60% من الشباب الأردني خارج سوق العمل
أظهرت دراسة جديدة لمنظمة العمل الدولية بأنه على الرغم من حصول الشباب الأردني على فرص تعليم جيد، إلا أن عدد الذين يلتحقون بسوق العمل في الأردن قليل جداً، لاسيما بين صفوف الشابات.
وتبين الدراسة التي تحمل عنوان "انتقال الشبان والشابات في الأردن إلى سوق العمل" بأن الانتقال من المدرسة إلى العمل في الأردن قد يستغرق زمناً طويلاً جداً. وفي حال انتقل البعض على جناح السرعة من المدرسة إلى عملهم الحالي، ويستغرق من لا يتمكن من الانتقال مباشرة نحو ثلاث سنوات كي يحصل على عمل مستقر أو مُرضٍ.
واعتمدت الدراسة على "مسح الانتقال من المدرسة إلى العمل" الذي أُجرته دائرةُ الإحصاءات العامة الأردنية كجزء من مشروع "عمل من أجل الشباب"، وهو شراكة بين منظمة العمل الدولية ومؤسسة ماستركارد، والأردن هو واحد من 28 دولة تشارك في المشروع.
وقال نائب الأمين العام في وزارة العمل الدكتور محمد القضاة،: "تسلط الدراسة الضوء على فئة مهمة في المجتمع وهي شريحة الشباب في الأردن وهذا يعطينا أرقاماً دقيقة عن البطالة وخمول الشباب في القوى العاملة، والتحصيل العلمي لكلا الجنسين وسنعتمد على بعض المؤشرات الواردة في المسح ويواجه الأردن عدداً من التحديات في سوق العمل".
ووجد المسح الذي شمل 5,405 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً أن 60 % من الشباب في الأردن غير نشيط أو ليس في سوق العمل.
ويعزى ذلك في جزء منه إلى فرص التعليم الكبيرة في البلاد، مرجحا المسح أن تبقى الشابات على وجه التحديد خاملات ، إذ إن ثلثاهن غير نشطات ولسن في المدرسة.
وفي حين أن معدل بطالة الشباب في الأردن أدنى بقليل منه في بلدان أخرى في المنطقة، إلا أنه بلغ 24.1 % خلال فترة المسح (2012-2013)، أي قرابة ضعفي المعدل العالمي. كما أن معدل بطالة الشابات مرتفع ويبلغ 41.8 %، أي أكثر من ضعف معدل بطالة الشبان والذي يبلغ 18.7 %.
ووجدت الدراسة بأن معدل بطالة الشبان يتناقص بارتفاع تحصيلهم العلمي، بالمقابل تأبى معدلات بطالة الشابات الهبوط إلى ما دون نسبة 40 % بغض النظر عن تحصيلهن العلمي.
وبحسب الدراسة، وقّع غالبية الشبان والشابات العاملين عقوداً ويتمتعون بإعانات اجتماعية. ومع ذلك، لا يزال عد كبير منهم يعمل في وظائف غير منظمة حيث الأجور أدنى من المتوسط وساعات العمل طويلة جداً.
وأشادت منظمة العمل الدولية بالجهود التي تبذلها الحكومة لتسهيل انتقال الشباب من المدرسة إلى العمل، مشيرة أيضاً إلى أن ثمة كثير مما ينبغي القيام به لمعالجة البطالة، وعدم توافق المهارات وانخفاض فرص العمل اللائق في البلاد.
وقال نائب المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية فرانك هاغمان: "تخبرنا نتائج هذا المسح بأن هناك كثير من العمل ينبغي القيام به بغية تحقيق تطلعات شباب الأردن، ونحن نعلم أن جميع شركائنا في الأردن ممن ساعدوا في إجراء هذا المسح يسعون إلى تلبية تلك التطلعات، ونحن في منظمة العمل الدولية موجودون هنا لمساعدتهم وشباب الأردن في انتقالهم من الفصول الدراسية إلى العمل اللائق".