دولة الرئيس انت اقل من مستوى المرحلة
وجه النائب علي السنيد رسالة قاسية للرئيس عبدالله النسور واصفا فيها الموقف الاردني بالمتخاذل، والذي لا يرقى لمستوى علاقة الشعب الاردني باخوانه من الفلسطينيين ، ولا بحجم الحدث الجلل في اجتياح غزة.
ونوه السنيد الى انه يحاول جاهدا تجميع حيثيات الموقف الاردني لتبيان حقيقته ازاء نهر الدم المسفوك في غزة، والذي لا يتعدى عدة تصريحات ضعيفة من بعض وزراء الدولة، في حين غابت المملكة عن حادثة العدوان الاسرائيلي الغاشم على الاخوة الفلسطينيين، وقد اوقع فيهم مئات الشهداء، والاف الجرحى المصابين الى اللحظة.
وقال النائب علي السنيد ان الحكومة يجانبها الصواب بادعائها انها بموقفها الراهن متناغمة مع الشارع الاردني، مبينا ان اضعف رؤساء الحكومات الاردنية في السابق كانت لديهم اجراءات اكثر فاعلية من اجراءات هذه الحكومة في تعاملها مع مثل هذا الموقف الحرج.
واضاف السنيد ان التاريخ سيسجل ان هذه الحكومة اتخذت موقف المتفرج ، ولم تتخذ اية خطوة ازاء التصعيد الاسرائيلي، ولم تقم بالتهديد بالغاء المعاهدة او طرد السفير الاسرائيلي، والغاء التمثيل الدبلوماسي المعيب بين البلدين ، والذي يقفز عن حقيقة ما اوقعته اسرائيل في الامة العربية من خسائر بشرية فادحة .
ودعا السنيد النسور الى التنحي وترك المجال لتشكيل حكومة تكون اقدر على مواجهة الموقف. والحفاظ على كرامة الشعب الاردني.
وتاليا نص رسالة السنيد:
دولة رئيس الوزراء الاكرم
اخاطب دولتكم بمقتضى المسؤولية النيابية ، وانا لا املك ذرة امل في ان تتحرك حكومتكم الموقرة لترقى الى مستوى الحدث الدامي الذي تمر به فلسطين، وقد اظهرتم فشلا ذريعا اخر تضيفه هذه الحكومة الى سلسلة اخفاقاتها، وهي التي تتخذ موقفا متخاذلا لا يرقى لمستوى العلاقة الجوهرية بين الشعبين الاردني والفلسطيني، وقفزت في موقفها المشين عن واجبات الاردن القومية، وكونه بلدا ملاصقا للشقيقة فلسطين، وتربطه اواصر القربى والنسب مع الاشقاء الفلسطينيين، ويعتبرا بمثابة الامين على قضية الاشقاء، ومتأثرا رئيسيا بمجرياتها تاريخيا.
وقد جرحت الحكومة مشاعر الاردنيين باتخاذها موقف المتفرج ازاء المذابح التي يتعرض لها الاخوة الفلسطينيون في غزة، وهي التي لم تحرك ساكنا، وقد جانبت الصواب بادعائها ان موقفها يتناغم مع الشارع الاردني.
وانا حاولت جاهدا ان اجمع حيثيات الموقف الاردني ، وفشلت في العثور سوى على عدة تصريحات لبعض وزراء الدولة لم تمنع قطرة دم واحدة من ان تسيل في غزة.
وها هو العدوان الهمجي يتواصل مستفيدا من حالة الصمت العربية، وتورط اطراف عربية فيما يبدو في التحريض على العدوان.
وبقي الاردن الشاهد التاريخي على قضية الاشقاء الفلسطينيين صامتا في عهد هذه الحكومة، وهو الذي من واجبه ان يمارس كافة ضغوطه.
وعلى اقل تقدير من خلال المعاهدة التي ادعي انها جاءت لخدمة الاشقاء الفلسطينيين، ولتوفير الاسناد لهم، وها هي تظهر وكأنها ليست سوى ادانة مسبقة لموقف الدولة الاردنية، وتهشم صورتها امام الناس.
ولا ادري ماذا كان يمنع هذه الحكومة من ان تهدد بالغاء المعاهدة ان لم يتوقف العدوان، او تعلن السفير الاسرائيلي شخصا غير مرغوب فيه. وايصال رسالة قوية الى الجانب الاسرائيلي ان بقاء المعاهدة مرتبط بأمن غزة، ووقف العدوان عليها.
الا ان الحكومة دولة الرئيس بدت عاجزة تماما عن اتخاذ اي موقف بحيث تقدمت بعض الدول غير العربية في مواقفها المنددة بالعدوان الاسرائيلي علينا ، وصرنا بذلك في ذيل قافلة الصامتين، والذين لا فرق بينهم ويبين الشامتين من العرب باخوانهم.
وهو ما يؤكد قناعتنا بأن هذه الحكومة كانت اقل من مستوى المرحلة، ولم تقدم شيئا للوطن ولسمعته، وهي غير قادرة على مواجهة التحديات السياسية التي تعترض طريق الدولة الاردنية.
وانا ادعوك دولة الرئيس من موقع المشفق عليك للتنحي، وان تترك المجال لحكومة اخرى تستطيع مواجهة الموقف بما تقتضيه كرامة الاردنيين ، والحفاظ على مشاعرهم ازاء اخوانهم المحاصرين تحت القصف والغارات .
شكرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
النائب : علـي السنيد