ثلث قضايا الاعتداء الجنسي تنتهي بالبراءة والسبب..
أظهر تحليل لقرارات قضائية أن أكثر من ثلث المتهمين في قضايا الاعتداء الجنسي ينالون البراءة أو يحكم بعدم مسؤوليتهم عن أفعالهم، لأسباب متعددة على رأسها تناقض أقوال الشهود.
وبحسب التحليل لعينة قوامها 300 قرار قطعي صادر في أعوام 2012، 2013 و2014 لقضايا اغتصاب وهتك عرض لذكور وإناث، ومواقعة قاصرات، فإن 35% من هذه القضايا تنتهي ببراءة أو عدم مسؤولية المتهم.
وتعني البراءة عدم كفاية الأدلة لإدانة المتهم، ضمن المبدأ المستقر لبراءة المتهم حتى تثبت إدانته. أما عدم المسؤولية فتعني ثبوت ارتكاب المتهم للفعل المنسوب إليه، لكنه لا يشكل جريمة.
وغالباً ما تتعلق أسباب نيل المتهمين البراءة بشكل عام بعدم إثبات التهم المنسوبة إليهم بشكل قاطع.
وبحسب التحليل الذي استثنى قضايا الشروع بالاعتداءات الجنسية، فإن نحو 48% من قرارات البراءة محل البحث، صدرت بسبب تناقض أقوال الشهود والمشتكين، وهي النسبة الأكبر بين أسباب البراءة في هذا النوع من الجرائم.
وفي المقام الثاني، كان تشكك المحكمة في صدق المشتكي أو المشتكية السبب الرئيسي في صدور حوالي 24% من قرارات البراءة بقضايا الاعتداء الجنسي خلال الفترة المذكورة.
وثبت للمحاكم وفق القرارات الصادرة في هذه الفترة وتحليلها، أن نحو 13% من الشكاوى التي برئ المتهمون منها، قدمت لغايات "كيدية" وللافتراء على المتهم بغية ابتزازه.
أما السبب الأخير وراء صدور ما تبقى من قرارات البراءة وعدم المسؤولية (15%) فكان ثبوت رضا المشتكية عن ما جرى بينها وبين المتهم، طبقاً للقرارات التي جرى تحليلها.
وإذا كانت المشتكية في الاعتداء الجنسية بالغة (فوق 18 عاماً) فإن المتهم لا يسأل عن فعله معها إذا كان برضاها، خلافاً للقاصرات اللاتي يدان المتهم إذا ثبت اعتداءه عليهن سواء برضاهن أو عدمه.