قمة الدوحة: الملك يدعو خلال كلمته إلى حل سياسي ينهي معاناة السوريين
هوا الأردن - قال جلالة الملك عبدالله الثاني أمس إن “المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته في تكثيف الجهود لإعادة بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإحياء مفاوضات السلام”، داعيا إلى “ضرورة مشاركة جميع الأطراف لإيجاد حل سياسي شامل ينهي معاناة الشعب السوري، ويضع حدا لدوامة العنف وسفك الدماء، ويحافظ على وحدة سورية أرضا وشعبا”.
ولفت جلالته، خلال كلمة في مؤتمر القمة العربية بدورتها العادية الـ24 والمنعقدة حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، إلى أن الإجراءات الإسرائيلية الأحادية تشكل عقبة أمام تحقيق السلام.
كما دعا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف سياسة الاستيطان المتواصلة في الضفة الغربية، ومحاولاتها المستمرة لفرض واقعٍ جديد في ساحات وجنبات الحرم القدسي الشريف.
وشدد جلالته في القمة، التي يرأس فيها الوفد الأردني والذي يضم ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، على ضرورة معالجة جميع قضايا الوضع النهائي، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
وحذر من أن “الأوضاع المأساوية في سورية ما تزال تتصاعد على نحو خطير”، لافتا الى أن تلك الأوضاع فرضت على الدول المجاورة أعباء كبيرة واستثنائية، بسبب تدفق اللاجئين السوريين إليها.
وبين جلالة الملك “أن الأردن استقبل، وما يزال يستقبل، مئات الآلاف من السوريين في ظل إمكانياته المحدودة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها”.
وتاليا النص الكامل لكلمة جلالة الملك في القمة العربية:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي العربي الأمين،
صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
فيسرني أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى أخي سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وإلى دولة قطر الشقيقة على استضافة هذه القمة. كما أتوجه بالشكر أيضاً إلى فخامة الأخ الرئيس، جلال طالباني، عافاه الله، والعراق الشقيق، على استضافة القمة العربية الماضية، والجامعة العربية، وأمينها العام الدكتور نبيل العربي، وكوادرها على الجهود التي قاموا بها من أجل انعقاد هذه القمة، وتوفير أسباب النجاح لها.
أما بعد، فيأتي انعقاد هذه القمة والمنطقة العربية تواجه العديد من التحديات والأخطار. فهي ما زالت تعاني من المضاعفات الخطيرة للصراع العربي الإسرائيلي، وعدم إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. ومن جهة ثانية، ما زالت الأوضاع المأساوية في سورية تتصاعد على نحو خطير، وتظهر بين الحين والآخر نذر مواجهات إقليمية، قد تؤدي، لا سمح الله، إلى نتائج كارثية. وهناك أيضاً التحديات الكبيرة التي تواجهها بعض الدول الشقيقة لترسيخ أمنها واستقرارها، وإعادة البناء، بعد التحولات التي مرت بها.
إن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته في تكثيف الجهود من أجل إعادة بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإحياء مفاوضات السلام، للبناء على ما تحقق، ومعالجة جميع قضايا الوضع النهائي، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، والضغط على إسرائيل للتوقف عن إجراءاتها الأحادية، التي تشكل عقبة حقيقية أمام تحقيق السلام، وفي مقدمتها مواصلة سياسة الاستيطان في الضفة الغربية، التي تهدف إلى تغيير هوية القدس، وتفريغها من سكانها العرب، وتهدد الأماكن المقدسة فيها، الإسلامية والمسيحية، بالإضافة إلى المحاولات الإسرائيلية المستمرة لفرض واقعٍ جديد في ساحات وجنبات الحرم القدسي الشريف.
والأردن سيستمر في القيام بواجبه الديني والتاريخي، في الحفاظ على القدس ومقدساتها، وتثبيت سكانها العرب ودعم صمودهم، وضمان إيصال المساعدات لهم، والتصدي للمخططات الإسرائيلية بكل الوسائل المتاحة وبالتنسيق مع الأشقاء في دولة فلسطين. ونحن نتطلع إلى مساندة أشقائنا العرب في دعم جهودنا الموصولة لحماية القدس، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
إن التطورات والأحداث المتصاعدة التي تشهدها سورية الشقيقة، تؤكد على الحاجة الكبيرة إلى ضرورة مشاركة جميع الأطراف، وبأسرع وقت ممكن، في إيجاد حل سياسي شامل ينهي معاناة الشعب السوري، ويضع حدا لدوامة العنف وسفك الدماء، ويحافظ على وحدة سورية أرضا وشعبا.
وقد فرضت الأوضاع الخطيرة في سورية على جميع دول المنطقة، خصوصا الدول المجاورة، أعباء كبيرة واستثنائية، بسبب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إليها. فقد استقبل الأردن، وما زال يستقبل، مئات الآلاف من السوريين في ظل إمكانياته المحدودة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها.
وهنا، أتوجه بالشكر والعرفان إلى الأشقاء العرب، الذين قاموا بمساعدتنا في جهود استضافة الأخوة السوريين.
وختاماً، أكرر الشكر لأخي صاحب السمو، الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني، لاستضافة هذه القمة، والإعداد الجيد لإنجاحها، والشعب القطري الشقيق على حسن الاستقبال وكرم الضيافة العربية الأصيلة.
وأسأل المولى عز وجل أن يوفقنا جميعاً، لما فيه الخير لأمتنا العربية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان جلالة الملك والعاهل البحريني جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وصلا إلى الدوحة أمس، قادمين من العاصمة البحرينية المنامة، للمشاركة في أعمال مؤتمر القمة العربية الـ24. وكان في مقدمة مستقبلي جلالتيهما، ولي العهد القطري سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الدولة القطري الشيخ حمد بن ناصر آل ثاني.
وانضم ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى الوفد الأردني لـ”قمة الدوحة”، حيث وصل سموه إلى العاصمة القطرية صباح أمس، وكان في مقدمة مستقبليه وزير الدولة القطري حمد بن ناصر آل ثاني.
ويضم الوفد الأردني المشارك في القمة رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، ومستشار جلالة الملك علي الفزاع، والسفير الأردني لدى الدوحة زاهي الصمادي، والسفير الأردني لدى القاهرة مندوب الأردن لدى جامعة الدول العربية بشر الخصاونة.
يمكنكم التعليق عبر صفحتنا على الفيس بوك
http://www.facebook.com/hawajordan.net