البيت الأبيض: لا مبادرة أميركية جديدة للسلام في الشرق الأوسط
هوا الأردن - أعلن البيت الأبيض أول من أمس الخميس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيبدأ زيارة رسمية إلى الأردن يوم الجمعة المقبل.
وقال البيت الابيض في مؤتمر صحفي عبر الهاتف خصص للحديث عن الزيارة، وشاركت به "الغد "إن استقبالا رسميا سيقام لأوباما فور وصوله، يليه لقاء ثنائي مع جلالة الملك عبدالله الثاني، ويتبع اللقاء مؤتمر صحفي مشترك للزعيمين.
وأكد نائب مستشار الاتصالات الاستراتيجية بين رودس، ان اوباما خلال زيارته سيبحث قضايا المنطقة الأمنية والوضع في سورية، والتحديات الكبيرة التي يفرضها التواجد الكبير للاجئين السوريين في المملكة، بالإضافة إلى العلاقات الفلسطينية والإسرائيلية.
كما أكد رودس ان اوباما سيؤكد على الدعم الأميركي المستمر للإصلاح السياسي والاقتصادي في الأردن.
وبين روس أن برنامج زيارة أوباما لا يتضمن خطابا في مجلس الأمة، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي "ليس لديه خطط لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن بسبب أمور امنية ولوجستية خلال رحلته".
كما أوضح أن السيدة الأولى ميشيل أوباما لن ترافق الرئيس الأميركي في الزيارة، بينما يرافقه وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أنهي للتو زيارة إلى أوروبا والمنطقة، لم تشمل الأردن وفلسطين وإسرائيل.
واعتبر رودس، أن الزيارة للأردن هي "فرصة لتعزيز دعمنا للأردن الذي يواجه تحديات أمنية بسبب الأزمة السورية".
وذكر ردوس "سيبحث أوباما مع الحكومة الطرق الأمثل لدعم الأردن بالتعاون مع الشركاء الدوليين لمعالجة أزمة اللاجئين السوريين"، مؤكدا أن أميركا ستقدم مزيدا من المساعدات في هذا المجال.
وقال إنها "ستكون فرصة لمناقشة الملك عبدالله الثاني في الاحتياجات المتعلقة باللاجئين السوريين، وما هي أفضل الطرق للتزويد بهذه المساعدات، وكيف يرى الملك الوضع بشكل اوسع في سورية".
وفي رده على سؤال، حول اهمية زيارة أوباما للأردن، قال إن المملكة هي "محطة مهمة، وانه كان من الممكن أن يذهب الرئيس فقط الى إسرائيل والضفة الغربية، ولكنه شعر أنه من الضروري أن يذهب هناك لعدة اسباب، اولها ان "الأردن هو شريك أمني رئيسي ونتعاون مع الأردنيين في عملية السلام العربي الإسرائيلي ومكافحة الإرهاب وعدد من القضايا الأمنية".
كما اشار الى أهمية دور الأردن بما يخص "الوضع في سورية"، باعتبار أن "الأردن شريك أساسي لأميركا في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين وشريك أساسي في العمل مع شركائنا من الدول العربية الأخرى والأوروبية، ومجموعة أصدقاء سورية لدعم انتقال سياسي ولتقوية المعارضة السورية لتمكينها من أن تكون في وضع أفضل في اليوم التالي للانتقال السياسي".
وعن العملية الإصلاحية في الأردن قال إن "الأردن لديه عملية إصلاح داخلية تجري الآن.. ونؤمن أن الملك عبدالله يدرك الحاجة لإصلاح سياسي واقتصادي في بلاده، وهو ثابت في دعوته لهذه الإصلاحات وهذا ينطوي عليه الانفتاح على عملية سياسية وقد أجريت انتخابات برلمانية".
وأشار إلى أن جلالة الملك يتابع مع الحكومة الجديدة أمورا معينة حتى يرى الشعب الأردني أن صوته ممثل فيها، مبينا أن مكافحة الفساد ممثلة في اجندة الحكومة الجديدة.
وتحدث عما وصفه بعدة نماذج للانتقال الديمقراطي في العالم العربي، وقال إن "بعضها دراماتيكي كما رأينا في مصر، وبعضها الآخر سيكون ثابتا اكثر مع مرور الوقت كما هو الحال في الأردن".
إلى هذا، أعلن رودس أن جلالة الملك سيقيم عشاء رسميا ليلة الجمعة للرئيس الضيف وأنه سيقضي ليلته في عمان، أما صباح اليوم التالي السبت فسيذهب في جولة الى مدينة البتراء، والتي وصفها بأنها "موقع مهم يفتخر به الأردنيون وهي فرصة للرئيس الأميركي لمشاهدة موقع ذي قيمة عالية بالنسبة للأردن، وللمنطقة بأسرها، وأنه بعد ذلك سيغادر البلاد".
إقليميا، اوضح رودس ان اوباما سيتحدث خلال زيارته عن قضايا ستكون "حاسمة في فترة رئاسته الثانية"، بخصوص الشرق الأوسط، ومنها "كيف نضمن أمن إسرائيل في منطقة جوار خطرة جدا".
وأضاف "لدينا اهتمام بأن نرى الوضع في سورية يصل الى حل، وأن يتم تنحية الأسد من السلطة، وأن يعيد الشعب السوري بناء بلاده". وأعلن أن أوباما "لن يقدم مبادرة جديدة للسلام في الشرق الأوسط" خلال زيارته، وانه لا يوجد قرارات مجدولة خلال الزيارة بخصوص اكثر القضايا حساسية في الشرق الأوسط حاليا وهي التدخل في سورية وبرنامج إيران النووي.
وقال إن هناك حكومة اسرائيلية جديدة "نحتاج للتشاور معها قبل البدء في مبادرات جديدة فذهاب الرئيس ولقاؤه قادة إسرائيليين وفلسطينيين يؤشر على أن الرئيس سيبقى مرتبطا جدا بعملية السلام، والرحلة فرصة له للسماع من القادة عما يرون كخطوة قادمة، كما أن المحادثات ستسمح لنا بأخذ خطوات، ونرى كيف نحرك هذه العملية الى الأمام".
وسيجري أوباما مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض في رام الله.
وسيلقي خطابا في مركز المؤتمرات في القدس للجمهور الإسرائيلي وخصوصا الطلبة منهم. وحول اختيار موقع الخطاب، قال رودس إنه "تم تدارس اكثر من موقع للخطاب بما فيها الكنيست، إلا أن الرئيس ارتأى ان يخاطب الشعب والشباب الإسرائيلي".
ويزور الرئيس الأميركي في إسرائيل، ضمن زيارته التي ستستمر هناك من الأربعاء وحتى الجمعة المقبلين، معرضا لمخطوطات البحر الميت في المتحف الاسرائيلي والنصب التذكاري للهولوكوست في القدس، وكنيسة المهد في بيت لحم.
وقال انه سيكون هناك حوار استراتيجي أوسع بين الحكومتين الأميركية والإسرائيلية الجديديتين، كما بين أنه سيكون هناك قرارات مهمة في الأشهر القادمة عن "إيران وسورية والسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وفي رده على سؤال حول "رسالة الزيارة للحكام الجدد في دول مثل مصر"، قال رودس إن أوباما ومنذ بداية الربيع العربي، وخطابه في أيار (مايو) 2011 "اوضح رأيه بأنه مع استجابة في المنطقة اكثر للرأي العام ولطموحات شعوبها، وهو شيء جيد ان يعبر الناس في المنطقة عن آرائهم، وان يحققوا تقدما ديمقراطيا". وقال "في مصر كنا واضحين مع الحكومة المنتخبة الديمقراطية هناك بأن عليها الحفاظ على مسؤولياتها بما فيها الاتفاقيات الدولية، بما يتضمن السلام مع إسرائيل وهو ما قامت به".
بخصوص إيران، قال رودس ان الرئيس أوضح "اننا سنفعل ما يجب عمله لمنع إيران من حيازة ايران على سلاح نووي وهذا يعني أننا نتطلع الى كل الخيارات بما فيها الخيار العسكري، وأن خطنا الأحمر هو عدم السماح لمخاطر هذا السلاح على إسرائيل والمنطقة والعالم".