آخر الأخبار
ticker مشاركة متميزة لطلبة عمان الأهلية ببرنامج إعداد قادة الذكاء الاصطناعي ticker الأردن يرحب بقرار الأمم المتحدة بعدم قانونية استمرار وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية ticker الحكومة تتقبَّل التَّهاني في "رئاسة الوزراء" الجمعة ticker الجمعية العامة تعتمد قرارا يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ticker 5 سيدات يتسلمن حقائب وزارية في الحكومة الجديدة ticker تشكيل اللجان الوزارية .. والمومني ناطقاً رسمياً باسم الحكومة ticker زين وريد بُل تعلنان انطلاق بطولة "ريد بُل كار بارك درِفت 2024" في الأردن ticker كابيتال بنك يرسي معايير جديدة في التمويل الأخضر .. مشروع قرية أيلة مارينا نموذجاً ticker افتتاح مبنى قصر العدل في جرش ticker انتهاء أعمال التنقيب في موقع تل العصارة الأثري ticker هاريس: لا يجب إعادة احتلال غزة ticker بالأسماء .. هؤلاء مرشحين للدخول في الحكومة الجديدة ticker سيدات يُعدن تعريف النجاح ويصبحن مصدر إلهام لمجتمعاتهن ticker كابيتال بنك يتعاون مع شركة وصل للتوعية والتثقيف لدعم برنامج "شبّك وبادر" ticker 8600 متدرب ومتدربة التحقوا بالتدريب المهني ticker الخدمات الطبية تشهر تقنية الخلايا التائية لعلاج سرطان الدم الحاد ticker الحنيطي يزور قيادة لواء الحرس الملكي الآلي الأول ticker المقاصد يحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف ticker "كوني أنتِ" يستضيف اردنيات أبدعن في التواصل الاجتماعي ticker افتتاح البرنامج التدريبي السادس والخمسين في مأسسة حق الحصول على المعلومة

مسيحي يوقظ المسلمين

{title}
هوا الأردن -

ينتظر ميشيل، رمضان بفارغ الصبر لإيقاظ المسلمين في عكا من نومهم لتناول السحور ويدأب على الصوم يومين معهم تضامنا وتأكيدا على اللحمة الوطنية.

ويواظب ميشيل أيوب(38 عاما) كل ليلة على القيام بدور "المسحراتي" في بلدته رغم انتمائه للدين النصراني، للسنة العاشرة على التوالي.

 واكد ميشيل إنه يفعل ذلك احتراما للصوم والصائمين ومساهمة في تعزيز اللحمة الوطنية في مرحلة تكثر فيها الإنشقاقات.

 
أيوب شاب في غاية الرشاقة وصوته حنون جدا يواظب على التجوال بين أحياء بلدته حاملا واحدة من أدواته، الطبلة ليلا، ويعمل من أجل لقمة عيشه في البناء والترميمات نهارا.

 
تزدان جدران منزله بأعمال فنية من صنع يديه خاصة الأعمال الخشبية وأبرزها للسيدة العذراء مريم. ولا يكتفي بوضع أناشيد دينية رقيقة بل يضمنها معان تربوية.

ومن هذه الأناشيد التي يرددها ميشيل :

 
اصحى يا نايم وحد الدايم

 
رمضان كريم يا رمضان

 
قول نويت ان حييت شهر الصيام


وبالفجر القيام

 اصحى يا نايم وحد الدايم رمضان كريم

 مسحراتي منقراتي ومنجراتي دواليب زمان


ما تشكو يا ناس من دقة شاكوشي

 
يا ناس حبايب يا ناس جيران

 
انا قلبي دايب على البيبان


لا ظني سيئ ولا جبان.


وعن ذلك يقول إنه أصلا يرى نفسه حاملا رسالة تربوية اجتماعية مفادها أن المسلمين والمسيحيين أخوة وشعب واحد يقيمون في وطن واحد ويلتقون في التوحيد بالله.

 
وتطرب الآذان لسماعه وهو ينشد أناشيد السحور ويقرع طبلته التراثية التي يحبها ويقول متوددا إنها "تحكي معي أسألها فتجيب بصوتها الرنان الحنون".

 
وهو يستعد لجولات استثنائية داخل أحياء بلدته في ساعة مبكرة من ليلة القدر يقوم فيها بتلاوة الأسماء الحسنى لله.

 
مضيفا عاهدت ربي على مواصلة مشواري هذا حتى يأخذ بوداعتي.

 
ابتدأ ميشيل مشواره قبل تسع سنوات لكنه كان مسكونا بهاجس المسحراتي منذ طفولته معتبرا المسحراتي واحدا من الوجوه الجميلة للشهر الفضيل.

 
ويتابع : طالما سألت نفسي لماذا وأين اختفى المسحراتي ولماذا سارع المسلمون لإستبداله بالمنبهات الألكترونية حتى بادرت للمساهمة في إحياء هذا الموروث الجميل.

 
كرمه المسجد الجزار مرة على عطائه النبيل، وهو يرفض الظهور في دعايات تجارية ويشدد على انه لا ينتظر مكافأة أو تكريما من جمعية أو سلطة محلية سوى من رب العالمين وأنه يقبل الهدايا الرمزية فقط.

 
ويؤكد الناشط محمد كيال إن المسحراتي المسيحي معلم من معالم الإخوة الحقيقية في بلدته "المكر" حيث تقيم عائلة الشاعر محمود درويش.

 
مضيفا أن أيوب يمنح رونقا جميلا للشهر الفضيل وبطبلته وصوته الحسن يقدم قدوة تحتذي بها الأجيال.

 
ويقوم أيوب بدور المسحراتي في المدينة المجاورة عكا ويرى في رمضان كلمة السر للوئام والرحمة والصبر ويشدد على أن الصيام لا يعني الإمساك عن الطعام بقدر ما هو رياضة روحية لتعزيز أجمل القيم الإنسانية.

 
ويضيف وأنامله تلهو بحبات مسبحة تلقاها من صديق ، لي الشرف أن أكون جزءا من هذا العالم والتزم بدلالات رمضان.
 
ويوضح أنه ليس رجلا متدينا لكنه يفهم في الشؤون الدينية وأنه يخشع لصوت الأذان خاصة من مساجد الشام وفلسطين وتركيا.


ويقول إنه يحرص طيلة رمضان على مشاهدة البرامج الدينية لأن الدين يهدي لطريق الخير والمحبة.

 وردا على سؤال ان كان يفكر في تغيير انتمائه للطائفة الدينية يقول أن لب الدين المعاملات قبل العبادات ويتابع جازما ربما تجد شيوخا ورهبانا يستخدمون الدين غطاء للتكسب وتحقيق مآرب دنيوية على حد قوله.

 وتلمع عيناه انفعالا وهو يعبرّ عن سعادته بوصف قيامه بدور المسحراتي الذي يهبه الطاقة والقوة المعنوية.

 ويبدو أن ذلك أيضا يمنح ميشيل أيوب، المتأثر بأجداده المعروفين بسمعتهم الطيبة فرصة لممارسة حبه للتراث العربي ولقيمهم الإجتماعية.


ويستذكر كيف أن جده نور الدين أيوب المهجّر من حيفا في نكبة 1948 كان معتادا على اعتمار العمامة قبل سماع القرآن الكريم في المذياع من الصباح حتى الظهر كل يوم جمعة ، وينعكس ذلك أيضا في زيه التراثي القمباز واعتماره العمامة والكوفية الفلسطينية.

 ويشير الى أن تجواله في شوارع وأزقة بلدته وملاحظته نهوض النائمين من سباتهم قبيل الفجر يملأ قلبه سعادة ، وتتعاظم سعادته وهو يسمع دعوات الخير والإبتهالات من الناس وهم يستيقظون على صوت طبلته وأناشيده الدينية الرقيقة التي  تدفع بعض الأمهات والجدات للبكاء خشوعا لسماعهن أناشيدي.

 ويؤكد أن الناس باتوا يدعونه في الأماكن العامة بـ "المسحراتي" منوها أنهم يغمرونه بالمديح والدعاء الحسن .

 
ميشيل الذي زارته وسائل الإعلام من أستراليا حتى بريطانيا يعتذر عن تلبية الكثير من دعوات الإفطار التي توجه له في رمضان لكثرتها.
 
ويحلم بفتح ورشة لتعليم مهنة المسحراتي لإحيائها في المدن والقرى الفلسطينية وهو لا ينتظر سوى من يوفّر اللباس التراثي والطبول اللازمة.

تابعوا هوا الأردن على