أرملة سورية تطلب مساعدة الأردنيين لتحصيل 7.2 مليون دولار
- اخلاص القاضي
"أنا ارملة من سوريا دمشق، وقد تأثرت عائلتى وزوجى بسبب الاسلحة الكيميائية مما ادى الى وفاة زوجى وأولادي. انا احتاج الى شخص يخاف الله اقدر اثق فيه مشان يساعدنى باستلام صناديق زوجى ياللى بها 7,2 مليون دولار محفوظين بمكتب الامم المتحدة أغراض عائلية وهو حفظهم قبل وفاته بالولايات المتحدة بسبب تأثره بالأسلحه الكيميائية. ارجوك اخي راح اكون سعيدة كتير اذا بتقدر تساعدنى"... انتهى النص.
هذا النص ليس فصلا من فصول "باب الحارة" في جزءه "العشرين"، انما رسالة مناشدة وصلت عبر الايميل لاشخاص احتاروا في كيفية "مساعدة" هذه السيدة!, رغم ان الحاسوب "نفسه" يحذرك من رسائل كهذه ويقودك لعدم فتحها الا بعد التأكد من انها ليست "خدعة" وذلك لاستدراج من اي نوع.
ومن المعروف ان البريد الالكتروني بصفة عامة مغرق منذ سنوات بعشرات الالاف من تلك الرسائل المتشابهة بالهدف "المادي"، والمختلفة بالمضمون، فكثيرا ما تكون في سياق غسل الاموال، والتحويلات المصرفية المشبوهة، في اطار عمليات احتيال ونصب، باتت واضحة للقاصي والداني، ولم تعد تنطلي على أحد، ولاسيما عندما يطلب من الشخص المُستهدف القيام بارسال رقم الحساب البنكي خاصته, ولكن ما الذي تقصده الرسالة آنفة الذكر، هل هي " شيفرة " معينة، لاحدهم، وما هو المطلوب فعليا منها، حتى لو كانت في اطار عملية احتيال، وكيف يتم الاحتيال في مثل هكذا رسائل، ولم يطلب اي اسم، او رقم هاتف، او رقم لحساب بنكي.
محرر الشؤون الاقتصادية في صحيفة الدستور الزميل رشدي القرالة يرى ان هذا النوع من الرسائل الالكترونية لا يخرج عن اطار الاحتيال الالكتروني الذي انتشر بشكل كبير في العالم كله، ولكن الوعي العام بخطورتها وبالتالي تفاديها تعزز لدى الغالبية، ولم تعد تلك الرسائل وشبيهاتها تستوقف الاشخاص باستثناء من لم تمر عليه بعد، وهذا رهان مُطلق تلك الرسائل، الذي يكون ابتكر طريقة جديدة لاستدراج الناس والهدف الاول والاخير "التسول"، وجني المال، ولو كان بضعة دنانير.
ويتابع بقوله: وفي عودة لنص الرسالة، قد لا يكون مُرسلها "سيدة"، بل قد تكون عصابة، انتحلت صفة سيدة، او استغلت اسم سيدة فعلا، حتى يسهل "اصطياد" اشخاص بعينهم.
وفي ذلك كما يوضح محاولة للتواصل بين هذه السيدة واكبر عدد ممكن من الاشخاص، بحيث يكون الهدف المعلن هو كيفية المساعدة للوصول الى 7.2 مليون دينار "الخدعة "، وعندما تكسب ود الاشخاص، بطريقة او باخرى، تقوم بطلب مبالغ نقدية، "ريثما تحصل على المبلغ الضخم"!، وبهذه الطريقة تجمع اموال، ربما تصل الى مليون واكثر وبشكل حقيقي اذا ما تواصلت في "نصبها" على الاشخاص بهذه الطريقة.
ويحذر الزميل القرالة في هذا السياق من التعاطف مع اصحاب تلك الرسائل لاسيما وانهم يستخدمون موضوعات مثل "اللجوء"، اوالطلاق، او الميراث، او فعل الخير الوهمي، وغير ذلك الكثير كشماعات لجني " المال الحرام".
ويؤكد في سياق متصل على وعي المجتمع، وضرورة اخذ الحيطة والحذر، لانه في مثل هذا النوع من النصب، تكون قضية الملاحقة الامنية صعبة جدا، لان "المجرم"، وهمي، ومن الصعوبة بمكان ان يحصل الانسان حقه من اشخاص مفترضين.