فكرة إنشاء "قوة عربية عسكرية مشتركة" لمكافحة الإرهاب والتطرف تلاقي قبولاً أردنياً
تلاقي فكرة إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة قبولاً لدى الأردن في المستوى السياسي بحسب ما تؤكد مصادر رسمية، إلا أن تفاصيل هذه الفكرة على الصعيد العسكري لا زالت غير واضحة.
وتتوقع المصادر أن يتضمن البيان الختامي لمؤتمر القمة العربية المقرر عقدها نهاية آذار الجاري في شرم الشيخ، إشارة إلى فكرة إنشاء القوة العربية العسكرية المشتركة، الهادفة لمكافحة الإرهاب والتطرف وتأمين المدنيين.
وهذه الفكرة أطلقها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعدما قتل تنظيم داعش 21 مصرياً قبطياً في ليبيا. وأعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاثنين ضرورة السعي لإنشاء هذه القوة.
وأكدت المصادر أن الأردن سيكون من أول المرحبين بإنشاء مثل هذه القوة حال الإعلان الرسمي عنها.
لكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن التفاصيل العسكرية للقوة العربية الموحدة، لا تزال غير واضحة، إذ تثور تساؤلات حول ما إذا كان الداعون لها يقصدون أن تكون تحت قيادة واحدة والموقع الأساسي لقيادة هذه القوة، فضلاً عن مهامها وصلاحياتها.
وتنص اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي يعتقد أنها ستكون الإطار النظري لهذه القوة إن أنشئت، على أن يكون مقر اللجنة العسكرية الدائمة لمجلس الدفاع العربي المشترك في العاصمة المصرية القاهرة.
كما تنص على أن "تكون القيادة العامة لجميع القوات العاملة في الميدان من حق الدولة التي تكون قواتها المشتركة في العمليات اكثر إعداداً وعدة من كل من قوات الدول الأخرى إلا إذا تم اختيار القائد العام على وجه آخر بإجماع آراء حكومات الدول المتعاقدة".
وأقرّت هذه الاتفاقية في نيسان 1950. ووقع الأردن عليها وعلى بروتوكولها الإضافي.
وكان الملك عبدالله الثاني زار الرياض والقاهرة قبل أيام وأعلن في بيانات مشتركة مع العاهل السعودي والرئيس المصري ضرورة تكثيف الجهود "العربية والإسلامية" في محاربة الإرهاب، مما أثار تكهنات حول دعم الأردن لتوجه إنشاء هذه القوة.
ويشارك الأردن في تحالف دولي ضد تنظيم داعش منذ أيلول 2014.
وتوقع مراقبون في وقت سابق أن تتبلور فكرة إنشاء تحالف "عربي إسلامي" بهدف إيجاد رديف للتحالف الدولي، لتحقيق عدة غايات، أولها عدم منح تنظيم داعش فرصة لـ"الدعاية" بأن "الغرب يحارب الإسلام"، وشرعنة أي تدخل بري في ليبيا وسوريا والعراق تحت شعار "قوة عربية موحدة" في المقام الثاني، وتشجيع دول المنطقة على الاشتراك في جهود "القضاء على الإرهاب" ثالثاً.
وكان مدير وكالة استخبارات الدفاع الأميركية الجنرال فنسنت ستيوارت عزز الفكرة الأولى عندما قال أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي إن "أفضل دعاية للانتصار يمكن أن نمنحها لداعش هو أن نجعل هذا الأمر يبدو على شكل قتال بين الغرب، والإسلام وداعش".
كما كان الملك أعرب مطلع شباط الماضي عن اعتقاده بضرورة أن تكون الحرب ضد تنظيم داعش "حرب المنطقة" ودولها، وليس حرب الغرب والولايات المتحدة وذلك خلال وجوده في واشنطن عندما تلقى نبأ استشهاد الطيار معاذ الكساسبة.
وفي أعقاب ذلك، قال وزير الخارجية ناصر جودة في اجتماع لجنة نيابية إن على دول المنطقة أن تقود الحرب ضد داعش، لا أن تتفرج على الغرب وهو يحاربه.