برشلونة يخفف آلام فتاة عراقية فقدت والدها في الحرب
فتاة عراقية يتيمة تبلغ من العمر 14 ربيعا، يلقبها المقربون منها بـ"فلة الكتالونية"، لحبها الشديد وعشقها وتعلقها بنادي برشلونة الإسباني العريق، الذي عشقته منذ كانت طفلة وتحرص على متابعة مبارياته كلها.
وتعرف الفتاة الكثير عن برشلونة وخاصة نجمه ليونيل ميسي، وحلمها أن تزور إسبانيا وتحضر إحدى المباريات النهائية للنادي هناك، وتتمنى أن يتحقق حلمها في الدراسة بإسبانيا لكي تكون قريبة من نادي برشلونة.
وتقول فلة الكتالونية لوكالة (إفي) "بعد أن قتلت القوات الامريكية والدي أمام عيني في عام 2004 ، أصبت بصدمة كبيرة، وكرهت الدنيا كلها، ولم أكن أغادر المنزل، وبعد عدة
أشهر لاحظت شقيقي الأكبر (ليث) يتابع مباراة نادي برشلونة، ويستمتع بمشاهدته لتلك المباريات، وكان يحكي لي عن النادي العريق لذلك بدأت أتابع المباريات معه وأعجبتني".
وتضيف "ومنذ ذلك الحين أصبحت مباريات برشلونة المتنفس الوحيد لي وأعادت لي الأمل وبعثت في نفسي الهمة والنشاط، بعدما كانت الدنيا في وجهي سوداء، فقد أخرجتني مباريات برشلونة إلى العالم الرحب والواسع".
وتابعت "كان لوالدتي الفضل الكبير في دعمي وتوفير كل الاحتياجات، حيث تشتري لي البطاقات الرياضية الخاصة لكي أتابع مباريات برشلونة، وتسهر معي طوال الليل إذا صادف وقت المباراة في ساعات متاخرة ولكي تحميني من شقيقي محمد (اكبر منها بسنتين) الذي يشجع نادي ريال مدريد،
الخصم اللدود لبرشلونة، إذا كانت المباراة بين الفريقين، حيث ينهال علي بالضرب إذا فاز نادي برشلونة على الريال وحصل هذا عدة مرات".
وقالت فلة "أتابع أخبار النادي كلها وأعرف أسماء اللاعبين، وبالأخص نجم الفريق الكابتن ميسي، الذي أتابع كل الاخبار التي تنشر عنه، واعرف اسم زوجته واسم ابنه وكل
الاشياء المنشورة عنه، حيث أقوم يوميا بمتابعة أخباره وأسفاره وجولاته مع عائلته وفي التدريبات وفي كل شيء، وأتابع بشغف حفلات أعياد الميلاد الخاصة بميسي وعائلته".
وأوضحت أنه من خلال حبها وتعلقها بنادي برشلونة فقد أحبت إسبانيا كلها، وبدأت باقتناء الأزياء الإسبانية وخاصة التي فيها الوان نادي برشلونة، مبينة أنها اشترت قاموسا لكي تتعلم اللغة الإسبانية وتعرف المزيد عن أخبار نادي برشلونة والثقافة الإسبانية.
ومضت فلة تقول والفرح يبدو على وجهها الطفولي البريء "حلمي أن أزور إسبانيا وأحضر مباريات نادي برشلونة والتقي باللاعبين، وأشكرهم من كل قلبي لأنهم أعادوا لي الأمل بالحياة بعدما فقدتها نتيجة مقتل والدي أمام عيني، على أيدي القوات الأمريكية".
وأكدت فلة أن متابعتها وشغفها بنادي برشلونة لم يؤثر على دراستها، فهي تحضر دروسها بكل جد وتفوق، خصوصا بعدما وعدتها والدتها بمساندتها وبذل كل ما بوسعها لكي تحقق حلمها في الذهاب إلى إسبانيا والدراسة هناك.
من جانبها قالت سندس اللامي، والدة فلة "عندما لاحظت ابنتي التي فقدت حنان الأب، مهتمة بنادي برشلونة شجعتها وقمت بتوفير كل احتياجاتها من أجل إخراجها من حالة الحزن والاسى والضياع التي كانت تعاني منها نتيجة فقدانها لوالدها التي كانت متعلقة به جدا، فكنت أسافر من محافظة
صلاح الدين حيث أسكن إلى العاصمة بغداد لكي اشتري لها كل شيء يتعلق بنادي برشلونة من الأعلام والشعارات والملابس".
وأضافت "أحبت فلة الثقافة الإسبانية نتيجة تعلقها ببرشلونة، لذلك فإنها لا ترتدي إلا الملابس التي فيها الوان النادي، وحتى وسادتها عليها الوان وعلامة النادي، فضلا عن الغطاء الذي تتغطى فيه اثناء النوم، وكذلك سريرها، فمن يدخل غرفتها يتصور أنه في غرفة تابعة
لأحد أعضاء النادي، فصور اللاعبين تغطي جدران الغرفة وخاصة اللاعب ميسي".
وكشفت اللامي عن وجود مشكلة تعاني منها داخل بيتها إذا صادف أن المباراة بين نادي برشلونة وريال مدريد، لأن ابنتها فلة تشجع برشلونة في حين أن ولدها محمد يشجع الريال، لذلك هي تجلس بينهما لتكون صمام الأمان لمنع وقوع المشاكل والاحتكاكات.
وأشارت اللامي إلى أنها قطعت وعدا على نفسها من أجل تحقيق حلم ابنتها فلة في زيارة إسبانيا والدراسة فيها، رغم امكانياتها المتواضعة، وتقول "سأفعل كل ما استطيع من أجل تحقيق
حلم ابنتي اليتيمة، لأن حبها وتعلقها بنادي برشلونة أعطاها ومضة أمل بالمستقبل".
وذكرت اللامي التي تسكن حاليا في بغداد أنها تركت منزلها الكائن في محافظة صلاح الدين بعد أن احتل عناصر تنظيم داعش الارهابي بيتها واستقروا فيه عدة أشهر، مشيرة إلى أنها وجدت بيتها مخربا بعد تحرير المنطقة، وكل الأشياء الخاصة بابنتها المتعلقة بنادي برشلونة قد سرقت
ودمرت، مؤكدة أنها تبذل ما بوسعها من أجل إعادة كل شيء إلى طبيعته وشراء كل ما تحتاجه ابنتها.
وبينت اللامي أن الهدايا التي تقدمها لابنتها في كل المناسبات العامة والخاصة يجب أن تكون متعلقة بنادي برشلونة، مثل الهدايا في أعياد الميلاد ورأس السنة والأعياد الأخرى.