نصائح سفير أمريكا للأردنيين قبل مغادرته لبغداد: “الكاش العراقي” مهم.. والعقبة مشروع جيد
إعتبر السفير الامريكي في عمان أن انفتاح الاخوان المسلمين الاردنيين على العملية السياسية في بلادهم، وتعامل الشرطة مع الاحتجاجات بطريقة مختلفة عما تم في البلدان الاخرى، من الأدلة الدامغة على أن ردة الفعل الاردنية على أحداث الربيع العربي مختلفة عن دول الجوار.
وقال السفير ستيوارت جونز في لقاء صحفي ضيّق إن التقارير الاخبارية التي تحدثت عن تدريب المعارضة السورية في الاردن تعوزها الدقة، موضحا ان عملية التسليح والتدريب لا زالت فكرة تنتظر الموافقة عليها من الكونغرس الامريكي.
وفصل جونز، الذي يقضي أيامه الاخيرة في عمان، أن البيت الابيض نسّب بنصف مليار دولار لدعم تدريب وتسليح المقاومة، إلا أن الكونغرس لم يوافق على ذلك بعد، مشيرا إلى ان "الاردن” لم يرد ذكره في أي من المعاملات الخاصة بطلب المنحة للتدريب والتسليح بين البيت الابيض والكونغرس، معتمدا على ذلك بكونه دليلا لعدم وجود نية لاستغلال الاراضي الاردنية.
جونز أكد في حديثه ان دعم الاردن مطلوب في قرار كهذا، وأن القرار لن ينفذ دون رضا المملكة الاردنية عنه وعن برنامجه كاملا، موضحا ان الكونغرس اليوم يرى في تسليح المعارضة خيارا لـ "منع داعش من الخروج من الاراضي السورية”، لمنع تحركات متطرفة من الوصول لدول اكثر في المنطقة كـ "الاردن ولبنان وتركيا”.
وأضاف جونز، المتجه في الايام القليلة المقبلة الى بغداد كسفير للولايات المتحدة هناك، إن دولته تعتقد أن الحل الاوحد للازمة السورية "سياسي”، وفي ظل ذلك ترى ان عليها دعم الفرق التي ليست جزءا من جبهة النصرة ولا من الدولة الاسلامية المعروفة بداعش ليعتمدوا على انفسهم، ويصبحوا مصدّا للازمة عن باقي دول الاقليم.
على صعيد آخر تحدث جونز للصحفيين عن كون وزير خارجية بلاده جون كيري تحدث عن عملية السلام حين كان في الاردن قبل بضعة ايام، الامر الذي قرأ في سياقه ان وزير الخارجية "لم ييأس من عملية السلام”، وهو لا يزال ملتزما بها.
وأضاف جونز أنه "لن يتفاجأ ان عاد كيري الى السعي في قضية السلام لاحقا، عندما تكون الأمور السياسية بوضع مناسب”، مؤكدا ان بلاده ليس لديها خيار إلا الاستمرار في دعم عملية السلام وحل الدولتين "الذي عرفه الرئيس اوباما بالالتزام بحدود عام 1967″.
وقال السفير الامريكي، المنتهية ولايته، في الأردن جونز انه يرى ما يحصل في العراق "فرصة هامة” أمام الاردنيين، موضحا ان الاردن يستطيع استخدام موقعه الاستراتيجي لتدعيم تجارته مع العراق الامر الذي سيفيده باستقطاب النقد الذي يسيل بصورة هائلة في العراق، إلى جانب ما قد يجنيه ابناء الوطن لاحقا في مرحلة اعادة اعمار المدن العراقية.
الاردنيون لديهم الكثير من الخبرات الفنية والطبية والصناعية، الامر الي تحدث عنه السفير بصفته "مجال تعاون واسع″ قد يكون بين الاردن وشركات امريكية، مبينا ان تسويق العقبة كمنطقة اقتصادية لهذه الغاية كان احد الاسباب التي دفعت رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الخاصة الدكتور كامل محادين لزيارة الولايات المتحدة الامريكية في وقت سابق من الشهر الماضي.
وقال جونز إن لديه القناعة ان العقبة تمثل فرصة جيدة للشركات الامريكية، ولذلك وباتفاقية التجارة الحرة بين الاردن واميركا، تحصل الشركات الامريكية على خدمات منافسة بالنسبة للاقليم، كما تحصل الاردن على ميزات بالمقابل تعد مهمة.
ولم ينف جونز وجود فرقة عسكرية في الاردن، واصفا اياها بالصغيرة، إلى جانب فرقة عسكرية مؤهلة في الزرقاء ضمن اتفاقية لتاهيل وتدريب القوات المسلحة الاردنية، مشددا على ان "لا نية” لتوسيع انشطة هذه الوحدات في الوقت الحالي، "طالما الأردن بمنأى عن الاحداث العنيفة”.