إستراتيجيون : الأردن قادر على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها الإقليم
قال المحلل الاستراتيجي اللواء الطيار المتقاعد محمود ارديسات أن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني ركز على أن المواطن الأردني هو الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار في الأردن وانه قادر على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها الإقليم لما يتمتع به من مخزون وطني وثقافي ومعرفي .
واضاف ان ثقة المواطن الأردني بنفسه عالية وكبيرة من خلال تاريخه حيث اثبتت التحديات التي مر بها الأردن انه كان على الدوام يخرج من كل أزمة أو تحد اقوى من ذي قبل، وقد ظهر هذا خلال أزمة استشهاد الطيار معاذ الكساسبة التي لم تنل من ثقة المواطن الأردني بنفسه بل بلغت ذروتها فالتف الأردنيون حول راية الوطن واثبتوا أنهم الأقدر على الحفاظ على امن الوطن واستقراره .
وبين أن الأردنيين قادرون على بناء مستقبل أفضل للوطن من خلال العمل والانجاز فهما عنوان المواطنة التي يتمتع بها الأردنيون، وان الشباب بحاجة لمعرفة ما بناه الإباء والأجداد وان يتسلحوا بالمعرفة والعلم والعمل لمواجهة ما يجري في الاقليم وهذا يتطلب مقاربة علمية وثقافية تقودنا إلى مستقبل أفضل بدلا من الالتفات للماضي .
وأشار إلى أن خطاب جلالة الملك تضمن رسالة ثقة بالمواطنين الأردنيين وتطمين لهم بجميع فئاتهم بأننا قادرون على مواجهة الصعوبات التي قد تقف أمامنا وحلها إذا تكاتفنا وان كل ما يجري حولنا لن يمنعنا من مواصلة مسيرتنا السياسية ومشاركة المواطنين مثلما يحمل تحذيرا للمشككين بقدرة الأردن على مواجهة الوضع القائم في المناطق المحيطة بنا ومواجهة الفكر الظلامي.
وبين أن خطاب جلالته يوضح أن المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات ويؤكد الثقة بالمواطن الأردني ويطمئن المواطنين بأننا قادرون على التصرف لكن جيشنا عربي وحمل لواء العروبة والإسلام ولن نغامر وحدنا في هذا المجال، إلا أننا جزء من تحالف دولي وعلى الجميع مسؤولية محاربة الإرهاب.
اما المحلل الاستراتيجي اللواء المتقاعد محمد خريسات فقال تشهد المنطقة تحولات كبيرة وهناك مخططات يتم العمل عليها سواء من قبل دول او إطراف خارجية أو المنظمات الإرهابية المسلحة الأمر الذي يتطلب من جميع فئات الشعب الأردني الوقوف صفا واحدا كما كانت دائما خلف راية الوطن وقواته المسلحة .
وأضاف اثبت الأردنيون على الدوام صدق انتمائهم لوطنهم، وكانوا يخرجون دائما من كل التحديات التي تواجههم أقوى مما كانوا وهذا بفضل عزيمتهم وأيمانهم بوطنهم وقيادتهم وقواتهم المسلحة وهو ما أثبتوه بعد استشهاد الطيار الكساسبة .
وأشار إلى أن جلالة الملك أكد على تماسك الجبهة الداخلية الأردنية ومتانتها وصلابتها فهي الخيار الأساسي الذي يجب المحافظة عليه ليبقى الأردن سدا منيعا في مواجهة المترصدين بالوطن وبذل الغالي والنفيس لمواجهتهم، والحيلولة دون تأثير المخططات الإرهابية التي تستهدف النيل من الأردن الذي بقي صامدا عبر تاريخه في وجه كل المخططات التي حاولت النيل منه بفضل ثقة أبنائه بأنفسهم وقدرتهم على الاصطفاف في خندق واحد وتمييز الغث من السمين.
وأوضح أن خطاب جلالته حمل في مضامينه التأكيد على ثقة القيادة بشعبها مثلما حمل رسائل تطمئن الشعب بان جيشه وجد للذود عنه وعن لواء العروبة والإسلام مثلما كان على الدوام ولن يكون غير ذلك، لكنه أيضا لن يسمح بتهديد امن الوطن والمواطن من قبل أي كان وسيتصدى لكل من يحاول النيل من أرضه وشعبه، ولن يسمح بنشر الفكر المتطرف فالإسلام هو الإسلام ولا يوجد إسلام متطرف أو إسلام معتدل وما التسميات الدينية والإسلامية التي اختارتها المنظمات الإرهابية سوى غطاء لأفعالهم الإجرامية ومخططاتهم وأجندتهم الدخيلة على الإسلام والتي تنفذ لصالح إطراف أخرى لا تريد للأردن أن يستمر في الحفاظ على مسيرته وأمنه واستقراره .
وأضاف أن ما يواجه الأردن من تحديات كبيرة وخطيرة تتطلب منا التماسك والوقوف خلف القيادة الهاشمية وان نكون صامدين وأقوى من أي وقت مضى وهذا يتطلب ايضا من كل مواطن تقديم الدعم المعنوي للقوات المسلحة وقراراتها ومواقفها التي تهدف إلى المحافظة على مصلحة الوطن .
وأكد أن من الأهمية الآن عدم الالتفات إلى بعض الشائعات والتحليلات والأقاويل التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل علينا الالتفات إلى مواجهة مخططات تقسيم المنطقة والحيلولة دون تأثيرها على امن الأردن واستقراره فهذا هو الهم الكبير الذي على الجميع وبخاصة مؤسسات المجتمع الأردني أن تعمل على مواجهته والانتباه إليه من خلال نشر روح التضحية والفداء للمحافظة على بيت العرب (الأردن) ليبقى مثلما كان دائما الحضن الدافئ لأبنائه وبناته .