سليمان الهواري .. 18 عاما على الرحيل
تصادف اليوم الذكرى الثامنة عشر ، لرحيل ابن الاردن الغالي ، ابن الكرك الابية ، ابن البوتاسالشامخة ، المرحوم سليمان الهواري ، مدير عام شركة البوتاس العربية الاسبق ، الذي قضى عاشقا للبوتاس ، على درب المحبة ، طريق البوتاس .
رحمك الله يا ابا عامر ، كم فقدنا بفقدانك يا خيرة الرجال ، وخيرة ابناء الكرك ، واخر عنقود الشرف والشهامة ، كم فقدنا الاصالة ، والنخوة ، والوطنية ، ايها الكادح ابن الكادحين ، يا من عاشت البوتاس ، وعاش الاردن في قلبك وعقلك ، التحقت بالبوتاس موظفا بسيطا ، وتدرجت في سلم الوظيفة بجدارة واستحقاق ، حتى وصلت الى موقع المدير العام فيها ، فصنعت للكادحين وابناء الكادحين املا ، ان يجدوا لهم مكانا لائقا تحت سماء الوطن .
رحمك الله ابا عامر ، بقدر ما احبك الحجر والشجر والبشر ، ففي كل ركن من اركان البوتاس لك ذكرى ، وفي ضمير كل عامل شريف مخلص لك محبة ، وعلى كل لسان لك دعاء بالرحمة .
رحمك الله يا صانع مجد البوتاس ، وصانع انجازاتها ، وصانع المكاسب للعاملين المسحوقين فيها ، سنوات معدودات قضيتها كمدير عام ، صنعت فيها انجازات عشرات السنين ، وما زال عمال البوتاس ينعمون بخيرات انجازاتك ، وهم الذين بذلوا الغالي والنفيس ، وسهروا الليالي الطوال ، من اجل تقدمها واعلاء شانها ، ضحوا بالجهد ، وضحوا بعضهم بحياته ، شهداء انتاج ، لرفع راية الوطن ، وكان استشهادك على طريق الاغوار ، تتويجا لتضحية كل من صنع انجازات البوتاس .
لقد تغيرت الدنيا في غيابك ابا عامر ، واصبح الزمان غير ذاك الزمان ، والرجال غير اولئك الرجال ، والاوطان غير تلك الاوطان ، لكن ، ورغم كل ذلك ، نم قرير العين ابا عامر ، فدوام الحال من المحال ، سيعود للوطن شموخه ، ولابنائه كرامتهم ، وسيبقى الوطن يذكر ابنائه المخلصين امثالك ، وستظل الاردنيات تنجب الرجال الرجال ، هكذا هو منطق التاريخ ، لمن يقرأ التاريخ جيدا .
ستظل اجيال تذكرك ابا عامر ، وتردد مع ابي فراس الحمداني قوله المأثور :
سيذكرني قومي اذا جدّ جدّهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ...
مالك نصراوين
m_nasrawin@yahoo.com
1832015