الازرق الى الرويشد.

وقال اسعيد، إنَّ المعلومات الأثرية تشير إلى أنَّ لاستخدامات كانت بالبداية مساكن ولكن استخدمت فيما بعض كقبور وسميت "التور تومب" أو القبور البرجية اللي هي مساكن تعود إلى العصر الحجري.

وأكد، أنَّ الحرَّة الأردنية تحتوي على الحجارة البركانية وتمتد من منطقه الأزرق إلى الرويشد وعلى مساحة تصل تقريبًا إلى 11 ألفًا و400 كيلو متر وهي صحراء شاسعة وفيها صعوبة بالوصول.

ونوه إلى أنَّ البيوت البرجية لا تقل أهمية عن باقي المواقع الأثرية أو باقي العمائر التي تعود لفترات تاريخية قديمة والأردن متحف حضاري مفتوح تعاقبت عليه الحضارات منذ أقدم العصور وهذا الموقع هو موقع ليس منفصل وليس جزيره معزولة عن باقي المواقع.

وبين، أنَّ سبب تسمية غدران الوساد بهذا الإسم يعود إلى أنها منطقة لتجمع مياه الأمطار وربما هنا كانت تحجز كميات من المياه بالصيف وجعلت الانسان منذ أقدم العصور يستوطن في هذه المنطقة لأنه، حيث ما توفر الماء توفرت الحياة ونظرًا لوجود المياه في هذه المنطقة قام الانسان بالاستقرار كما كان هناك حياة برية.

ونوه إلى أن التنقيبات الأثرية عثرت على عظام حيوانات مفترسة، مثل الأسود أو الفهود وهي الحيوانات التي كانت تعيش في هذه المنطقة وكانت بحاجة لكميات من الحيوانات البرية الأخرى التي تتغذى عليها، مثل الغزلان أو طيور النَّعام والتي كانت موجودة في المنطقة والتي رسمها الانسان على الحجر وموجودة على الصخور البركانية.

وبين، أن منطقة الوساد هي منطقة بركانية تشكلت من 13 مليون سنة تقريبًا وتحتوي على العديد من المساكن والعمائر والعديد من الأدوات المنتشرة على سطحه والتي جعلت علماء الاثار يهتمون في المنطقه وعمل دراسات وحفريات سنويًا وتقديمها بالابحاث العلميه حتى طلاب العلم يستفيدون منها.

تابعوا هوا الأردن على