الرأي تفتح النار بوجه النسور وحكومته

فتحت صحيفة الراي (شبه الحكومية - 55% من اسهمها مملوكة للذراع الاستثماري للحكومة) النار على حكومة الدكتور عبدالله النسور في سابقة لم تشهدها الصحافة الوطنية من قبل.
ففي اليوم الثاني من حجبها لاخبار الحكومة, صدرت الراي الثلاثاء بعدد غير معهود خلال السنوات القليلة الماضية على الاقل.
حيث حفل هذا العدد بتغطيات ومعالجات صحفية واسعة لقضايا تشهد تقصيرا حكوميا فاضحا وتغولا على مؤسسات يفترض ان تكون مستقلة وانتقادا لاذعا لممارسات وسياسات حكومية فاشلة ونشاطات صورية هدفها الوحيد احداث فرقعة اعلامية للتغطية على عجز الحكومة ورئيسها عن معالجة الازمات والملفات الاساسية التي تهم معيشة المواطن ومستقبل الوطن.
فبدل ان تقوم الرأي بفرد صدر صفحتها الاولى لزيارة النسور وفريقه الوزاري الى محافظة عجلون كالمعتاد, شنت, من خلال تصريحات لعدد من النواب, هجوما كاسحا على الزيارات الحكومية للمحافظات باعتبارها زيارات شكلية ومسرحيات هدفها كسب شعبيات واحداث اصداء اعلامية دون انجازات حقيقية على ارض الواقع.
كما استبدلت الراي "منشيتها" الرئيسي التقليدي الذي هيمنت عليه نشاطات النسور طويلا, باخر عن تغول حكومة النسور ذاتها على صلاحيات الجامعات الرسمية ونزع هذه الصلاحيات عبر وزارة التعليم العالي ومجلس التعليم العالي.
وحفلت صفحة الراي الاولى باخبار عديدة ايضا فيها من الانتقاد الصريح لسياسات الحكومة اكثر من المبطن.
وعلى صدر الصفحة الاولى من جزئها الثاني شنت الراي هجوما شديدا على سياسات النسور الاقتصادية والاستثمارية من خلال عرض قضية ساخنة مع حصول شركة هواوي الصينية على عطاء تحديث شبكة أورانج للجيل الرابع، معتبرة ذلك رعاية حكومية لسيطرة ستعيد الاحتكار إلى قطاع الاتصالات الذي كان حتى عهد قريب أكثر القطاعات تنافسية في السوق المحلي.
وفي ملحقها الرياضي ايضا, لم تتوان الراي عن توجيه سهام النقد البناء وتحليل سياسات الحكومة القائمة على الوعود الفارغة.
ففي معالجتها لقضية استضافة الاردن كأس العالم للشابات في العام 2016، بجهود جبارة من سمو الامير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي «فيفا», قالت الراي ان الحكومة واصلت عقد المزيد من الاجتماعات والندوات.. وقدمت وعودا وتصريحات جذابة ...، لكن على ارض الواقع: لا شيء!
هذا بعض يسير مما قدمته الراي اليوم في عددها الاستثنائي, الذي يبدو انه سيكون نهجها الجديد المستهدف اصلاح السياسة التحريرية التي لم تنجو من تغول حكومة النسور عليها فيما مضى.
فهل تنجح الراي في مسعاها هذا وتكون صحيفة الدولة الاردنية بحق ورائدة الصحافة الوطنية بالمهنية وحرية الكلمة؟.
نأمل ذلك لخير الوطن والاعلام الحر