النسور: العام الماضي كان صعبا على الأردنيين
أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور أن العام الماضي، كان صعبا على الأردنيين، حيث أطلعت الحكومة الشعب على حقائق الامور واتخذت قرارات صعبة لكنها ضرورية. وقال إن الأردن الصغير بحجمه وموارده استطاع أن يحقق انجازات مبهرة على صعيد السلام الاجتماعي والتعليم والكفاءة البشرية، فضلا عن الدور الذي يقوم به في اشاعة السلام والحق والتنمية، والمساهمة في بناء الشرق الاوسط المحروم من كل هذه النعم.
وقال رئيس الوزراء خلال حفل اللقاء السنوي للجمعية الأردنية الالمانية للأعمال الذي عقد في فندق انتركونتينتال عمان مساء أول من أمس، إن الأردن يشكل بؤرة للاستقرار في هذه المنطقة غير المستقرة من العالم، مؤكدا ان صون استقرار الأردن واجب اخلاقي على جميع الدول ليواصل الأردن دوره في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
واكد النسور ان الأردن اجرى العام الماضي ثلاثة انتخابات في سنة واحدة، هي الانتخابات النيابية والانتخابات البلدية وانتخابات الغرف التجارية، لافتا إلى أن المملكة لم تخشَ من إجرائها في ظل الظروف التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.
وقال: “في الوقت الذي كان الأردنيون يتجهون إلى صناديق الاقتراع، كان هناك اشقاء يذهبون إلى الملاجئ خوفا من القصف”، مشددا على ان طريق السلام والديمقراطية والمحبة والعدل هو طريق الأردنيين.
واضاف: “نامل وندعو الله ان يحفظ بلدنا وقيادته، ونشكر جهود جلالته على مساعيه لأنه صوت عربي نقي في وقت قلت فيه الاصوات العربية القادرة على مخاطبة الغرب باللغة التي يفهمها”. وأشار رئيس الوزراء بهذا الصدد إلى الخطاب الشهير الذي القاه جلالة الملك في الكونجرس الاميركي، حيث كرس جلالته حوالي 90 بالمئة من ذلك الخطاب للحديث عن القضية الفلسطينية، وحوالي 5 بالمئة عن القضية العراقية التي كانت في الواجهة آنذاك، مبينا ان الأردن نذر نفسه لقضايا امته.
واكد ان شعوب المنطقة يأملون من ألمانيا التي تشكل قاطرة الاتحاد الأوروبي الاقتصادية والأخلاقية، ان تنظر لهذه المنطقة كجزء له الحق في الحياة والعدل والسلام كما غيرها، وفق سياسة متوازنة، وان لا تكون هذه المعاني حصرا بجهة دون اخرى.
وقال رئيس الوزراء ان مستوردات الأردن من المانيا بلغت حوالي 650 مليون دينار، في حين ان صادراتنا إلى المانيا ضئيلة جدا، “وهذا يرتب مسؤولية على المانيا”، مضيفا “ انا شهدت عشرات الأعوام التي وقفت فيها المانيا إلى جانب الأردن، وفي بعض الحالات التي تخلى عنها كل الاصدقاء وخاصة عامي 1990 و1991، ونحن نثمن مواقف المانيا القديمة تجاه بلدنا ونريد ان يستمر هذا، وان تستمر هذه الرعاية الالمانية لإشاعة السلام في المنطقة”.
وعرض رئيس الوزراء ابرز المنجزات الاقتصادية والاجتماعية التي حققها الأردن خلال العام الماضي، مؤكدا أنه كان “صعبا جدا ونحن أطلعنا الشعب الأردني على حقائق الامور وأخذنا قرارات صعبة لكنها ضرورية”.
واكد ان كل المؤشرات الاقتصادية هي “بالاتجاه الصحيح”، لافتا إلى ان الاحتياطيات في البنك المركزي وصلت في الشهر الاخير من عام 2012 إلى 5 مليارات دولار، والان اقتربت من 13 مليارا، وهي إلى صعود، مثلما ان الاقبال على التحويل إلى الدينار اصبح هو السمة الغالبة، مما قوى من وضع الدينار.
وقال ان الحكومة عقدت لجان عليا مشتركة مختارة مع ليبيا واليمن ومصر والعراق، مشيرا إلى أنه تم تفعيل صندوق تنمية المحافظات الذي دعم في المرحلتين الاولى والثانية 86 مشروعا بمقدار 70 مليون دينار، ووفر حوالي 2200 فرصة عمل اضافية.
ولفت إلى ان وزارة العمل استطاعت من خلال الالتقاء المباشر بين اصحاب العمل والباحثين عن عمل من توفير 15 الف فرصة عمل.
واكد النسور انه تم منح الصناعات الوطنية الأردنية افضلية بنسبة 15 بالمئة في العطاءات الحكومية ما دامت مطابقة للشروط والمواصفات الفنية والهندسية.
وبشأن المنحة الخليجية البالغة 5ر3 مليار دينار على مدى 5 أعوام، شدد النسور على انه سيتم انفاقها بطريقة محسوبة، لافتا إلى انه تم تمويل 114 مشروعا في جميع القطاعات حتى الان من هذه المنحة.
وبشأن المتأخرات الضريبية، اشار إلى أنها تصل إلى حوالي 2 مليار، “ولكن هناك على الاقل مليار لا يمكن استردادها وتعد ديونا هالكة، وما هو مستحق للحكومة يمكن استرداده”، لافتا إلى ان ضريبة الدخل والمبيعات نشطة في التصدي لهذا الأمر.
وتحدث رئيس الوزراء عن قطاع الطاقة، حيث أكد انه يشكل هاجسا ويأخذ نصيبا كبيرا من الاقتصاد الأردني بسبب الدعم والنهضة التي تشهدها المملكة، مشيرا إلى الاجراءات التي تتخذها الحكومة لتعزيز امن التزود بالطاقة.
وبشأن الغاز الطبيعي المسال الذي يستورده الأردن من مصر، اشار إلى انه يتم حاليا بناء رصيف يستقبل بواخر خاصة للغاز ليتم تفريغها إلى انبوب الغاز العربي في العقبة، ومن ثم نقله شمالا، متوقعا ان يتم انجازه قبل نهاية العام.
ولفت إلى ان مجلس الوزراء العراقي وافق قبل ايام على تنفيذ مشروع مد انبوب النفط بين البلدين، والذي سيزود الأردن يوميا بـ 150 الف برميل من النفط الخام بسعر تفضيلي يتم الاتفاق عليه، فضلا عن اجور عبور الخط، مشيرا إلى امكانية مد هذا الخط إلى مصر.
وقال: “كما نبني الآن سعات تخزينية للنفط الخام تتسع لـ100 الف طن من النفط الخام او مشتقاته، وكذلك سعات تخزينية للغاز إلى 6 الاف طن من الغاز البترولي المسال”.
وتحدث رئيس الوزراء عن مشاريع الطاقة الشمسية، حيث بين انه سيتم خلال الاسابيع المقبلة التوقيع على عطاءات لـ10 شركات لتوليد الكهرباء بالاعتماد على طاقة الشمس والرياح، ليتم بعدها احالة عطاءات إلى عدد اخر من الشركات، ليصل عدد الشركات المحال عليها عطاءات خلال العام 2014 حوالي 20 شركة.
ولفت بهذا الصدد إلى انه وقعت اتفاقية لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح في محافظة الطفيلة باستطاعة 120 ميجا واط، وبتكلفة حوالي ربع مليار دولار، علما أن حاجة المملكة تصل إلى 2400 ميجا واط.
وبشأن الصخر الزيتي لفت إلى ان هذا الامر كان معطلا لعدم قدرة الشركات الاجنبية على الحصول على التمويل، “وعلمنا ان الشركة الاستونية حصلت على التمويل، وهناك شركة سعودية صينية”.
واشار رئيس الوزراء إلى ان الأردن سيعتمد من حيث المبدأ الطاقة النووية كأحد البدائل، لافتا إلى انه لم يتم احالة العطاء، وان القرار لم يصدر بعد باعتماد الطاقة النووية، مضيفا: “نحن نحترم الرأي العام ونصغي للرأي الآخر”.
وقال ان الشركة الروسية قدمت بدائل وتمويلا افضل، مشيرا إلى ان الحكومة تعمل مع شركة “اكوا بور” لرفع كفاءة نظام الطاقة الكهربائية.
وتحدث النسور عن قطاع المياه، حيث بين ان الأردن بدأ بضخ مياه الديسي بواقع 100 مليون متر مكعب سنويا وصلت جميعها، “حتى انه تم خلال الاسابيع الماضية ضخ كميات اكبر”.
واشار إلى ان مشروع تحلية المياه من البحر الاحمر سيوفر بدايةً 100 مليون متر مكعب من المياه العذبة، في حين ستحول المياه المالحة إلى البحر الميت.
وقال: “في نيتنا ان نبيع حوالي 50 مليون متر منها إلى اسرائيل، ونشتري الكمية نفسها من اسرائيل من بحيرة طبريا لتعويض النقص في محافظات الشمال بدلا من جرها من العقبة إلى محافظات الشمال”.
واكد رئيس الوزراء ان الحكومة تقوم بعملية هدفها المحافظة على المخزون المائي، وذلك من خلال اغلاق آبار مياه مخالفة، لافتا إلى ان هذه الابار المخالفة تأتي كجزء من “حملة الاستقواء على الدولة”.
وعرض رئيس الوزراء مشروعات قطاع النقل، حيث بين التوسعة في مطار الملكة علياء الدولي، وقال: “ندرس مع العراق انشاء سكة حديد من بغداد إلى عمان، بحيث تكون نواة لمشروع قومي يربط مع سكة الحديد في دول الخليج العربي ويربط شمالا إلى سوريا واوروبا والى مصر وشمال افريقيا”.
وفي مجال قطاع الاتصالات اشار إلى اهمية اعادة النظر بالبريد الأردني الذي يشكل “نقطة ضعف”، لافتا إلى ان وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعمل على تنفيذ بوابة الحكومة الالكترونية ومشاريع الالياف الضوئية.
وفي مجال القوى البشرية، اشار إلى ان حجم الحكومة كبير مقابل إنتاج قليل، واكد ان هذا الامر يحتاج إلى سياسة بعيدة المدى.
وقال ان جميع وظائف الدولة تكون من خلال ديوان الخدمة المدنية، فضلا عن تطوير منظومة النزاهة الوطنية لتكون اهدافها قابلة للتنفيذ والقياس.
واشار إلى انه سيتم رفع رأس مال الملكية الأردنية بواقع 100 بالمئة، لافتا إلى انه يتم اقامة مشروع سياحي على البحر الميت يوفر بين 3500 إلى 4 الاف غرفة فندقية.
من جهته حث السفير الالماني بعمان رالف طراف الجانب الأردني على زيادة الصادرات الأردنية إلى المانيا، مشيرا إلى انها لا ترقى لحجم التعاون السياسي المتميز، فصادرات ألمانيا إلى الأردن بحسب طراف زادت خلال العام الماضي على 435 مليون دولار، فيما لم تتعد الصادرات الأردنية إلى المانيا 6 ملايين دولار. -(بترا)