الجزائر على بعد خطوة من الحلم العربي بالمونديال
تبدو الجزائر أقرب من أي وقت مضى من تحقيق انجاز تاريخي تلهث وراءه منذ مونديال 1982 عندما خرجت مرفوعة الرأس بمؤامرة ألمانية غربية نمساوية، وذلك عندما تلاقي روسيا اليوم الخميس في كوريتيبا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
نجح المنتخب الجزائري في رهانه الأول الذي جاء من أجله إلى العرس العالمي في البرازيل عندما تغلب على كوريا الجنوبية 4-2 فحقق الفوز الأول منذ تغلبه على تشيلي في مونديال 1982 بالذات في الجولة الثالثة بعدما فجر مفاجأة من العيار الثقيل في الجولة الأولى بتغلبه 2-1 على ألمانيا الغربية، لكنه ودع بسبب “المؤامرة الشهيرة” بين ألمانيا الغربية والنمسا عندما “خسرت الأخيرة عمدا أمام الألمان ليتأهلا سويا إلى الدور الثاني.
كان الفوز الرائع على كوريا الجنوبية 4-2 هو الأول لمنتخب عربي وإفريقي بأكثر من ثلاثية، محا به المنتخب الجزائري خيبة الأمل الكبيرة بعد الخسارة أمام بلجيكا 1-2 في الجولة الأولى بعدما كان متقدما 1-صفر، ووضع “محاربي الصحراء” في وضع جيد لتحقيق الرهان الثاني والاهم وهو اقتناص البطاقة الثانية عن المجموعة الثامنة وبلوغ الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
وانحصرت المنافسة على البطاقة بين الجزائر وروسيا وكوريا الجنوبية بعدما حجزت بلجيكا البطاقة الأولى.
ويحتل المنتخب الجزائر المركز الثاني برصيد 3 نقاط بفارق نقطتين أمام روسيا وكوريا الجنوبية، وقد تكفيه نقطة التعادل كي يصبح ثاني منتخب عربي يتخطى الدور الأول بعد جاره المغربي (عام 1986)، وسادس منتخب من القارة السمراء يحقق ذلك بعد المغرب والكاميرون ونيجيريا والسنغال وغانا.
ويقف الروس عقبة أمام ممثل العرب الوحيد في النهائيات العالمية، خاصة وأن رجال المدرب الإيطالي العنيد فابيو كابيلو يسعون للتأهل لأول مرة في عهدهم الحديث إلى الدور الثاني.
وأكد كابيلو انه ما زال مؤمنا بقدرة منتخبه على التأهل إلى الدور الثاني.
وقال كابيلو الذي حدد لنفسه منذ التأهل إلى النهائيات هدف قيادة الروس إلى تحقيق أفضل نتيجة لهم منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي من اجل تحضيرهم بأفضل طريقة لاستضافة نسخة 2018 على أرضهم، “من المؤكد إني ما زلت مؤمنا (بإمكانية التأهل) لكن ليس أمامنا أي خيار سوى الفوز على الجزائر”.
ورأى مدرب ميلان ويوفنتوس وروما وريال مدريد الإسباني سابقا بان فريقه خسر المباراة في الثواني الأخيرة، وتحديدا الدقيقة 88، لأننا “كنا نلعب من اجل الفوز بالمباراة، وتلقينا هجمة مرتدة وكانت تلك النهاية”.
وتابع “أن أهمية المشاركة الأولى (لروسيا) في كأس العالم منذ 12 عاما هي إنها تساعدنا على فهم المستوى الذي يحتاجه المرء من اجل خوض هذه البطولات”، في إشارة منه إلى تحضير المنتخب لمونديال روسيا 2018، مضيفا “لكن هناك كأس أوروبا 2016 قبل ذلك”.
ويأمل كابيلو أن لا يختبر فشلا جديدا في نهائيات كأس العالم بعد أن تذوق مرارة الخروج من الدور الثاني لمونديال جنوب إفريقيا 2010 مع المنتخب الإنجليزي حين تلقى الأخير هزيمة مذلة أمام غريمه الألماني (1-4)، ما جعل المدرب الايطالي محط الانتقادات اللاذعة في وسائل الإعلام البريطانية.